أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، توجه بلاده إلى تعزيز قدراتها النووية، والتزود بمنظومات صاروخية متطورة قادرة على منافسة مثيلاتها في الغرب «حالياً ومستقبلاً». وشدد على السعي إلى تطوير قدرات «الردع الاستراتيجي» وتحقيق «ريادة عسكرية مطلقة».
وفي اجتماع موسع عقده مع قيادات وزارة الدفاع الروسية، تحدث بوتين بلهجة حادة حملت إشارات قوية إلى تصاعد المواجهة مع الغرب، وتناول «تهديدات متزايدة» حول روسيا، واتهم الولايات المتحدة بـ»سياسات عدوانية»، قال أن على موسكو أن تكون مستعدة لها.
وحذر الرئيس الروسي من أن واشنطن «تنتهك بتصرفاتها معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى الموقعة عام 1987، وكثيرون منا في هذه الغرفة يفهمون معنى ذلك بالنسبة إلينا».
وأوضح أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تمول منظومات صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، ما يعني التحضير لإعلان الخروج من الاتفاق حول تقليص هذه الصواريخ»، علماً أن موسكو تعتبر هذه المعاهدة الركن الأساسي في الأمن الاستراتيجي في أوروبا.
وعلق بوتين على إعلان نظيره الأميركي استراتيجية الأمن الجديدة، مشيراً إلى أنه «إذا أردنا أن نلخصها بلغة ديبلوماسية في كلمتين، فهي بالتأكيد استراتيجية هجومية، وإذا انتقلنا إلى اللغة العسكرية، فمن المؤكد أنها استراتيجية عدوانية». وشدد على «ضرورة أن نأخذ ذلك في الاعتبار عند رسم ملامح خططنا وتحركاتنا».
وحض قيادة وزارة الدفاع على مواصلة تنفيذ خطط بناء «جيل جديد» من العسكريين لـ «حماية سيادة روسيا وسياستها الخارجية، خصوصاً في المناطق الحدودية». واعتبر أن على روسيا أن تكون «بين الدول الرائدة وأحياناً الرائدة في شكل مطلق، عندما يتعلق الأمر ببناء جيل جديد من العسكريين».
ودشن بوتين خلال الاجتماع برنامج التطوير الشامل للقوات المسلحة الروسية الذي يبدأ تنفيذه العام المقبل، ونوقشت معاييره الأساسية في اجتماعات عدة في موسكو بدأت منذ منتصف العام، ووضعت ملامحه النهائية في اجتماع عسكري موسع عقد الشهر الماضي في سوتشي.
وكشف جانباً من البرنامج، مشيراً إلى «التركيز على تجهيز القوات الجوية والبرية والبحرية بأسلحة عالية الدقة، إضافة إلى منظومات الدفاع والمعدات الفردية للجنود وأحدث أنظمة الاستخبارات والاتصالات والمعدات الإلكترونية».
وزاد أن البرنامج يشمل تطوير القوات النووية التي وصفها بأنها «في مستوى جيد حالياً لضمان الردع الاستراتيجي، لكنها ما زالت في حاجة إلى مزيد من التطوير».
وأشار إلى أنه «بحلول نهاية عام 2017، وصلت نسبة الأسلحة الحديثة في ثالوث روسيا النووي (منصات إطلاق الصواريخ ذات الرؤوس النووية جواً وبراً وبحراً) إلى 79 في المئة، وبحلول عام 2021 يجب أن تعزز قواتنا النووية البرية بأسلحة متطورة وحديثة بنسبة 90 في المئة».
وشدد الرئيس الروسي على أن «الحديث هنا يدور عن منظومات صاروخية قادرة على مضاهاة مثيلاتها من منظومات الصواريخ الحالية والمستقبلية».