فريق راديو صوت العرب من أمريكا
في خامس أيام وقف إطلاق النار عادت إسرائيل لممارسة جرائمها بقتل الفلسطينيين وحصارهم، حيث أفادت مصادر فلسطينية بمقتل 6 مواطنين فلسطينيين وإصابة آخرين اليوم الثلاثاء في قصف إسرائيلي على مدينتي غزة وخان يونس على الرغم من سريان وقف إطلاق النار في القطاع.
فما قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة سيظل مغلقا غدًا الأربعاء، وسيتم تقليص تدفق المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، مشيرين إلى أن هذه الإجراءات تم اتخاذها ضد حركة حماس لعدم تسليمها رفات رهائن تحتجزهم في إطار الاتفاق الذي تم إعلانه مؤخرًا.
جاء ذلك رغم تأكيد مسؤول أمني إسرائيلي أن اتفاق وقف الحرب لم يحدد عدد جثامين الأسرى الإسرائيليين التي ستعاد في اليوم الأول من عملية التبادل، وذلك ردًا على ادعاءات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن حركة حماس لم تلتزم بتسليم جثث الأسرى القتلى لديها.
وكانت حماس قد أفرجت عن 20 أسيرا إسرائيليا، في حين أفرجت إسرائيل عن 1968 أسيرا فلسطينيا. وذكر مكتب إعلام الأسرى أن 154 أسيرًا فلسطينيًا تم نقلهم إلى مصر تنفيذًا لقرار إبعادهم.
بند سري
من جانبه كشف مدير مكتب الجزيرة في فلسطين، وليد العمري، أن الحكومة الإسرائيلية بدأت تفعيل بند سري في قرارها المتعلق باتفاق غزة، وهو بند يتيح للجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات إطلاق نار متى اعتبر أن هناك خطرًا أو “خرقًا” للاتفاق من جانب حركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية الأخرى.
وقال العمري إن هذا البند ورد في الملحق (باء) من قرار الحكومة الإسرائيلية الصادر يوم الخميس الماضي، والذي تضمن بندًا حول “إعادة الأسرى الأحياء والأموات خلال 72 ساعة”، لكنه ذُيّل بإشارة إلى تفعيل ذلك الملحق السري، المرتبط بما عُرف بـ”وثيقة ترامب”.
وأوضح العمري أن التطورات الميدانية الأخيرة، ومنها إطلاق النار الإسرائيلي على فلسطينيين شرق غزة، إلى جانب تحرك ذوي الأسرى الإسرائيليين القتلى، تؤكد أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل بتطبيق ما يسمى بـ”الفرقة الساخنة”، وهي صيغة تتيح له التحرك الفوري وإطلاق النار بزعم وجود خطر محتمل.
وأشار العمري إلى أن هذا التطور قد يمهّد لتحويل الوضع الميداني في غزة إلى نمط مشابه للوضع في لبنان، بحيث تصبح إسرائيل قادرة على شنّ هجمات متى شاءت، مستندة إلى تفسيرها الخاص لأي “خرق” أمني من جانب حماس أو الفصائل الفلسطينية.
وأوضح أن هذا الإجراء لا يندرج ضمن بنود اتفاق إنهاء الحرب، بل يستند إلى قرار حكومي داخلي أقرّته تل أبيب، في حين أن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار وإتمام صفقة الأسرى وإدخال المساعدات، لم تبدأ بعد.
وأضاف العمري أن التصريحات التي أدلى بها مسؤول أمني إسرائيلي، والتي لوّح فيها بإيقاف المساعدات ومنع فتح معبر رفح بسبب عدم تسليم حماس كل الجثامين، تؤكد وجود نية إسرائيلية لإعاقة تنفيذ الاتفاق.
وقال إن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم التوجه إلى قمة شرم الشيخ كان بهدف تجنّب أي التزام دولي بإنهاء الحرب أو إطلاق عملية سياسية قد تثير غضب قاعدته اليمينية.

