مقالات

أمنيات المفلس نتنياهو

 
بقلم : مهدي منصوري
 
 
بعد اسقاط الطائرة العسكرية الاسرائيلية اف 16 من قبل المضادات الجوية السورية والتي شكلت التطور في حالة الردع غير المألوف ليس للكيان الصهيوني فحسب بل لكل الداعمين لهذا الكيان الغاصب مما عكس وبوضوح ان التفوق الجوي الذي كان يتمتع به قد سقط كما سقطت من قبله اسطورة الجيش الذي لايقهر في عدوانه على لبنان وفلسطين.
 
وقد ترك سقوط الطائرة اثره السئ على نفسية نتنياهو بحيث لم يبق لديه سوى ارسال التهديد الاجوف والذي يعكس صراخ الالم المضني بادعائه “ان المواجهة القادمة ستكون مع ايران وليس مع حلفائها في المنطقة”.
 
وعلقت اوساط سياسية واعلامية على هذا التصريح بان نتنياهو وبتصريحه هذا يعكس حالة اليأس القاتل الذي يعيشه لانه يواجه وضعا صعب للغاية سواء في الداخل الاسرائيلي الذي توالت فيه التظاهرات المطالبة برحيله بسبب ملفات الفساد، وبنفس الوقت تعاظم الانتفاضة الفلسطينية والتي يذهب ضحيتها كل يوم جندي صهيوني بين جريح وقتيل والتي كان آخرها اصابة ثلاثة جنود صهاينة بانفجار عبوة ناسفة بالاضافة الى العجز الكبير الذي مني به جيشه في اخماد او اسكات هذا الصوت الهادر، وبنفس الوقت عدم فاعلية ردود فعله العدوانية في تغيير معادلة الردع القائمة اليوم.
 
ولا نعتقد ان الذاكرة قد خانت نتنياهو عندما اصدر مثل هذا التصريح لان جيشه وقوته العسكرية قد عجزت من ان تصمد امام عدة صواريخ استهدفت مستوطناته ابان العدوانين على لبنان و فلسطين، بحيث اخذ يبحث عن منفذ للحل والخلاص من الازمة القاتلة التي مني بها، فكيف يجرؤ اليوم ان يرسل التهديدات الى طهران وهو يعلم ان المعركة مع طهران ليست نزهة او سفرة قصيرة يمكن ان يعود منها بسلام؟،
 
ولذا فان مثل هذا الاراجيف والتي يريد منها تطمين الداخل الاسرائيلي لن تنفعه بشئ، ولايمكن ان توقف الاحتجاجات التي ستذهب به الى قفص الاتهام من جانب، ومن جانب آخر فعلى نتنياهو ان يدرك ان الرد الايراني سيكون قاسيا ليس فقط على كيانه الهزيل بل وعلى حتى الداعمين له، وان مقولة الامام الراحل الخميني الكبير (رضوان الله عليه) بازالة كيانه الغدة السرطانية من قلب المنطقة سيتم تحقيقها على ارض الواقع، خاصة وان طهران وعلى لسان وزير خارجيتها قد اكدت انه وباسقاط الطائرة الحربية الصهيونية في سوريا فان اسطورة الجيش الذي لايقهر قد تداعت .