أبعد من فضيحة “سيغنال”… ماذا وراء إقالة مايك والتز؟

5

 

 

24 ـ رنا نمر

 

 

أُقيل مايك والتز من منصبه كمستشار للأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، وبدأ السباق لاختيار بديل له، بينما يقوم وزير الخارجية ماركو روبيو بمهام مزدوجة في هذه الأثناء.

 

يرون في إقالة والتز فرصة للتأثير على الرئيس لتبني نهج أوباما-بايدن

 

وأدت حملة تطهير في أوائل نيسان (أبريل) إلى استنزاف فريق والتز وإضعافه.

 

وأعلن ترامب يوم الخميس أنه سيرشح والتز لمنصب كسفيرٍ للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به هناك للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة، لكن هذه الوظيفة تعني فقدانه التأثير في نقاشات البيت الأبيض.

 

وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن التفسير الظاهري هو أن والتز اضطر إلى تحمل مسؤولية إضافة مراسلٍ عن طريق الخطأ إلى دردشة جماعية على تطبيق سيغنال حول الحوثيين، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا أُبقي وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي شارك تفاصيل خطط الهجوم الأمريكية، على الدردشة؟

 

اصطدم مع رئيسة الأركان

وتقول الصحيفة إن والتز اصطدم مع رئيسة الأركان سوزي وايلز.

 

لكن القصة الأعمق، فقد تكون أن والتز ونوابه قد أُقصوا لأنهم “صقور”، وهو مصطلح يُطلق على المسؤولين الذين يدفعون بسياسيات متشددة تجاه إيران وروسيا والصين.

 

واستُهدف والتز منذ البداية من جناح “تاكر كارلسون- دونالد ترامب جونيور” في حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً”.

 

وساهمت لورا لومر، التي انتقلت من نظريات المؤامرة حول أحداث 11 سبتمبر (أيلول) إلى نشر قوائم سوداء في إدارة ترامب، في طرد أعضاء من فريق والتز، إذ وصفت أليكس وونغ، نائب والتز والموظف السابق لدى السناتور توم كوتون، بأنه مرتبط بالحزب الشيوعي الصيني.

 

ويُعرف وونغ بأنه من أشدّ صقور السياسة حيال الصين، وهو من قدامى المحاربين المتشددين تجاه بكين خلال ولاية ترامب الأولى.

 

“أمريكا العائدة”

وخلصت الصحيفة إلى أن المقاومة الداخلية لسياسة ترامب الخارجية لا تأتي من والتز أو المحافظين الجدد، بل من فصيل “أمريكا العائدة إلى الوطن” الذي يضم مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد.

 

وكشفت محادثة سيغنال أن نائب الرئيس جيه دي فانس، عارض وحاول تأخير قرار الرئيس استخدام القوة ضد الحوثيين.

 

ووُجّهت انتقادات لوالتز لمطالبته إيران بتفكيك برنامجها النووي أو المخاطرة بمواجهة عسكرية، ولكن هل يدرك لواء “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” أن هذه هي نفس السياسة التي شرحها ترامب وهيغسيث وروبيو مرات عديدة؟

 

وتضيف الصحيفة أنهم يريدون أيضاً التخلص من هيغسيث وروبيو، وقلب سياسة ترامب تجاه إيران، ويعارضون اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه روسيا، ويرون في إقالة والتز فرصة للتأثير على الرئيس لتبني نهج أوباما-بايدن المعتدل، ويرون في ستيف ويتكوف، صديق ترامب القديم ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط وروسيا، حليفاً ليحل محل والتز في مجلس الأمن القومي.

التعليقات معطلة.