لماذا تقلق إسرائيل من زهران ممداني عمدة نيويورك المرتقب؟
24 – أبوظبي
بوادر قلق بدأت تساور المستويات السياسية الرسمية في تل أبيب، بعد سطوع نجم زهران ممداني، المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً لقيادة ولاية نيويورك الاستراتيجية في الولايات المتحدة.
منذ أيام، والصحافة الإسرائيلية تسلط الضوء على ممداني وخلفيته السياسية، والأسباب العديدة التي تقلق إسرائيل، وقالت صحيفة “يوديعوت أحرونوت” في تقرير لها، السبت، إن ترشيحه يعكس تحولًا كبيراً في نظرة الديمقراطيين إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
“إبادة جماعية”
ووصف ممداني الحرب الإسرائيلية في غزة بأنها “إبادة جماعية”، ورفض إدانة الدعوة المثيرة للجدل إلى “عولمة الانتفاضة”، و”هي عبارة يفسرها النقاد – بمن فيهم الكثيرون في المجتمع اليهودي – على أنها تحريض على العنف ضد اليهود في جميع أنحاء العالم”، على حد قول الصحيفة.
وقال الدكتور أفيشاي بن ساسون غورديس، الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن “صعود ممداني يمثل حالة فريدة، ورمزاً لتغيير أوسع نطاقاً”.
وأضاف بن ساسون غورديس: “في حين أن مجموعة محددة من الظروف ساعدته على الوصول إلى خط النهاية، فإن فوزاً كهذا لم يكن ممكناً قبل 5 سنوات”.
تغيير جذري
يُعدّ ترشيح ممداني جزءاً من عملية إعادة تنظيم أوسع نطاقاً داخل الحزب الديمقراطي، حيث يواجه الدعم الراسخ لإسرائيل تحدياً من جانب جناح تقدمي، يدفع باتجاه تغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال غورديس: “لا يمكن لإسرائيل مقاطعة ممداني أو شخصيات مماثلة. لقد أدلى ممداني ببعض التعليقات المثيرة للقلق حقاً، لكن تحدي إسرائيل لن يُحلّ بمجرد وصف شخص ما بأنه معادٍ للسامية. على إسرائيل أن تدرك أنها سترى المزيد من أمثاله في مناصب صنع القرار”.
وقالت الصحيفة، لطالما اعتمدت إسرائيل منذ فترة طويلة على الدعم من الحزبين في الولايات المتحدة، لكن الانقسام المتزايد داخل الحزب الديمقراطي يشير إلى ضرورة إعادة تقييم استراتيجيتها الدبلوماسية، في ظل المشهد السياسي الأمريكي المتغير.
وأضاف التقرير، أنه في حال انتخاب ممداني، سيصبح أول عمدة مسلم لمدينة أمريكية كبرى، وهو إنجاز تاريخي يعكس أيضاً التطور الديموغرافي، والأولويات السياسية للقاعدة الديمقراطية.
وأكد إيثان كوشنر، رئيس الديمقراطيين الأمريكيين في إسرائيل، “هذه نقطة ضعف أخرى تُضاف إلى قائمة طويلة من المرشحين والقرارات والمراسيم والسياسيين الذين تفوح منهم دلالات معادية لإسرائيل والسامية. في مدينة مرموقة كنيويورك، وصل هذا الوضع إلى نقطة الغليان”.