أميركا… لجنة معنيّة باللقاحات تبدأ مراجعة ممارسات تطعيم سائدة

6

ستقوم لجنة استشارية من الخبراء عيّنها وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي ‏جونيور المشكّك بجدوى اللّقاحات، بمراجعة لممارسات تطعيم سائدة منذ فترة ‏طويلة اعتبارا من الأربعاء، ما يثير مخاوف من انتشار نظريات لا أساس علميا ‏لها.‏

واللجنة الاستشارية المعنية بممارسات التلقيح، هي هيئة رئيسية تقدم المشورة ‏للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) التي تعد وكالة ‏الصحة الأساسية في البلاد.‏

وكان كينيدي جونيور أقال مطلع الشهر الجاري جميع الخبراء السبعة عشر ‏الأعضاء في اللّجنة بدعوى “تضارب المصالح”، وأعلن تعيين ثمانية مكانهم من ‏بينهم العالم روبرت مالون، المعروف بنشر معلومات كاذبة خلال جائحة كوفيد-‏‏19.‏

ومن المقرر أن يجتمع هؤلاء للمرة الأولى الأربعاء، ومن المتوقع أن يناقشوا، من ‏بين أمور أخرى، اللقاحات التي تحتوي على مادة الثيومرسال.‏

زئبق ‏
وسُحبت الثيومرسال، وهي مادة حافظة تحتوي على الزئبق وغالبا ما كانت تستخدم ‏في اللقاحات، عام 1999 بسبب مخاوف صحية، لكنها ما زالت موجودة في بعض ‏لقاحات الإنفلونزا.‏

ورغم عدم إثبات خطورتها عند تناول جرعات منخفضة منها، ستُناقش لين ‏ريدوود، الممرضة والرئيسة السابقة لمنظمة “تشلدرنز هلث ديفنس” التي شارك في ‏تأسيسها روبرت كينيدي جونيور، في الاجتماع الأربعاء، استخدامها. وهي تُعزي ‏إصابة ابنها بالتوحد إلى اللقاحات، وهي صلة لم يتم إثباتها.‏

وقال بول أوفيت، خبير اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا لوكالة فرانس ‏برس “أثبتت دراسات متعددة أن مادة الإيثيل الزئبقي (الموجودة في الثيومرسال) ‏في هذه اللقاحات لم تساهم أبدا بشكل كبير في الكمية الكبيرة من الزئبق التي ‏نتعرض لها خلال حياتنا”.‏

 

من جهتها، ستؤكد مراكز “سي دي سي” التي تشرف على الاجتماع، أن مادة ‏الثيومرسال آمنة وليس لها تأثير على النمو العصبي.‏

 

 

وزير الصحة الأميركي روبرت ف. كينيدي جونيور ومدير الرعاية الطبية محمد أوز ‏‏(أ ف ب)‏

وزير الصحة الأميركي روبرت ف. كينيدي جونيور ومدير الرعاية الطبية محمد أوز ‏‏(أ ف ب)‏

 

 

 

الحصبة ‏
كذلك، ستراجع اللجنة لقاحات الأطفال ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ‏وجدري الماء.‏

وفي الولايات المتحدة، يمكن للأهالي اختيار لقاح مركب ضد تلك الأمراض ‏الأربعة أو لقاحين منفصلين: واحد للأمراض الثلاثة الأولى وواحد مخصص ‏لجدري الماء.‏

ورغم أن اللقاح المركب لا يتطلب جرعة إضافية، فهو يحمل أخطارا أعلى بقليل ‏للإصابة بنوبات حموية، وهو أحد الآثار الجانبية النادرة وغير الضارة عموما.‏

ويوصى بإعطاء الأطفال الرضّع جرعتين منفصلتين، ما يترك الخبراء يتساءلون ‏عن جدوى مناقشة هذه المسألة الأربعاء.‏

من جهة أخرى، لا يبدو أن اللجنة ترغب في مراجعة إيجابيات اللقاحات ضد ‏الحصبة التي أدت إلى تجنيب الملايين دخول المستشفيات.‏

وحاليا، تشهد الولايات المتحدة التي أعلنت القضاء على الحصبة في العام 2000، ‏أسوأ تفش للمرض منذ عقود، مع تسجيل أكثر من 1200 إصابة وثلاث وفيات ‏مؤكدة.‏

وقالت سيرا مدد، عالمة الأوبئة في مؤسسة مدينة نيويورك للصحة والمستشفيات، ‏إن المناقشات حول “اللقاحات الأساسية ضد الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية ‏وجدري الماء يجب أن تستند إلى العلم، وليس الإيديولوجيا”.‏

وحذر أميش أدالجا، المتخصص في الأمراض المعدية في جامعة جونز هوبكنز، ‏بأن “اللجنة سوف تصبح منفذا للدعاية المناهضة للقاحات”.‏

كذلك، قد تكون لتوصيات اللجنة الاستشارية تبعات بعيدة المدى، خصوصا في ما ‏يتعلّق بمتطلبات التلقيح في المدارس والتعويضات التي تقدمها شركات التأمين ‏الصحي.‏

 

وكان روبرت كينيدي جونيور يروّج لمعلومات كاذبة حول اللقاحات لمدة عقدين، ‏بما فيها الادعاء الذي تم إثبات عدم صحّته بأن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة ‏الألمانية يسبب مرض التوحد.‏

ومنذ توليه منصبه، قلّص وزير الصحة الأميركي إمكان الحصول على اللقاحات ‏المضادة لكوفيد-19، وواصل إثارة الشكوك حول لقاح الحصبة والنكاف والحصبة ‏الألمانية.‏

التعليقات معطلة.