سكاي نيوز عربية – أبوظبي
إثيوبيا.. سد النهضة سيغير من ملامح منطقة إقليم بني شنقول
حذر تقرير للأمم المتحدة من تفاقم أزمة الأمن المائي في المنطقة العربية، حيث يفتقر ما يقرب من 50 مليون شخص في المنطقة العربية إلى مياه الشرب الأساسية ويعيش 390 مليون شخص في المنطقة، أي ما يقرب من 90 بالمئة من إجمالي عدد السكان- في بلدان تعاني من ندرة المياه.
ووفق تصريحات خبراء موارد مائية لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن النزاعات والاضطرابات تعد أحد أبرز أسباب تهديد الأمن المائي للمنطقة العربية، خاصة وأن منابع أنهار الدول العربية ليست في دول عربية، وهو ما يؤدي إلى صعوبات في المفاوضات.
ويحذر الخبراء من أن الاضطرابات في بعض دول المنطقة قد يتم توظيفها في إطار النزاعات القائمة، مثل الاضطرابات في السودان على سبيل المثال، كما ان استمرار هذه النزاعات وعدم التوصل إلى تفاهمات، قد يفاقم أزمة المياه ويهدد الأمن الغذائي أيضًا، وقد تصل الأمور إلى حروب مياه.h
اضطرابات السودان
أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة والخبير الاستراتيجي بالجمعية العامة لمنظمة الأغذية التابعة للأمم المتحدة “فاو” نادر نور الدين قال في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الاضطرابات والنزاعات قد يكون لها تأثير حتى لو لم يكن بشكل مباشر.
الاضطرابات في السودان على سبيل المثال قد لا يكون لها تأثير مباشر على الأمن المائي لدول حوض النيل لأن السودان ليست دولة منبع تؤثر على الدول الأخرى، بل دولة ممر ولا تساهم بحصص ملموسة من إجمالي مياه نهر النيل.
لكن ما يجرى بها من أحداث قد يعطي إثيوبيا الفرصة لانتهاز الحدث وإنجاز المليء الرابع دون مباحثات ولا اتفاق مع السودان ومصر دون أن تظهر أمام العالم بأنها دولة مستغله وتملأ السد بقرار انفرادي دون تشاور مع شركاء النهر.
يتفق معه أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية عباس شراقي، الذي قال في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الاضطرابات في السودان سوف تؤثر على جميع مناحي الحياة في المنطقة.
أكثر من نصف دول حوض النيل مجاورة للسودان، وسوف يتأثرون مباشرة، منها إثيوبيا التي لها قضيتين مع السودان سد النهضة والحدود الشرقية للسودان.
من المتوقع أن تستغل إثيوبيا الأحداث السودانية في زيادة المخزون الرابع بقدر الإمكان، مع إلقاء اللوم على عدم استئناف المفاوضات على الأوضاع السودانية.
قد تحتل إثيوبيا جزءا من الأراضي السودانية المتنازع عليها وفرض سياسة الأمر الواقع في ظل انشغال الجيش السوداني.
نزاعات المنابع
تأتي نزاعات المنابع ضمن مهددات الأمن المائي في المنطقة، ووفق نور الدين، فإن هناك مباحثات بشأن النزاعات التي قد تهدد الأمن المائي في المنطقة.
هذه المباحثات تستهدف حل المشاكل التي وقعت على سبيل المثال بين العراق وسوريا من جانب وتركيا من جانب آخر بسبب السدود التي أقامتها تركيا على نهر الفرات.
قامت أيضًا مشكلة مشابهة بين سوريا والعراق من جهة وإيران من جهة أخرى، لأن جزء من دجلة والفرات تبع من إيران والتي أقامت أيضًا سدود على هذه الأنهار، وتمت تفاهمات مع تركيا لكن إيران ترفض المباحثات.
هناك أيضا مشكلة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة، وأساس كل هذه المشاكل أن منابع الأنهار في الدول العربية في دول غير عربية، ومن هنا تنشأ صعوبة المفاوضات مع إيران وتركيا وإثيوبيا.
حتى الآن لم تندلع حروب في المنطقة بسبب المياه، لكن هناك سوء استغلال للمياه وخلافات التي قد تصل إلى حروب مياه حال عدم الوصول إلى تفاهمات.
الفقر المائي المدقع قد يدفع إلى هذه الحروب، والرئيس المصري محمد أنور السادات منذ أكثر من 50 عاما قال تصريحه الشهير في عام 79 بعد اتفاقية السلام مع إسرائيل، إن الشيء الوحيد الذي قد يضطر مصر للحرب في المرحلة القادمة ليس السياسة وإنما المياه.
لذلك فإن أطماع إثيوبيا في مياه النيل على سبيل المثال واضحة وتهدد الأمن القومي، ولذلك إذا ظهرت سلبيات كثيرة على مصر والسودان قد تندلع حروب المياه، خاصة وأن إثيوبيا تنوي إقامة سدود أخرى على النيل الأزرق الذي يمد نهر النيل بأكثر من 60 بالمئة من موارده.