أحداث بوركينا فاسو.. و كشف خيوط اللعبة

1

 
حمدي جوارا
منذ يومين مرت بوركينا بحادثة قيل إنها إرهابية حسبما تبنتها جماعة إرهابية …ولكن الجديد أن بعض خيوط اللعبة بدأت تتكشف حول الأسباب التي أدت إلى تدهور الوضع الأمني في المنطقة، و تصريحات الرئيس الحالي / روك كابوري حزل ما حدث معه غداة وصوله للحكم حول مقابلته لمجموعة لقادة التمرد في مالي وسؤالهم له عن تنفيذ بعض الوعود والصفقات التي تمت بينهم والدولة البوركينية .. وذلك بتقديم سيارات مصفحة لهم وأكيد أنها سيارات مدججة بالأسلحة ، وإخباره له أنه لم يكن على علم بذلك و أن يتصلوا بالرئيس بليز كومباري الرئيس المخلوع في ابيدجان حيث بتواجد كي يقدم لهم ما يريدون…
والذي نريده من هذا التصريح هو من هو الشخص الذي أتاه لكي يسأله هكذا تساؤل ؟ وماذا فعله هو وحكومته وخاصة بعد معرفته أن هؤلاء إنما يستهدفون دولة مجاورة؟؟؟ وما هي الاستراتيجيات التي وضعها من أجل تفادي مثل هذه الأحداث التي قد تكون لديها ردات فعل خطيرة لمستقبل البلاد ..؟؟؟
كان الرئيس البوركيني المخلوع بليز كومباري يستضيف الجماعات المتمردة في مالي لإشعال الفتنة فيها لكي يقوم هو بدور الوسيط ويُكَوّن لنفسه بعدا دوليا كي يكون هو الوسيط المعتمد في المنطقة و حيث تسلط عليه الأضواء كمفاوض خبير في المنطقة ….. لكن تبين مع الايام أنه كان يتعامل حتى مع الجماعات الإرهابية في المنطقة لتحقيق أهدافه السياسية..
وقد تحدثت طويلا البارحة مع خبير الأمن الاستباقي الأكاديمي البوركيني بكندا السيد/ أيوب سيوبا.. وأكد أن خطاب الرئيس إنما هو هروب من تحمل المسئولية وتصدير الأزمة على الآخرين وأنه كان ينبغي التصرف مع هؤلاء بما يلزم في حينها ….
وكمهتم بشؤون المنطقة وخاصة هذه البلدان التي تقع في خاصرة الجغرافيا السياسية الواحدة لا تفوتني هذه التصريحات الخطيرة والخطيرة جدا ، إلا أنها ستفتح آفاقا جديدة لقراءة ما يحدث منذ 10 سنوات..
نعم هناك تساؤلات ينبغي أن نتساءل عنها حول اتخاذ متمردي مالي بوركينا فاسو منصة إعلامية وسياسية لهم لكي يبنو بها خططهم التدميرية للجارة مالي، صحيح أنه كان هناك غطاء إقليمي تحت مظلة الايكواس لكن اعتقد كجيران ينبغي أن نضع استقرار الدول نصب اهتمامنا وألا نحاول زعزعة الاستقرار مهما كانت الظروف…
في 2013 وفي عز الأزمة تواصلت مع بعض الإخوة في بوركينا وأخبرني أحدهم أنهم يشعرون بالغثيان عندما يرون قادة متمردين وهم يتناوبون ويتجولون بين فنادق وغادوغو ويركبون كبرى السيارات الفارهة الرباعية الدفع.. ويتساءل من أين يأتي هؤلاء بكل هذه الأموال.. أين لهم كل هذا.. ؟؟
وأخبرني آخر أن بعضهم كانوا يحملون جواز سفر دبلوماسي بوركيني حتى يتمكنوا من التحرك في كل العالم.. وأن الجماعات الجهادية مدعومة وبقوة من نظام كامباوري للأسف…
صحيح أن مالي انهارت أو كادت ومرت بمرحلة عاصفة سياسية لم تحصل لها منذ استقلالها وجعلتها ترجع القهقرى 20 سنة ، لكن وفي نفس الوقت انتهى الرئيس كومباري و خرج من الباب الخلفي لقصر وحكمه حين ثار عليه شعبه وطردوه في 30 أكتوبر 2015 م.. وبقي أمن الساحل محط أنظار العالم وإلى الآن..
وبقيت بوركينا فاسو ومالي ودول المنطقة تجتر ويلات هذه الجماعات المتطرفة والتي كانت قادتها يسرحون ويمرحون في عاصمة بلاد الأحرار وغادوغو..
لا أعتقد أن بليز وحده كان يقوم بذلك من غير إيعاز من فرنسا والكل يعلم ماذا حدث بعد ذلك وكيف كانت الطرق ممهدة للتدخل الفرنسي وحتي الوقت الذي نحن فيه لا ندري ما يحدث في شمال مالي ولماذا وكيف تتسلل هذه الجماعات المتطرفة وتقوم بهذه الهجمات الغير المتوقعة في أكثر من عاصمة في المنطقة…
وما تثيره وسائل الإعلام البوركينة حول هذا الموضوع جدير بالمتابعة والاهتمام..
حفظ الله بلداننا جميعا…

التعليقات معطلة.