أصداف : الشركات الكبرى الفشل والنجاح

2

 

وليد الزبيدي

ترسم الشركات الكبرى استراتيجيات دقيقة تتناسب وقدراتها، مثل ذلك تعتمد الشركات المتوسطة والكثير من الشركات الصغرى، لكن الشركات الكبرى تكون بحاجة لفريق من المختصين في الميدان الذي تعمل فيه الشركة، بخلاف ذلك فإن الخطط العشوائية غالبا ما تفضي إلى نتائج سلبية، وفي بعض الحالات تكون النتائج كارثية، لهذا فإن الشركات التي واصلت العمل والإنتاج تلك التي استندت إلى الأسس السليمة منذ البداية. وما نريد أن نناقشه يتناول تشابه الأسس للشركات الناجحة والدول.
من يدقق بتاريخ الشركات خلال أكثر من قرن، يجد أن ثمة قلة منها قد استمرت في نشاطاتها ضمن تخصصها، لكن على الطرف الآخر بالتأكيد قد تراجعت الكثير من الشركات التي بدأت في ذات الحقبة، كما أن هناك الكثير من الشركات قد اندثرت، والسؤال الذي يعيدنا جوابه إلى دور التخطيط في نجاح الشركات أو فشلها يؤكد على البناء السليم منذ الخطوات الأولى للتأسيس والانطلاق، لهذا ما زالت شركة اكسون موبيل تمارس نشاطاتها في ميدان إنتاج النفط وقيمتها السوقية تتراوح بين 350 – 400 مليار دولار وقد تأسست الشركة في العام 1870، مثل ذلك شركة جونسون أند جونسون التي تأسست في العام 1885م، تبلغ قيمتها السوقية بحدود 289 مليار دولار، وشركة جنرال إلكتريك التي تأسست في العام 1892 تبلغ قيمتها السوقية 275 مليار دولار، وتضم قائمة الشركات التي حققت نجاحات كبيرة وما زالت مستمرة في العمل وتحقق الأرباح الطويلة.. ومن بين الشركات الشهيرة، ويلز فارجو وهو من أقدم البنوك الأميركية وتأسس في العام 1852 وشركة شل للنفط والغاز وتأسست في العام 1907.
حققت 500 شركة كبرى خلال العام المنصرم 2018 أرباحا بقيمة 30 تريليون دولار، وحققت شركة واحدة هي وول مارت الأميركية إيرادات بلغت 485 مليار دولار في العام الماضي.
في الوقت نفسه فشلت شركات كبرى في مواصلة العمل والإنتاج من بينها، خطوط بان أمريكان التي أعلنت إفلاسها في العام 1991 بعد ستين عاما من تأسيسها، وشركة لونج تيرم كابيتال مانجمينت التي حققت استثمارات كبيرة في تسعينيات القرن العشرين، إلا أنها انهارت في العام 1998، وشركة الطاقة الأميركية (إنرون) التي مارست أكبر عمليات احتيال في تاريخ الأعمال بالولايات المتحدة وانتهى الحال بإعلان إفلاسها عام 2001. ومن الشركات الكبرى التي يصل عمرها إلى قرن ونصف بنك ليمان براذرز حيث أدى اندلاع الأزمة المالية العالمية عام 2008 إلى انهيار البنك الذي يعود تاريخه إلى 150 عاما، وبدأت تلك الأزمة الكبيرة من البنك ذاته.
إن نجاح الشركات أو فشلها لا يختلف كثيرا عن أسس بناء الدول في كل زمان ومكان، فثمة من يعتمد الأسس السليمة فيقوى عودها وتستمر وخلاف ذلك، فإن الكوارث تعصف بتلك التي تضع أسسا هشة منذ انطلاقتها

التعليقات معطلة.