مقالات

أنتم فاشلون، وساعة الخجل قد دقت

يُريح الفاشلين، أن يعلقوا فشلهم على الغير، ليخففوا عن أنفسهم مرارة الشعور بالفشل، خاصة حينما يكون فشل غير مبرر وناجم عن اللاوطنية في الحكم والتقصير في الإداء.
إجراءات إيران وتركيا في تقليص وحجب المياه عن العراق، حتماً هي جزء من عملية كبرى في جعل العراق يعيش أزمات بشكل مستمر، ويبقى ضعيفاً، لتكون الهيمنة عليه وعلى شعبه اسهل، لكن لماذا نحن ضعفاء ومهزوزين لهذا الحد لكي نقبل بكل هذا الذُل؟
أين دبلوماسيتنا؟ أين وزارة الري ومشاريعها؟ لماذ تركنا أمراً مهماً لعشر سنوات؟
قادتنا وحكومتنا مشغولة بحصاد المنافع، والصراعات على المناصب والولاءات، تاركين هذا الشعب يتخبط من مصيبة إلى أخرى، وآخرها أخطرها هي أزمة المياه التي بدأت، والتي ستظهر ذروتها الصيف أو الشتاء القادم، لأن الجفاف سيكون قد تمكن من العراق كله، حيث إن 80% من إحتياجات مياة الشرب والسقي مصدرها دجلة والفرات.
إسرائيل وغيرها من دول المنطقة تيقظت مبكراً لمشكلة المياه، وعملت على دراسة متطلبات حرب المياة القادمة وبدأ ذلك من سنين طويلة بخطط علمية لسرقة مياه نهر الأردن والليطاني واليرموك …. ونحن غافلون عن أمرنا، رغم إننا نرتبط بمعادة التشارك بمياه دجلة مع تركيا منذُ سنة 1947
اليوم حكومتنا الغير رشيدة، وسياسيينا الغير وطنيين، ودبلوماسيينا الفاشلين، أمام إمتحان عسير، وأنا أتوقع فشلهم مرة أخرى في هذا الإمتحان، أسوة ببقية الإمتحانات التي خاضوها قبل اليوم وفشلوا فيها، هم مطالبون بالتحرك السريع محلياً وأقليمياً وعالمياً، وبشكل علمي وليس سياسي، وعدم التأثر بخزعبلات العلاقات الأخوية مع الجيران والشعارات الزائفة. نحن أمام مصير أجيال ووطن، ودقت ساعة العمل والخجل، ويكفي النهش بجسد هذا الوطن المسكين وأمنحوه بعض ما منحكم، أيها الفاشلون نحن بحاجة إلى:
1. تدخل دولي على قاعدة القوانين الدولية لتنظيم العلاقات المائية وتقاسم المياه
2. نحن بحاجة لتحرك دبلوماسي سريع للوصول إلى إتفاقات ثنائية إستثنائية لتأجل وقوع الكارثة
3. ربط العلاقات التجارية ربطاً قوياً مع حصتنا المائية
4. تشكيل خلية أزمة والبدء فوراً ومن خلال خبراء، وربما بخبرات أجنبية، لوضع خطة طارئة لحلول سريعة وحلول بعيدة الأمد
5. جعل موضوع المياه الملف الأهم في عمل الدولة العراقية
6. أن تضعون مصالح العراق فوق جميع المصالح بما فيها غلق الحدود مع مَن يريد بنا سوءً .. إذا كنتم قادرين
دقت ساعة الخجل أيها الفاشلون … فأعملوا ما يبريء ذمتكم