لم يكن الاستعراض العسكري الصيني الأخير مجرد عرض للقوة، بل إعلان عن ولادة محور نووي شرقي متحد يهدد هيمنة الغرب مباشرة. الصين وروسيا وكوريا الشمالية ظهروا متحدين في مشهد صاخب، يرسل رسائل واضحة: العالم لم يعد تحت سيطرة القطب الواحد، وأدوات الردع الغربية باتت على المحك.
من إيران إلى فنزويلا: استراتيجية الضغط
الأزمات الإقليمية لم تعد محلية أو هامشية، بل تحولت إلى أدوات ضغط استراتيجية:
إيران في قلب الشرق الأوسط، محور صراع النفوذ الدولي، حيث التحالف مع موسكو وبكين يعزز قدرة الثلاثي على مواجهة الغرب في أزماته الأكثر حساسية.
فنزويلا في الكاريبي، قاعدة نفوذ اقتصادية وعسكرية لموسكو وبكين، توفر أوراق ضغط إضافية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
دلالات لا تحتمل التأويل
الصين في موقع القيادة: تتحول من قوة اقتصادية صامتة إلى قائد محور عالمي يمزج القوة الاقتصادية والعسكرية مع التحالفات الاستراتيجية.
روسيا تكسر العزلة: حضور بوتين في بكين، رغم العقوبات الغربية، رسالة تحدٍ واضحة، تؤكد أن موسكو باقية في اللعبة العالمية.
كوريا الشمالية تتحرر: ظهور كيم جونغ أون ضمن الاستعراض ليس احتفالاً، بل إعلان عن شراكة نووية استراتيجية تحمي مصالحه وتعزز نفوذ حلفائه.
رسالة صادمة إلى واشنطن وحلفائها
فشل سياسات الاحتواء: لا يمكن احتواء الصين، ولا خنق روسيا، ولا عزل كوريا الشمالية، ولا تجاهل إيران وفنزويلا.
تحدٍ صارخ للتفوق الأميركي: هذه الدول تمتلك القدرة على تهديد القواعد الأميركية وحلفائها من الشرق الأوسط إلى الكاريبي، عبر تحالفات نووية واستراتيجية.
إعادة رسم النظام العالمي: الرسالة واضحة: العالم لن يبقى تحت إدارة أميركية منفردة، ومناطق النفوذ التقليدية للغرب لم تعد آمنة.
مرحلة جديدة من الصراع الدولي
المشهد في بكين يضع العالم على أبواب مواجهة كبرى، ليس مجرد حرب باردة، بل صدام محتمل على خطوط النفوذ الحيوية، من طهران إلى كاراكاس، ومن بحر الصين الجنوبي إلى المحيط الأطلسي. هذه ليست رسائل رمزية، بل إنذار بأن المرحلة المقبلة ستشهد صداماً استراتيجياً أكثر سخونة وتعقيداً من أي وقت مضى.