أعراض مرض النوم

1

 
 
تتردد غالبًا على المسامع مشاكل قلة النوم أو الأرق، إلا أن الرقعة قد اتسعت في عالم الأمراض لتشمل أنواع مستحدثة من الأمراض، ومن ضمنها مرض النوم، وقد يتوارد إلى الذهن بأن هذا المرض ما هو إلا زيادة في النوم فقط؛ لكن الصحيح أنه فور ظهور أعراض مرض النوم لا بد من المسارعة إلى أقرب طبيب لأخذ الإجراءات الطبية اللازمة للحيولةِ دون وقوع المضاعفات وبالتالي الوفاة، ونظرًا للخطورة التي تكمن خلف هذا المرض سنتطرق في هذا المقال إلى أهم المعلومات المتمحورة حوله.
 
معلومات عن مرض النوم
بالإنجليزية sleeping sickness، يعرف مرض النوم بعدة مسميّات، ومنها: داء المنقبيات الأفريقي، وتشير المعلومات بأنه من الأمراض الشائعة الإنتشار في المناطق المدارية الأفريقية، ويصنف ضمن قائمةِ الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان والحيوان في آنٍ واحد، ووينشطر النوع الذي يصيب البشر إلى نوعين رئيسييّن هما: المثقبية البروسية الغامبية (Tbg) والمثقبية البروسية الروديسية (Tbr)، ويعد النوع الأول هو الأكثر انتشارًا؛ إذ رُصدت حالات مصابة به بنسبة 98% من إجمال الحالات المصابة بالمرض ككّل، ومن أكثر طرق انتقال العدوى لهذا المرض هي لغة ذبابة تسي تسي الحاملة للعدوى؛ ويكثر تواجدها في المناطق الريفية، ومن الحدير بالذكر فإن اكتشاف هذا المرض والمسبب له يعود للطبيب والجراح الإنجليزي ديفيد بروس.
 
أعراض مرض النوم
يعتبر مرض النوم كغيره من الأمراض التي ترافقها مجموعة من الأعراض والعلامات للدلالة على وجودها، فمن أهم أعراض مرض النوم التي تظهر على المصاب به:
 
تورم المنطقة المصابة بلدغة ذبابة تسي تسي.
الشعور بألم واحمرار في مكان اللدغة.
تورم العقد الليمفاوية في مختلف أنحاء الجسم.
ظهور أعراض الحمى.
صداع شديد.
حكة في مختلف مناطق الجسم.
آلام مفاصل شديدة.
التوتر والارتباك.
اختلال منظومة النوم.
الشعور بخدر وضعف في تنسيق حركات الجسم.
الهذيان والضعف.
الدخول في غيبوبة في حال عدم الخضوع للعلاج.
الموت أحيانًا.
أسباب مرض النوم
تعاني من انتشار مرض النوم أكثر من 36 دولة أفريقية؛ وخاصًة تلك الموجودة في الجزء الجنوبي من الصحراء الكبرى، فتيكثر انتشار الذبابة تسي تسي هناك بشكلٍ ملحوظ، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الذبابة تستوطن الأرياف غالبًا نظرًا لاعتماد أهل الريف على الصيد وتربية الحيوانات والزراعة في آنٍ واحد؛ فيصبح المكان ملائمًا لإقامتها وتكاثرها، وتشير المعلومات إلى أن أكثر من نصف مليون أفريقي يعاني من الإصابة بهذا المرض سنويًا، كما أنه من المتوقع رصد المزيد من الحالات.
 
الوقاية من مرض النوم
يستوجب الخوف من الإصابة بهذا المرض المعدي ضرورةً في اتخاذ الإجراءات الوقائية الشديدة، ويتمثل ذلك بتكرار إجراء فحوصات الدم للكشف عن وجود المرض؛ وذلك لغايات تسهيل إمكانية العلاج في حال الكشف المبكر عن وجوده، وكما صّب الكثير من العلماء جُل اهتمامهم في مكافحة الذبابة المسببة للمرض تسي تسي بواسطة المبيدات في مختلف أجزاء أفريقيا، كما تم اللجوء إلى الاستعانة بالإشعاع لغايات تعقيم كور الذبابة الحاملة للمرض؛ فتصبح بالتالي عاقر ليست قادرة على التكاثر.
 
علاج مرض النوم
يعتمد الأطباء على عدةِ عقاقير وطرق لعلاج مرض النوم، ويتم ذلك على عدةِ مراحل، وهي:
 
المرحلة الأولى:
تكون المرحلة الأولى في العلاج قائمة على استخدام العقاقير الطبية التالية:
 
البنتاميدين، يعود اكتشافه إلى سنة 1941م، يدخل في رحلة العلاج لمرضى النوم الناتجة عن المثقبية البروسية الغامبية، ويشار إلى أنه يترك أثارًا غير مستحبة.
السورامين: اكتشف هذا العقار الطبي في سنة 1921م، ويدخل في علاج المرض من نوع المثقبية البروسية الروديسية، وأكدت المعلومات بأن له آثار غير مستحبة إطلاقًا؛ إذ يسبب تفاعلات حساسية.
المرحلة الثانية
يخضع المريض عند انتقاله إلى هذه المرحلة للعلاج الآتي:
 
الإيفلورنيثين، يؤثر بشكل فعال على المثقبية البروسية الغامبية، ويمتاز بصرامة تطبيقه وصعوبة المقرر العلاجي، ويعد أقل سميّة من عقار ميلارسويرول.
الميلارسوبرول، يستخدم عادةً لعلاج جميع أنواع مرض النوم، ويذكر بأنه قد تم استخلاصه من الأرسنيك سنة 1949م، ويترك آثارًا جانبية خطيرة كوخامة الاعتلال الدماغي.
مخاطر مرض النوم الاقتصادية
لا يقتصر الخطر المترتب عن مرض النومِ فقط على النطاق الصحي؛ بل أنه قد تجاوز ذلك ليزيد من المخاطر التي أثرت سلبًا على كل الاتجاهات والميادين، ومن أهمها:
 
زيادة الأعباء المادية على كاهل الدول الأفريقية التي ينتشر المرض في ربوعها.
حيث يتطلب الأمر ما بين 600 مليون -1.2 مليار دولار سنويًا لمكافحة المرض.
إلحاق الخسائر الفادحة بالأرواح البشرية.
مصرع الحيوانات المنتجة للحوم والألبان.
استهلاك كميات ضخمة من المبيدات التي ترش بواسطة طائرات الهيلوكبتر.
الاستعانة بالإشعاعات لإلحاق العقم بالذباب، فيرهق كاهل الدول بتحمل طاقات كبيرة.
علاج المرضى بمركبات الزرنيخ عند بلوغ مراحل متقدمة من المرض، فيترك آثارًا سلبية وخيمة.
الفرق بين مرض النوم القهري وداء المثقبيات الأفريقي
يخلط الكثير بين مرض النوم القهري والمثقبية الأفريقي؛ إذ أن القهري هو عبارة عن أحد الأمراض العصبية المزمنة التي تسهم في فقدان الدماغ للقدرة على تنظيم دورات النوم وترتيبها، فيصبح الإنسان عاجزًا عن الاستيقاظ بشكل طبيعي، وتظهر أعراضًا مخالفة تمامًا لذلك الداء الأفريقي؛ كزيادة النعاس وكثرته خلال النهار، الشلل المفاجئ خلال اليقظة، شلل النوم، بالإضافة إلى الهلوسة في مرحلة ما قبل النوم، كما تختلف أيضًا المسببات بشكلٍ جلي؛ إذ تأتي الإصابةِ بالقهري إثر الأسباب التالية الذكر، وذلك يختلف عن المثقبيات الأفريقي الذي يصيب الإنسان والحيوان نتيجة لدغة الذبابة، ومن أهم العوامل المسببة للنوم القهري:
 
العوامل الوراثية.
أمراض القلب والكبد.
اتباع نظام غذائي سيء.
الإصابة ببعض أمراض الجهاز العصبي.
اضطرابات نفسية؛ كالقلق والتوتر.
السمنة المفرطة.
انعدام الحركة والنشاط وعدم ممارسة الرياضة خلال اليوم.
اضطراء أداء الغدة الدرقية.
نقص فيتامين د.

التعليقات معطلة.