مقالات

أمين الحدود بـ«تحصين الجنود»

 
وليد خالد الزيدي
 
الأمن الداخلي لا يبدأ من الداخل، وهذا سياق عسكري معروف، ومقولة الجيوش تقاتل عند حدود بلدانها تنطبق إلى حد كبير على قواتنا الأمنية الشجاعة بجميع تشكيلاتها بعد أن حررت الأرض من براثن عصابات التكفير المتمثلة بالدواعش الغاصبين، لتأخذ زمام المبادرة وتطاردهم إلى حيث تجمعاتهم خارج الحدود لكي لا تكون لهم منطلقات سالكة للعدوان على أرضنا وشعبنا مرة أخرى.
هذا الأمر يحدث بالفعل ووفق ما أشار إليه مركز الإعلام الأمني الذي لفت في بيان له قبل أيام إلى أن الحدود المشتركة مع سوريا مؤمنة بشكل كامل وممسوكة بقوة من قبل قوات الجيش وحرس الحدود والحشد الشعبي،وكما دعت إليه لجنة الأمن والدفاع النيابية إلى أهمية تكثيف التواجد العسكري على الحدود غربي الانبار ونينوى.
ومع أننا على يقين تام بذلك،إلا أن مراحل الصراع مع هذا العدو الشرس تقودنا إلى حتمية الاستفادة من تجارب القتال معه والاحتراس منه، فالانكسار الكبير الذي مني به هذا التنظيم على يد قواتنا البطلة يجعله في تخبط دائم ومساع محمومة لمواصلة الاعتداء على قطعاتنا وجنودنا على شريط حدود بلدنا مع سوريا،لاسيما في محافظة الانبار التي تمتد مع البلد الشقيق بحدود300 كيلومتر وكانت تلك المناطق احد ابرز معاقل تنظيم القاعدة أيام الإرهابي الزرقاوي،فضلا عن مناطق غرب محافظة نينوى، فالعدو يحاول بين الحين والآخر تصيد الفرص لشن الهجمات،مستهدفا نقاط التفتيش والدوريات القتالية بعبوات وأسلحة موجهة و سيارات مفخخة و مجاميع مسلحة عند مقتربات الطرق التي يسلكها جنودنا على الشريط الحدودي، فالعدو يبحث دائما عن مناطق رخوة أو مساحات فارغة للدخول في عمق حدودنا اوإيقاع خسائر بين صفوف مقاتلينا الأبطال(حماهم الله).
ولكي نتجنب مخاطر تكرار اعتداءاته وتفويت الفرصة عليه نرى أن يأخذ القادة الميدانيون،والآمرون،والضباط، بعين الاعتبار جملة من والتحوطات التي تدخل ضمن إطار العمل على الأرض، منها أن يكون تواجد قواتنا الأمنية في تلك المسافات الحدودية تأخذ شكل(التجحفل الخيطي) المترابط تتجسد فيه قيم الروح العسكرية والانضباط العالي بعيدا عن الاجتهادات الفردية، غير المحسوبة والأنماط العسكرية التقليدية، الأمر الذي يسهم في تطوير قدرة الدفاع ومستوى الكفاءة القتالية لكل فرد من أفراد قواتنا،ولكي لا تكون هناك مسافة متروكة تفصل بين وحدات أو نقاط قواتنا الأمنية تكون عرضة لهجمات معادية من قبل عناصر داعش القريبة عليها،من جهة.
كما ولابد من تغطية الشريط الحدودي بالجهد الاستطلاعي بمراصد محمية بأسلحة ساندة أو كاميرات حرارية تعمل بكفاءة عالية لاسيما أوقات الليل أو طلعات جوية بالتنسيق مع القوات القريبة منها،من جهة أخرى.
التضحيات التي حدثت بين صفوف قواتنا الأمنية البطلة كانت بسبب كمائن غادرة على بعض مناطق شريط الحدود مع سوريا أو التعرض لمسالك وطرق بعض الدوريات المنفردة لقواتنا في عرض الصحراء وبسبب إن بعضها تعد تجمعات مستقلة بعضها عن البعض الأخر،فتكون قوات منزوعة الإسناد تفتقر للعمق السوقي الذي يحمي ظهر الجندي أو أية قوة قتالية،فتكون دائما عرضة لمخاطر الهجمات المعادية.
وأمر آخر لامناص من الانتباه له وهو أهمية تأمين طريق عودة قواتنا إلى داخل المدن أو الأراضي العراقية، لاسيما حينما تتبادل الواجبات في قواطع العمليات أو طرق الإسناد والدعم اللوجستي أو نزول الجنود للتمتع بالإجازات أو المأموريات الإدارية والفنية والمهام الأخرى.