بقلم : معن حمية
لا يجد المتابعون سبباً واحداً لتصديق المزاعم التي تتحدّث عن استهداف يطال جهة بعينها في لبنان. فكلّ الجهات الطائفية من دون استثناء تتمتع بنظام الحماية الطائفية، وبالامتيازات كافة التي يتكفّل بها النظام الطائفي.
لكن، نظام الحماية والامتيازات الطائفية لا يستطيع لجم الغريزة الطائفية عندما تصل الأمور إلى مراحل الغدر بين تشكيلات الطوائف المختلفة، ولذلك فإنّ قول جهة لبنانية معيّنة بأنها مستهدَفة، هو فقط للتعمية على دورها في التغطية على مخطط سعودي خبيث استهدف تقويض استقرار لبنان وسلمه الأهلي. وهذا المخطط تتكشّف فصوله تباعاً من خلال ما يُنشر في وسائل الإعلام، لا سيما الغربية منها، ومن خلال ما تفصح عنه بعض القوى السياسية، وبالتالي لم يعد النقاش حول واقعة احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية، بل حول سبل احتواء تداعيات هذا الاحتجاز.
ما حصل قبل نحو شهر، لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري خلال «زيارته» السعودية، كان بمثابة عملية خطف موصوفة، تؤدّي إلى طيّ صفحة سعد الحريري وفتح أخرى. وبدا واضحاً أنّ كلّ ما حصل كان بعلم وتأييد بعض القوى والشخصيات في لبنان. وتحديداً عند الذين سارعوا إلى إصدار مواقف تستعجل إجراء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة. وهذا البعض، هو نفسه الذي نراه يتلطى خلف مزاعم استهدافه في محاولة لإخفاء تورّطه في المخطط السعودي لـ «تصفية» سعد الحريري سياسياً. وهذا البعض لا يتورّع عن الاستثمار حتى في الفشل!
إنّ ما جرى التخطيط له سعودياً، وأدوار بعض اللبنانيين في هذا المضمار، كلّ ذلك يؤكد أنّ المستهدَف هو لبنان، لبنان القوي بمقاومته وجيشه وشعبه، لبنان المحصّن باستقراره وسلمه الأهلي ووحدته الداخلية. وليس سراً بأنّ المقاومة، هي الهدف الوحيد للعدو الصهيوني ولحلفائه الدوليين والإقليميين والعرب، وأدواته المحليين ممّن يتبرّعون بشنّ الحملات ضدّ المقاومة ويحرّضون عليها ويطالبون بنزع سلاحها.
القول إنّ هناك جهة بعينها في لبنان مستهدَفة، يصحّ في حالة واحدة فقط، وهي أنّ هناك قصاصاً بحق مَن مارس الغدر وشارك في مخطط إطاحة سلطة سعد الحريري. وهذا القصاص قد لا يقتصر على التشحيل من حجم وزاري منتفخ، بل قد يتطوّر الى تحجيمه نيابياً، لذلك، على اللبنانيين أن لا يصدّقوا أكذوبة الاستهداف، طالما أنّ الجهة المقصودة، تعرف كيف تتفادى أيّ استهداف، بنخّ الرأس لاقتطاف زهرة…!