أمريكا تجهز لصفقة تمهد لإنهاء الحرب على غزة وقد يتم إعلانها قريبًا
6
فريق راديو صوت العرب من أمريكا
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قدّم مقترحًا جديدًا بشأن صفقة تبادل للأسرى قد تمهد لإنهاء الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
وأشارت إلى أن ويتكوف دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى انتهاز الفرصة وقبول الصفقة لاستعادة الأسرى من غزة، وذلك غداة الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، في خطوة زادت الآمال حول انفراجة جديدة يمكن تحقيقها بالتزامن مع الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس دونالد ترامب للمنطقة العربية.
وكشفت مصادر أنه بعد لقاء عقده ويتكوف مع نتنياهو، توجه وفد تفاوض إسرائيلي اليوم الثلاثاء إلى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف المحادثات حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين حماس والجانب الإسرائيلي.
ويضم الوفد منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، ونائب مدير الشاباك، ومستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية، أوفير فالك.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، سيعقد نتنياهو مشاورات مساء اليوم مع قادة الأجهزة الأمنية وعدد من الوزراء لاطلاعهم على مباحثاته مع المبعوث الأمريكي.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد زار ويتكوف اليوم ساحة الاعتصام في تل أبيب للمرة الأولى، والتقى عائلات الأسرى الإسرائيليين.
وقال المبعوث الأمريكي إن إطلاق سراح عيدان ألكسندر يمثل لحظة مهمة لإعادة “الرهائن”، وعلى نتنياهو استثمارها، متعهدا بالعمل من أجل الإفراج عن باقي المحتجزين في غزة. وعبّر عن أمله في أن يكون الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي بارقة أمل للجميع.
خطة ويتكوف
ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر قولها إن ويتكوف طرح خلال لقائه نتنياهو أمس الاثنين مقترحًا جديدًا لصفقة تبادل، مشيرة إلى أن المقترح يسعى إلى الدفع بمسار يقدم أفقًا لإنهاء الحرب.
وأكدت أن المقترح ينطلق من أن صفقة شاملة تقود إلى وقف إطلاق نار دائم وطويل الأمد قد تجعل حركة حماس أكثر مرونة.
ووفقًا لموقع “العربية” تتضمن خطة ويتكوف إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والمحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مقابل وقف إطلاق النار لمدة تزيد عن 40 يوماً، والسماح بإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات على المرحلة المتعلقة بإنهاء الحرب.
ويأتي الكشف عن هذا المقترح غداة إفراج حماس عن عيدان ألكسندر، وهي الخطوة التي يسعى الأمريكيون إلى استغلالها من أجل التوصل إلى اتفاق، معبرين عن أملهم في حصول اختراق والتوصل إلى صفقة بين الجانبين مع نهاية زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة.
وكانت حماس قد أفرجت عن عيدان ألكسندر إثر مفاوضات مباشرة م مسؤولين أمريكيين، وأكدت الحركة استعدادها للشروع فورًا في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف مستدام لإطلاق النار يفضي إلى انسحاب قوات الاحتلال وإنهاء الحصار وتبادل الأسرى وإعادة إعمار قطاع غزة.
ضغوط أمريكية
في غضون ذلك، تفيد تقارير بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا كبيرة على حكومة بنيامين نتنياهو للدخول في مفاوضات تفضي إلى وقف الحرب على غزة.
فيما تتحدث مصادر عن تزايد الهوة بين نتنياهو والرئيس ترامب الذي بدأ جولة في المنطقة لا تشمل إسرائيل.
وأكد مصدر مطلع أن مسؤولين إسرائيليين حاولوا سابقا الاستفسار عن إمكانية توقف ترامب في القدس أو تل أبيب خلال رحلته، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن ترامب لن يأتي إلى إسرائيل بدون تحقيق نتائج.
ور أي مراقبون أن ترامب ربما يقتنع بإضافة إسرائيل إلى جدول الزيارة لو استطاع فريقه بقيادة ويتكوف تحقيق اختراق ما، سواء باتفاق وقف إطلاق نار في غزة، أو خطة مساعدات إنسانية.
وأبدى حلفاء نتنياهو تخوفهم من إمكانية أن يخضع نتنياهو لضغوط أمريكية من أجل إبرام اتفاق أوسع ينهي الحرب في قطاع غزة قبل تحقيق هدف هزيمة حماس.
وكانت عدة تقارير ومصادر إسرائيلية قد كشفت أن بعض الخلافات شابت العلاقة بين ترامب ونتنياهو في ملف التفاوض النووي مع إيران، وغزة، فضلا عن الاتفاق الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي بين واشنطن والحوثيين في اليمن.
وقال يوحنان بليسنر، رئيس معهد إسرائيل للديمقراطية، في تصريحات لموقع “العربية“، إن استثناء ترامب زيارة إسرائيل من جولته بالشرق الأوسط لا يعني بالضرورة “نهاية شهر العسل بين البلدين”، لكنه اعتبر أن هناك رسالة واضحة مفادها “أن ترامب ليس رئيس وزراء إسرائيل، بل رئيس الولايات المتحدة”.
يذكر أنه لا يزال هناك 57 إسرائيليًا محتجزين في غزة، بينهم 34 لقوا مصرعهم، وفق إحصاءات الجيش الإسرائيلي. وقُتل ما لا يقل عن 52862 فلسطينيا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، معظمهم من المدنيين، بينهم 2749 منذ استئناف إسرائيل حربها على غزة في 18 مارس الماضي، بعد أن انقلبت على اتفاق لوقف إطلاق النار استمر لنحو شهرين.