أبوظبي.. اختتام فعاليات ندوة “المتاحف بإطار جديد”

1

جامعة نيويورك أبوظبي

اختتم متحف “اللوفر” أبوظبي، وجامعة نيويورك أبوظبي، فعاليات الندوة الافتراضية العالمية التي أطلقاها تحت عنوان “المتاحف بإطار جديد”، والتي امتدت لثلاثة أيام.

وشهدت “المتاحف بإطار جديد“، وهي الندوة الافتراضية الأولى من نوعها، تسجيل أكثر من ألف مشارك، لحضور مجموعة متنوعة من النقاشات والجلسات الحوارية التي ضمت أكثر من 70 متحدثا ومديرا للجلسات من 5 قارات.

واجتمع المشاركون في جلسات افتراضية، لمناقشة التحديات التي تواجهها المؤسسات الفنية والثقافية في جميع أنحاء العالم، والفرص المتاحة أمامها.

ونظرا إلى بلوغ عدد المسجلين في الندوة حده الأقصى، تمت إتاحة تسجيلات الجلسات مجانا للراغبين بمشاهدتها عبر الموقع الإلكتروني الخاص بندوة “المتاحف بإطار جديد”، وقناتها الرسمية على موقع يوتيوب.

وأعلن متحف اللوفر أبوظبي وجامعة نيويورك أبوظبي عن نشر شركة “أكاديا” لمحتوى الندوة، والذي سيكون متاحا الصيف المقبل.

وتمحورت الموضوعات التي جرى طرحها في الحلقات النقاشية، حول رؤية المتاحف كمساحة عامة ومنصة لسرد القصص وتشارك المعرفة في العصر الرقمي، حيث تواجه المتاحف تحديات معقدة لتتمكن من إعادة بناء جسور تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومواصلة مساهمتها في دعم المجتمعات المعاصرة.

إلى جانب ذلك، سلط المشاركون الضوء في الندوة على المسؤوليات والتحديات الجديدة التي تواجه قطاع المتاحف في المرحلة الراهنة، فضلا عن الفرص المبتكرة التي يمكن للمتاحف الاستفادة منها، ومستقبل المتاحف في عالم ما بعد الجائحة.

وقد تطرقت الجلسات إلى تصورات لمستقبل المتاحف ونماذج مقترحة تتعدى إطار السياحة والمعارض الكبيرة، فضلا عن الدور المهم الذي تلعبه المتاحف في الحياة الاجتماعية، كأداة جوهرية للمجتمع المدني.

كما تم تسليط الضوء على الأشكال الجديدة لتفاعل المتاحف مع جمهورها، وتقديم سلسلة من دراسات الحالات حول محاولات توظيف المتاحف ومواردها لتعزيز التفاهم المشترك من خلال التعاطف.

وقال رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، محمد المبارك: “كان هذا العام عام التباعد الاجتماعي في أبوظبي وجميع أنحاء العالم، ولحسن حظنا شكّل ذلك سببا في تقريبنا من بعضنا البعض وتوحيد جهودنا وتعزيزها على جميع الأصعدة”.

وأضاف: “مما لا شك فيه أن نجاحنا في تحقيق مستقبل مشرق وواعد للأجيال القادمة مرتبط بانسجام أفكارنا وقوة عزمنا وإصرارنا وقدرتنا على التكيّف والتعامل مع مختلف التحديات والظروف، وهو ما أكده العديد من المشاركين في هذه الندوة الافتراضية”.

وأشار المبارك إلى أن النقاشات المثمرة التي تمت في الندوة “عكست رسالة سامية يتردد صداها في أروقة أعظم المتاحف والمؤسسات التعليمية الكبرى في العالم، مفادها أنه يترتب علينا جميعا أن نحتفي بكل الثقافات والحضارات العالمية المتنوعة، لنكون قادرين حقا على فهم بعضنا البعض”.

وتابع: “سنواصل بذل كل الجهود للوصول إلى الجماهير من حول العالم، من خلال الاعتماد على نموذج يجمع بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي، آملين أن تسمح لنا الظروف قريبا بأن نرحب بكم جميعا في العاصمة أبوظبي، لزيارة متحف اللوفر أبوظبي والعديد من المواقع الثقافية الأخرى”.

من جانبه، صرح مدير متحف اللوفر أبوظبي، مانويل راباتيه، قائلا: “مما لا شك فيه أن المتاحف تبدأ بإنشاء مجموعتها الفنية، وتبني الإطار السردي الخاص بها، بيد المتاحف لا تكتمل من دون جمهورها. وقد تأثرت الإنسانية بالجائحة التي شهدها العالم بطرق عدة، إذ أجبرتنا على التغيير بشكل سريع، وسلّطت الضوء على نقاط ضعف المتاحف”.

وأضاف: “بيد أننا شهدنا تردد صدى قيم التضامن والتعاطف والمرونة والتوازن والاستدامة في جميع المحادثات التي جرت في إطار الندوة. أما في كيفية تجسيد اللوفر أبوظبي لهذه القيم، فسنركز على محورين أساسيين هما تعدد المعاني وتعدد الأصوات؛ حيث يمثل تعدد المعاني التنوع المختلف في معاني الأشياء، أي المجموعة الفنية والقصص”.

واستطرد راباتيه حديثه بالقول: “أرى متحف اللوفر أبوظبي مركزا للمعرفة والاكتشاف، بالتعاون مع الجامعات والعالم الأكاديمي. أراه مكانا لرواية القصص وملاذا للسكينة، وأؤمن بأنه سيحتل مكانة ودورا أكثر قوة خلال فترة النهوض التي تلي الأزمة، ونتمنى أن نستمر في تحديد دور المتاحف مع الشركاء في المجال، من خلال استضافة ندوات أخرى في المستقبل بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي”.

أما نائبة رئيس جامعة نيويورك أبوظبي، مارييت ويسترمان، فقالت: “كان التعاون في تنظيم هذه الندوة مع متحف اللوفر أبوظبي استثنائيا. وقد أدهشنا الإقبال والاهتمام الذي شهدته الندوة، والمستوى العالي من الموضوعات المتنوعة وجلسات النقاش والتواصل من خلال المقهى العالمي الافتراضي”.

وأوضحت أن المشاركين اجتمعوا “للاتفاق على تحديد ملامح مستقبل جديد للمتاحف”، مضيفة: “أدركنا معا أن جائحة كوفيد-19 أتاحت لنا الفرصة لإعادة صياغة التعريفات التقليدية للمتاحف، وتحديد أهدافها وتعزيز تفاعلها مع المجتمعات بطريقة تكون شاملة أكثر”.

وقد اختُتمت الندوة بحلقة نقاشية عالجت المؤهلات الأكاديمية التقليدية، وما إذا كانت كافية ليكون المرء أمينا للمتحف، أو أن ينجح في هذا الدور.

يشار إلى أنه تم تسجيل جميع الحلقات النقاشية باللغة الإنجليزية، وهي متاحة على قناة “يوتيوب”، وسيتم إصدار التسجيلات المترجمة باللغتين العربية والفرنسية قريبا.

التعليقات معطلة.