توربينات رياح مصغّرة بتصميم أقراص العسل قد تحدث ثورة في الطاقة النظيفة

2

وفقاً لتقرير نشره موقع “إيكوتيسياس” Ecoticias، تعمل الشركة الناشئة “كاتريك تكنولوجيز” Katrick Technologies، ومقرها غلاسكو في اسكتلندا، على تطوير حلول للطاقة في المدن من خلال ابتكار فريد من نوعه يتمثل في توربينات رياح مصمّمة على شكل أقراص العسل.وفي منحىً آخر، تتميز توربينات “أقراص العسل” برخص تكاليفها وسهولة صيانتها، مما قد يساعد على انتشارها بشكل واسع.

 تؤدي الطاقات المتجدّدة دوراً محورياً في تلبية احتياجات الطاقة مع تخفيف الإضرار بالبيئة في كوكبنا. من الطاقة الشمسية إلى طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، توفّر هذه المصادر المتجدّدة إمكانيات غير محدودة للتطور والنمو. تخيّلوا مدناً تعمل بالكامل بالطاقة النظيفة، حيث تتنقل وسائل النقل الكهربائية بسلاسة، وتُضاء الشوارع بالطاقة المستمدّة من مصادر طبيعية. ولنفكر  أيضاً في مدينة مفعمة بالحيوية، حيث تؤدي الرياح، التي تندفع عبر الطرقات، دوراً يتجاوز مجرد تحريكها الأشجار، فتنتج طاقة نظيفة يمكن استخدامها لتشغيل المنازل والمؤسسات.

في هذا السياق، ووفقاً لتقرير نشره موقع “إيكوتيسياس” Ecoticias، تعمل الشركة الناشئة “كاتريك تكنولوجيز”  Katrick Technologies، ومقرها غلاسكو في اسكتلندا، على تطوير حلول للطاقة في المدن من خلال ابتكار فريد من نوعه، يتمثل بتوربينات رياح مصمّمة على شكل أقراص العسل.

 

نجاة الطيور وانخفاض التلوث بالضوضاء

 

تتميّز هذه التوربينات بصغر حجمها وسهولة اندماجها مع المناظر الطبيعية المدينية، وتركّز على تفادي كثير من المشكلات التي تواجهها توربينات الرياح التقليدية. مثلاً، تعمل الأخيرة باستخدام  مراوح خارجية ضخمة، لكنها تقتل أسراباً من  الطيور التي تصطدم بها  في أحيان كيرة. في المقابل، تدور مراوح توليد الرياح في توربينات “كاتريك تكنولوجيز” داخل مربعات سداسية الشكل، فيزول خطرها على الطيور. كذلك، يقلّل تصميم أقراص العسل لتلك التوربيات من أصواتها، فتعمل بصمت. ويؤدي ذلك إلى تخفيض مشكلة الضوضاء التي تصدر عن التوربينات التقليدية، وتعتبر تلوُّثاً صوتياً للمجتمعات القريبة منها.

وفي منحىً آخر، تتميز توربينات “أقراص العسل” برخص تكاليفها وسهولة صيانتها، مما قد يساعد على انتشارها بشكل واسع. 

كذلك، تتأثر التوربينات التقليدية بالتقلبات في سرعة الرياح، فتتغير مستويات الطاقة التي تنتجها، وتصبح استمراريتها مهتزّة. ولا تتأثر توربينات “أقراص العسل” بسرعة الرياح، لأنها تستمر في العمل اعتماداً على مرور الهواء في داخلها، إذ تستمر حتى في ظلّ هبوط سرعة الرياح إلى أدنى مستوياتها.

علاوة على ذلك، تحتاج التوربينات الصغيرة إلى مساحة صغيرة لكل وحدة منها، مما يسهّل تأقلمها مع العمران المديني.

 

نقاش الفاعلية والكفاءة

 

لقد أبدى عددٌ من خبراء الطاقة شكوكاً بشأن مدى فاعلية توربينات “أقراص العسل” في إنتاج كميات مجزية منها.

في المقابل،  تؤكد شركة “كاتريك تكنولوجيز” أن كيلومتراً واحداً من ألواحها يمكن أن يزوّد 760 منزلاً بالطاقة، أو أن يشحن 80,000 سيارة كهربائية من نوع “تسلا” سنوياً. وتشير أيضاً إلى أن توربيناتها تقدّم حلاً  مثاليًا للطاقة الحضرية المستدامة.

في منحىً متصل، ثمة شركات تعمل على صنع توربينات رياح صغيرة. 

وفي تكساس، تسعى شركة “إيروماين” Aeromine إلى صنع مولِّدات مماثلة. وقد استُلّهمت النماذج الأولية لتلك الشركة من مركبات سباق السيارات سعياً إلى صنع توربينات رياح صغيرة ذات كفاءة في توليد الطاقة.

بصورة عامة، ثمة مستقبل واعد يلوح في أفق توربينات الرياح الصغيرة الملائمة للاستخدام في المدن الكبرى التي تدأب على استكشاف خيارات الطاقة الخضراء. وقد تشكّل توربينات “أقراص العسل” خطوة كبرى في ذلك المسار.

التعليقات معطلة.