قال إن الرئيس السوري استخدم اقتراح تفجير طائرة السادات لتهديده
كشف الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد صارحه برغبته في ضم لبنان، مشيراً إلى أن الأسد «كان يعد لبنان خطأً تاريخياً يمكن تصحيحه بإعادته إلى الحضن السوري».
وقال الجميل في مقابلة مع «الشرق الأوسط» التي سألته عن تجربة لبنان مع «عهد الأسدين» الطويل إضافةً إلى محطات أخرى، إن الأسد كان ينظر إلى لبنان كما كان ينظر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى الكويت.
وتناول محطات المواجهة السياسية بينه وبين الأسد، ولا سيما رفضه للاتفاق الثلاثي بين القوى اللبنانية المدعومة من دمشق، والذي كان الأسد يعتبره «الفرصة الذهبية» لضم لبنان. وعرض صعوبة موقفه، خصوصاً في ظل اختلال موازين القوى، وتفكك الجبهة المسيحية، واحتلال سوريا للأراضي اللبنانية، إلا أنه تمسك بموقفه رافضاً التوقيع، وهو ما اعتبره الأسد «خيانة لفرصة تاريخية».
كما يروي الجميل محاولات اغتيال تعرّض لها، أبرزها بتفخيخ طائرته في مطار بيروت قبل زيارة لليمن، مؤكداً مسؤولية أجهزة الاستخبارات السورية، واتهام النظام السوري مباشرة بالتخطيط لاغتيال شقيقه بشير الجميل، واستعرض أدلة تؤكد هذه الرواية.
ولفت إلى أنه تلقّى تلميحاً مبطّناً بالاغتيال من الأسد خلال لقاء بينهما، حين قصّ عليه الأخير قصة زيارة أنور السادات إلى القدس، قائلاً إن مقربين منه اقترحوا «أن ننسف طائرته»، لكنه رفض بدافع الضمير. فهم الجميل من ذلك أن الأسد «كان يُسمعني» أنه ربما ندم على عدم قتله «وكأنه يوحي أنه لن يعيد الغلط نفسه مرة ثانية».
ورغم هذا التاريخ من الصراع، يقر الجميل بوجود احترام شخصي متبادل بينه وبين الأسد الأب، ظهر في اللقاءات الأخيرة بينهما.