24 – أبوظبي
أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقائه بمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن “بكين لا تقبل بخسارة روسيا لحربها ضد أوكرانيا”، لأن ذلك قد يسمح للولايات المتحدة بتحويل كامل اهتمامها نحو الصين، وهو ما يتناقض مع موقف بكين العلني بالحياد في هذا الصراع.
ونقل هذا الاعتراف الجريء على لسان مسؤول مطلع على المحادثات بين وزير الخارجية الصيني وكبيرة الدبلوماسيين الأوروبيين، وفق ما ذكرته شبكة “سي إن إن”، الجمعة.
ويؤكد المسؤول المطلع، أن الاعتراف قيل في اجتماع استمر 4 ساعات بين وانغ يي ومسؤولة الشؤون الخارجية العليا في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الأربعاء الماضي، في بروكسل، والذي “شهد تبادلات حادة لكن محترمة، تناولت مجموعة واسعة من القضايا، من الأمن السيبراني، والمعادن النادرة، إلى اختلالات التجارة، وتايوان، والشرق الأوسط”.
وأضاف المسؤول، أن تصريحات وانغ الخاصة تُشير إلى أن بكين قد تُفضل حرباً طويلة الأمد في أوكرانيا، مما يمنع الولايات المتحدة من التركيز على تنافسها مع الصين. وتُعكس هذه التصريحات مخاوف منتقدي سياسة الصين من أن بكين تُخاطر جيوسياسياً في الصراع الأوكراني أكثر بكثير من موقفها المُعلن بالحياد.
والجمعة، وخلال إحاطة إعلامية دورية لوزارة الخارجية الصينية، سُئلت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، عن هذا التبادل، الذي نُشر لأول مرة في صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، وأكدت موقف بكين الراسخ من الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات.
وقالت ماو، “الصين ليست طرفاً في القضية الأوكرانية. موقف الصين من الأزمة الأوكرانية موضوعي وثابت، وهو التفاوض ووقف إطلاق النار والسلام. إن استمرار الأزمة الأوكرانية لا يخدم مصالح أحد”.
وأضافت، أن الصين ترغب في التوصل إلى تسوية سياسية في أسرع وقت ممكن: “بالتعاون مع المجتمع الدولي، وفي ضوء إرادة الأطراف المعنية، سنواصل القيام بدور بناء لتحقيق هذه الغاية”.
وتُخفي التصريحات الصينية العلنية بشأن حرب أوكرانيا صورة أكثر تعقيداً.
وقبل أسابيع قليلة من بدء روسيا حربها ضد أوكرانيا، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ شراكة “بلا حدود” مع موسكو، ومنذ ذلك الحين تعززت العلاقات السياسية والاقتصادية.
وطرحت الصين نفسها كصانع سلام محتمل.
كما رفضت الصين الاتهامات المتزايدة بتقديم دعم شبه عسكري لروسيا. وفرضت أوكرانيا عقوبات على عدة شركات صينية لتزويدها روسيا بمكونات وتقنيات طائرات بدون طيار لاستخدامها في إنتاج الصواريخ.
