أشاد الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط أمس بالتنظيم الجيد للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت التي ستكون ناجحــــة وأكد أنه “إذا توافقت الدول العربية على دعوة سورية إليها ننفذ فوراً”.
واعتذر أمس من القادة العرب عن عدم حضور القمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئيس التونسي الباجي قئد السبسي، في وقت انطلقت أعمال القمة باجتماع عقد على مستوى المندوبين.
واستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أبو الغيط بعيد وصوله الى بيروت للمشاركة في القمة، يرافقه الامين العام المساعد السفير حسام زكي والمتحدث الرسمي باسم الجامعة محمود عفيفي.
بعد اللقاء، ادلى ابو الغيط بتصريح شكر فيه استضافة لبنان للقمة الاقتصادية التنموية الرابعة. وعبّرت له عن عميق الاعجاب للتنظيم اللبناني البالغ المهارة لها. وشهدنا على تنظيم جيد للغاية وتأمين يفوق اي تصوّر. وكلما امضيت ولو ساعة اضافية، كلما تيقنت بأن هذه القمة ستكون ناجحة.”
وأوضح أنه تناول مع الرئيس عون بنود القمة بما فيها البعدين الاقتصادي والاجتماعي، وأكدت له اقتناعي بأن التحضيرات من ناحية الجامعة العربية اصبحت كاملة، وغدا (اليوم) سيجتمع وزراء الخارجية والاقتصاد، واليوم كان هناك اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين، وسنتحرك بعدها باتجاه القمة التي تنعقد الاحد”.
وبسؤاله عن مستوى التمثيل الذي يستحقه لبنان قال: “انّ شكل الحضور لم نتبيّنه بعد. لننتظر لنرى كيف سيكون الحضور. ولكن بالتأكيد فإن لبنان يستحق جدا كل التكريم لأنه بذل وهو مستعد للبذل.”
وسئل: أسفتم لما حصل في الموضوع الليبي. هل اثرتم مع الرئيس عون هذا الامر؟ أجاب: “تم تناول الامر. وفي ما يتعلق بالشأن الليبي لن نتدخّل. وإنني آمل ان تنجح القمة وأن يحقق الجهد المحترم الذي بذله لبنان ما هو مأمول منه، لأن المسألة لا تتعلق بلبنان فحسب، بل بالامة العربية والوطن العربي. هذه قمة تنموية اقتصادية تسعى الى تهيئة مناخ مناسب في الاقتصاد والتجارة والاستثمار، كما في قضايا الطفل والمرأة والشيخوخة، وفي البعد الاجتماعي. كل هذه الامور هي لخدمة المواطن.”
وعن عودة سورية الى الجامعة العربية، أجاب: “للمسألة السورية جوانب مختلفة، كما لها حساسية، ويجب الاعتراف ان سورية دولة عربية مؤسِسة للجامعة العربية. وعندما يتم توافق عربي، ونتأكد انه لا توجد اعتراضات من هذا الطرف أو ذاك، فما أسهل ان يُطرح الامر كبند على جدول اعمال مجلس وزاري في أي لحظة، مع التحضير الجيد له. وإذا توافقت الدول العربية الى دعوة سورية من اجل شغل مقعدها، فمن جانبنا كأمين عام نحن في خدمة الدول العربية، فالأمين العام هو الذي يسعى للحفاظ على المصالح العربية. ونحن ننّفذ فورا هكذا قرار ومن دون تأخير.”
سئل: نفهم من كلامكم ان لا توافق عربيا بعد على عودة سورية؟
اجاب: “هذه حقيقة. وأنا تحدثت بذلك. وإلا ما أسهل أن يتوصّل الأمين العام الى خلاصة ويقول: هذه هي الخلاصة. وحتى الآن لم أتبيّن أن هناك حسما نهائيا في أي من الاتجاهين.”
الوفود
ووصل مساء أمس إلى مطار رفيق الحريري الدولي ، وفد فلسطيني ضم وزير الخارجية رياض المالكي ووزيرة الاقتصاد عبير عوده. كما وصل وفد قطري ضم وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي ووزير المالية محمد الشريف، ثم وزير الاقتصاد العراقي الدكتور محمد هاشم عبد المجيد، وزير المالية في دولة الكويت الدكتور نايف الحجرف، وكيل الوزارة للشؤون المالية والإدارية في وزارة الخارجية العمانية أحمد يوسف الزرافة الذي أكد مشاركة أسعد بن طارق آل سعيد في القمة. وليلا وصل وزير الدبلوماسية الاقتصادية التونسي حاتم الفرجاني وزير التجارة التونسي عمر الباهي الذي أكد على أهمية انعقاد القمة في بيروت، ولفت إلى أن الرئيس التونسي “لن يحضر القمة وستتمثل بلاده بوزير خارجيتها”.
منتدى القطاع الخاص
واختتمت فعاليات منتدى القطاع الخاص العربي، الذي عقد على مدى يومين في مقر اتحاد الغرف العربية، برعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وبتنظيم من اتحاد الغرف العربية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان، ومجموعة الاقتصاد والأعمال، تحت شعار “الثورة الصناعية الرابعة والتنمية المستدامة في سبيل اقتصاد عربي أكثر احتوائية”.
وشارك أبو الغيط في الختام وقال إن المنتدى “حجر الزاوية في فعاليات القمة العربية التنموية الرابعة”. واعتبر أن “لغة المصالح الاقتصادية المشتركة هي اللغة الناجعة في هذه المرحلة، وأن تحفيز آليات التعاون نحو تحقيق المزيد من التكامل الاقتصادي بين الدول العربية أمر مهم لأجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى معيشة المواطن العربي”.
وأعلن الأمين العام لاتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي توصيات المنتدى وأبرزها حض الدول العربية على إزالة المعوقات غير الجمركية خلال مدة زمنية محددة، ودعوتها إلى تسهيل دخول الاتفاقية العربية لتحرير التجارة حيز التطبيق، وإقرار اتفاقية استثمار عربية جديدة لتسهيل حركة الاستثمار العربي البيني ولتسهيل انتقال أصحاب الأعمال بين الدول العربية. كما دعت التوصيات إلى صياغة استراتيجية عربية مشتركة للاقتصاد الرقمي تستند إلى نظام معلومات متكامل، بالتزامن مع تحديث البنية التشريعية ونشر الخدمات العامة الإلكترونية. وتضمنت بنودا عن تمكين المرأة والشباب وإشراك القطاع الخاص في بناء القرار الاقتصادي وتمويل التنمية المستدامة وفي إعادة إعمار الدول العربية المتضررة من الصراعات.
اجتماع المندوبين
وكانت أعمال القمة انطلقت صباح أمس باجتماع على مستوى المندوبين، في فندق فينيسيا، ترأسه وكيل وزارة المالية المساعد للشؤون المالية الدولية في المملكة العربية السعودية حسين شويش الشويش، لمناقشة الوثائق التحضيرية للقمة. وعقد اجتماع ثان بعد الظهر حيث تسلم لبنان رئاسة القمة الرابعة من الوفد السعودي الذي كان رأس القمة الثالثة.