أطراف شيعية تفضل “الحرب” على حضور “الشرع” قمة بغداد!

5


الحكومة تخالف الفصائل وجبهة المعارضة وتسافر إلى دمشق مرة ثانية

بغداد/ تميم الحسن

يُعتقد أن إجراءات أمنية مشددة ستصاحب أجواء القمة في بغداد الشهر المقبل، بسبب “تهديدات” ضد الرئيس السوري أحمد الشرع.
وأول أمس، سلم رئيس المخابرات العراقي، حميد الشطري، دعوة حضور الشرع إلى القمة، وهو خلاف إرادة “الفصائل” وأحزاب شيعية.
وحتى الآن، ترفض 4 زعامات رئيسية داخل التحالف الشيعي، بشكل علني، زيارة الرئيس السوري المرتقبة إلى العراق.
وتستضيف بغداد في 17 أيار المقبل اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الـ34 على مستوى القمة.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، الجمعة، إن حميد الشطري، رئيس المخابرات العراقي، سلم رسالة تأكيد من رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني للرئيس الشرع، لـ”حضور القمة العربية”.
وقاد حميد الشطري وفدًا إلى دمشق، في زيارة هي الثانية له إلى العاصمة السورية بعد رحيل نظام الأسد نهاية العام الماضي.
وكانت اعتراضات شديدة قد صدرت من نواب شيعة ضد تطبيع العلاقات مع دمشق، ودعوا إلى استجواب وزير الخارجية فؤاد حسين.
وبحسب بيان الحكومة العراقية، فإن الشطري وصل سوريا بتوجيه من محمد السوداني، رئيس الحكومة، للقاء الرئيس الشرع وعدد من المسؤولين هناك.
وكشف البيان الحكومي عن بحث ملفات أمنية واقتصادية، دون التطرق إلى قضية القمة، ما يعكس أجواء التوتر في الداخل العراقي.
وبحسب معلومات وردت إلى (المدى)، فإن “جزءًا كبيرًا من السجالات التي تجري حاليًا داخل الإطار التنسيقي حول الانتخابات تتعلق بالتعامل مع سوريا”.
وكان رئيس الحكومة قد فجّر الأسبوع الماضي مفاجأة بإعلانه الترشح شخصيًا للانتخابات، وهو خلاف ما قيل إنه “تعهد سابق” من السوداني إلى الإطار التنسيقي بعدم خوض الانتخابات بنفسه.
وتزامن هذا الإعلان مع تأكيد السوداني إرسال دعوة إلى الرئيس السوري لحضور القمة، وتسرب صور عن لقائه الشرع في قطر، دون علم “الإطار”، بحسب قيادات في التحالف.
وتقول المعلومات القريبة من داخل التحالف الشيعي، إن “هناك أطرافًا في الإطار التنسيقي، وفصائل، تريد الصدام مع سوريا، وربما تتجه بغداد إلى أخذ إجراءات مشددة لحماية الشرع أثناء القمة المرتقبة”.
وتضيف المعلومات أن “دمشق وافقت على كل مطالب بغداد، بخصوص حماية المراقد الشيعية، وحماية التنوع الاجتماعي، وضبط الحدود، والتعاون لمحاربة (داعش)”.
وتؤكد المعلومات أن الفريق الشيعي المعارض “يريد أن يعلن الحرب ضد سوريا التي تربطنا معها حدود أكثر من 600 كيلومتر”.
الفريق المعارض
وسبق أن دعت قيادات شيعية، أبرزهم قيس الخزعلي زعيم العصائب، إلى التدخل بأحداث سوريا الأخيرة.
ويمكن داخل الإطار التنسيقي فرز فريقين باتجاه التطبيع مع سوريا؛ فريق يقوده نوري المالكي، الذي كان قد أعلن في وقت سابق أنه كان ينوي، أثناء رئاسته للحكومة (2006-2014)، “أخذ الجيش لمنع سقوط الأسد (الرئيس السابق)”.
وكان حزب الدعوة الإسلامية، الذي يتزعمه المالكي، قد أصدر الأسبوع الماضي بيانًا أكد فيه رفضه القاطع لاستقبال أي شخص متورط في جرائم بحق الشعب العراقي، ردًا على دعوة الشرع إلى بغداد.
ويضم فريق المالكي، قيس الخزعلي، زعيم العصائب، وقد هدد الأخير بـ”اعتقال الشرع” في حال حضر إلى بغداد، وهادي العامري، زعيم منظمة بدر. وتبدو مواقفه بشأن سوريا تتأثر بتحالفات متوقعة مع السوداني.
العامري، الذي يعتقد بأن ما يجري في سوريا هو “مؤامرة إسرائيلية- تركية، وبمباركة أمريكية”، حسب تعبيره، زار السوداني مرتين، بعد كل تقدم باتجاه العلاقة مع دمشق.
التقى زعيم بدر، رئيس الحكومة، أثناء سفر الشطري إلى دمشق، كما كان قد التقى رئيس الحكومة قبل أسبوع بعد تسرب صور الأخير مع الشرع.
أيضًا يهاجم أبو آلاء الولائي، زعيم كتائب سيد الشهداء، والقيادي في “الإطار”، التطبيع مع سوريا.
الولائي قال قبل أيام تعليقًا على احتمال حضور الشرع إلى بغداد: “لن يطأ أرض العراق قاتل ذباح عفن (…) صار بعد ذلك رئيسًا أسموه أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع”.
كذلك كانت كتائب حزب الله قد اعتبرت في بيان سابق أن “عدم حضور المدان (أبو محمد الجولاني)، زعيم جبهة النصرة الإجرامية”، إلى بغداد “لن يؤثر على القمة”.
وسبق أن طالب مصطفى سند، وهو نائب مستقل ومقرب من الفصائل، بأن يتم قطع طريق مطار بغداد الدولي لمنع حضور “الشرع” إلى العراق.
وأصدر برلمانيون شيعة، في وقت سابق، بيانات أكدوا فيها جمع تواقيع خمسين نائبًا يطالبون رئاسة مجلس النواب بمخاطبة الحكومة لرفض دخول الجولاني (أحمد الشرع) للعراق.
هل يمكن اعتقال “الشرع”؟!
ويعتقد غازي فيصل، وهو دبلوماسي سابق، أن “التهديدات باعتقال الشرع أمر كارثي في الدبلوماسية”.
ووصف فيصل القمة العربية القادمة في بغداد بأنها “فرصة للعراق” لتقوية علاقته بالمحيط العربي، مؤكدًا أنه “لا يحق للعراق منع أو تهديد أي زعيم”.
بالمقابل، يدافع في الفريق الآخر عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة، بشدة عن موقف السوداني بشأن العلاقة مع سوريا.
وقال الحكيم يوم الجمعة، في ملتقى حواري في بغداد، إنه “لا يمكن اعتقال زعيم عربي في بغداد بحسب القوانين العراقية”.
ونفى زعيم الحكمة اطلاعه على مذكرة اعتقال “الشرع”، لكنه أكد أن “العراق لا يختار ضيوفه، وإنما هناك 22 دولة أخرى في الجامعة العربية هي من تختار”.
وعن لقاء السوداني بالشرع في قطر، أشار الحكيم إلى أن “الإطار التنسيقي لم يطلعنا على زيارة السوداني ولقائه بالشرع، والحكومة هي من تقرر مبدأ العلاقة مع سوريا، وأن عدم الإخبار لا يعني تجاهل الإطار”.
ونوّه الحكيم إلى أن “دعوة سوريا ليست دعوة شخصية، بل إن سوريا عضو في الجامعة العربية، أما كيف صار الشرع رئيسًا فهذا شأن سوري، ومسألة المذكرة العراقية بحقه غير مطلع عليها”.
ومؤخرًا، انضم حيدر العامري، حليف الحكيم، إلى جبهة المدافعين عن السوداني بشأن سوريا.
وقال عقيل الرديني، المتحدث باسم ائتلاف النصر الذي يتزعمه العبادي، في حوار تلفزيوني، إن “ما يقوم به السوداني حول اللقاء مع أحمد الشرع سواء كان سريًا أو علنيًا هو لمصلحة العراق”.
وأضاف: “في ائتلاف النصر نرى أن موضوع مجيء الشرع إلى بغداد ليس موضوع ترحيب أو عدم ترحيب بل أين تذهب مصالح العراق”.
هدية إلى سوريا
وكان البيان الحكومي حول لقاء رئيس المخابرات الرئيس السوري قد أكد أن الوفد العراقي سيبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتأمين الشريط الحدودي المشترك،
فضلًا عن توسعة فرص التبادل التجاري، وإمكانية تأهيل الأنبوب العراقي لنقل النفط عبر الأراضي السورية إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط.
وبعد اللقاء، أهدى العراق 220 ألف طن من القمح إلى سوريا، ودخلت عبر منفذ القائم، بحسب المدير العام للمؤسسة العامة للحبوب السوري، حسن عثمان. 

التعليقات معطلة.