اخبار اجتماعيه

أطول رجل في العراق.. يبحث عن زوجة ألمانية

صباح جبار هادي الجبوري طوله متران و(42 سم) ذلك الطفل العادي الذي ولد لأبويين طولهما طبيعي جدا بدأت أطرافه تنمو بشكل مفاجئ وسريع في عمر الثالثة عشرة ومازال طوله مستمراً بالنمو برغم محاولاته المتكررة لإيقاف ذلك النمو لغاية اليوم من خلال مراجعة الطبيب.
يقول صباح وهو يبتسم إن “الأهل والأصدقاء بحثوا لي كثيرا عن امرأة بطول متر و(90سم) على الأقل، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل فلم يتبق أمامي سوى البحث في الدول الأجنبية حيث تعيش الطويلات والجميلات فلا ضير من انتظار فارسة أحلامي ربما تكون ألمانية او روسية”.
لصباح ستة اخوة من الذكور هم وأولادهم بطول طبيعي يعيشون في منازل مستقلة لكنها قريبة على بيت الطويل الذي يعيش مع والدته في منزل مستقل وهو يعتبرها الصديقة المقربة التي يلجأ اليها في كل شيء، وللطرفة صباح يقول “عندما يُطرق بابنا لا اتعب حالي بالسؤال من هناك لأنني بمجرد الوقوف عند الباب اعرف هوية الطارق”.
يقضي صباح معظم اليوم في العمل فهو يعمل صباحا ومساءً وبعد المغرب يذهب للقاء أصدقائه المقربين الذين يتجمعون في احد المنازل “لا نحب المقاهي، نلتقي نهاية اليوم للهو والسهر أما في عطلة الاسبوع فنخرج جميعا للصيد البري، يقول بابتسامة عفويه “يحتاجني الجميع ولا احتاج احدا، أينما ذهبت يُطلب مني تصليح المصابيح الكهربائية او تعديل المراوح السقفية”.
كان صوته ضخما مليئا بالحيوية والنشاط وهو يتحدث بثقة وهدوء وطيلة فترة اللقاء لم تفارق الابتسامة وجهه، هو يفتخر بطوله ويعتبر نفسه مميزا عن الآخرين يقول “لولا طولي لكنت إنسانا عاديا ولم تكن نقاش لتهتم بقصتي وتحتسي مراسلتها الشاي في بيتي”.
في أي مكان يتواجد فيه صباح خاصة عند مراجعاته الى الدوائر الحكومية او الطبيب او ذهابه الى السوق يهرع الناس صغارا وكبارا لالتقاط الصور معه.
وعندما دخلنا الى حي الأمير بحثاً عن منزل صباح، صادفنا صبية يلعبون في الشارع وعندما سألناهم اين منزل صباح؟ أجابوا مباشرة وهم يبتسمون، تقصدون صباح الطويل ثم أسرعوا وهم يركضون نحو منزل الطويل.
يعلق صباح على ذلك مسرورا “تسعدني كثيرا محبة الناس خاصة الأطفال فهم يحبونني كثيرا، في كل مكان اكون فيه يطلب الجميع الوقوف الى جانبي والتقاط الصور معي”.
ثم ضحك بصوت عال، وقال “آلاف الصور التي التقطها الناس معي، تساوي ثروة كبيرة من المال، لو كنت أتقاضى سعرا زهيدا لأصبحت من أثرياء العالم”.
يفتخر صباح بطول قامته ولا يكترث للمضايقات ويردد بين الحين والآخر العبارة الشعبية “الطول هيبة” وبرغم المضايقات وكلمات الاستخفاف التي يسمعها من البعض إلا انه يتجاهلها بكل رحابة صدر فهو يعتبرها نتيجة جهل.
لا يوجد في الأسواق ملابس واحذية تتناسب مع طوله وحجمه ومقاس قدمه الكبير مما اضطره لمعالجة الموقف معتمدا على صناع محليين لتوفير احتياجاته الخاصة.
يرتدي صباح الزي العربي (الدشداشة) المصنعة خصيصا له عند الخياط والتي تتطلب توفير (5) أمتار ونصف من القماش وتكلفة مالية مقدارها (95)$، والحال نفسها بالنسبة لحذائه فالأسواق تخلو من مقاسه الذي يفوق جميع الأحجام المتوفرة، إلا انه لجأ الى تصنيعه محليا بكلفة ((45$.
يستخدم صباح بساطاً من الصوف يسمى (غليجة) وهو مصنع له خصيصا كفراش للنوم لأنه لم يجد فراشا يناسبه كما يعتبر فراشه الحالي صحيا لأنه صناعة ريفية قديمة اعتاد استخدامه منذ الصغر.
وعلى الرغم من حاجته الضرورية الى وسيلة نقل سيارة الا انه لم يحصل على أي وسيلة تناسب مقاسه الضخم، لذلك يضطر دائما للسير على أقدامه في اغلب الأحيان رغم مشكلة الشوارع الطينية التي أثرت على تنقله لأعماله.
بحزن وحيرة يفكر صباح ويبحث عن اجابة لما قد يحدث لأسرته عند موته، يقول بصوت خافت “ترى كيف ستتم مراسيم دفني؟ هل ستجد اسرتي تابوتا وكفنا يناسب طولي، ثم استدرك “قررت أن اصنع تابوتي بنفسي لا أريد أن اسبب الإزعاج والحيرة لأسرتي عندما أموت”.
وكان الشاب فيض العيساوي قد أعلن في العام 2014 عن حصوله على لقب أطول شاب في العالم لعام 2014 وقال إن موسوعة غينس للأرقام القياسية قد اختارته ليكون أطول شاب في العالم، بعد أن بلغ طوله مترين و(37 سم).
ردأ على ذلك يقول صباح بألم وبرود إن “العيساوي لم يكن الأطول وعندما سمعت الخبر انزعجت كثيرا لان المعلومة خاطئة وغير منصفة، ثم انفجر ضاحكا وهو يقول “بعد ان انتشر خبر العيساوي فوجئت بزيارته إلى منزلي كما تفاجئ هو بطولي الذي يفوق طوله، وبعد خروجنا سويا صادفنا رجل من منطقتي وصرخ قائلا هل تزوجت يا صباح وهذا ابنك”؟
صباح يتجنب متابعة الأخبار السياسية عبر التلفاز لكنه شغوف بمشاهدة مباريات كرة القدم فهي لعبته المفضلة عندما كان طفلا ويقول “تركت متابعة التلفاز بسبب الأوضاع السياسية السيئة ماعدا مباريات كرة القدم، لكني متابع جيد للشأن العام من خلال حسابي الشخصي في الفيسبوك”.
يبقى صباح حالما بتأسيس أسرة صغيرة بعد زواجه من امرأة طويلة ربما لن يجدها في العراق إذ يقول بتفاؤل عال “اعلم أن زوجتي التي احلم بها لن تكون عراقية، بل ستكون أجنبية فقد شاهدت ذلك عبر الانترنت”.