تنقسم الدهون التي نتناولها في نظامنا الغذائي إلى فئات، بعضها صحيّ، والبعض الآخر يُسبّب أمراضاً وعللاً. وبالطبع، يشجّع خبراء التغذية على تناول الدّهون الصحيّة، وعلى التخفيف من #الدهون المشبعة.
وللمفارقة أنّ مخاطر الأخيرة قد لا تتعدّى ضرر الدّهون المهدرجة. فكيف نميّز بين هذه الأنواع؟ وهل فعلاً الدهون المشبعة أقلّ خطراً على صحتنا؟
في هذا الشأن، توضح الاختصاصيّة في التغذية نغم طنّوس بعض الفروق بين أنواع الدهون في طعامنا. وأشارت إلى تراتبيتها من الأكثر ضرراً إلى الأقلّ خطورة.
وقبل التطرق إلى هذا التفصيل، يجب معرفة بعض المعلومات الصحيّة المهمة عن أنواع الدهون.
أولاً: أين نجد الدهون المشبعة؟
توجد الدهون المشبعة في أنواع متعدّدة من الأطعمة، وأبرزها:
_ المنتجات الحيوانية أي مشتقّات الحليب كامل الدسم والزبدة والسّمنة الحيوانية.
_ اللحوم المدهنة كلحم الخنزير والغنم وفي جلدة الدجاج والأفخاد والجوانح.
_ الحلويات كالكيك والبسكويت والبوظة.
_ المقانق والسجق.
_ الأجبان الصفراء.
وبالرغم من أنّ الزيوت النباتية تصنّف في خانة الدهون غير المشبعة، فإنّ بعض أنواع الزيوت النباتية كزيت جوز الهند وزيت النخيل تندرج في الخانة المعاكسة للأولى.
ثانياً: لماذا يجب الوقاية من الدهون المشبعة؟
بات معروفًا أنّ الدهون المشبعة ترفع الالتهابات في الجسم، وتزيد من مستويات الكولسترول السيّئ. إلى جانب هذه الأضرار، ترفع من معدّلات خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكتات القلبيّة والدماغيّة، إضافة إلى إحداث خلل في معدّل الأنسولين.
ثالثاً: الدهون المشبعة أقلّ خطراً على صحة القلب
وفق طنّوس، أشارت الدراسات الأخيرة إلى أنّ الدهون المشبعة قد لا تشكّل نسبة الخطورة المتعارف عليها في جسم الإنسان، إذ بينّت واحدة من الأبحاث العلمية أنّ خفض الدهون المشبعة لا يعني اللجوء إلى تناول السكريات والنشويات البيضاء على أنواعها. لذا، يوصي الخبراء باستبدال هذه الدهون بأخرى غير مشبعة أو ما يصفونها بـ”الصحيّة”.
هذا، ولا تعدّ الدهون المشبعة وحدها المسبب الأساسي لمرض القلب، فهي واحدة من سلسلة عوامل أشدّ خطورة كالتدخين وقلّة الحركة والبدانة والوراثة أو النظام الغذائيّ السيّئ.
وعليه، توصي المنظمة الأميركية لصحة القلب (AHA) بتناول أقلّ من 7% من الدهون المشبعة في نظامنا الغذائي، أي ما يوازي في حمية غذائية تتألف من 2000 وحدة حرارية نحو 13 غرامًا لا أكثر. مقابل الحصول على ما بين 10 و 15% على الزيوت غير المشبعة لتفادي هذه الآثار السلبيّة.
رابعاً: كيف تستبدل الدهون المشبعة بغير المشبعة؟
1_ زيت الزيتون وزيت الأفوكادو بدلاً من الزبدة والسّمنة الحيوانية.
2_ لحم البقر أو المعزة بدلاً من اللحوم المدهنة كالغنم والخنزير.
3_ السفائن الخالية من الجلد بدلاً من الجوانح والأفخاد.
4_ التركيز على تناول الأسماك كالتونة والسومو والسردين لغناهم بالأوميغا 3.
معلومة: يجب تناول السمك مرّتين في الأسبوع.
5_ السمسم والطحينة.
6_ بذر الكتان بذور اليقطين.
إضافة إلى ذلك، تتعدّد الزيوت النباتية كالفستق أو زيت الفستق، زيت الزيتون، زيت الأفوكادو أو الأفوكادو، المكسّرات والقلوبات النيئة كالجوز واللوز. وجميع ما ذكر، يعدّ من الدهون الصحيّة.
خامساً: #الدهون المهدرجة أشدّ خطورة من الأنواع الأخرى
تعدّ الدهون المهدرجة أخطر على الجسم من الدهون غير المشبعة. وبالرغم من وجودها بكمّيات قليلة في اللحوم والألبان والأجبان، فإن مخاطرها تزيد عند تحويل الزيوت النباتية إلى سمنة.
وعليه، تصبح قادرة على تحمّل حرارة أكثر. لذا، تقوم المصانع باستخدامها في القلي والتّصنيع لفترة أطول كالأطعمة الجاهزة والبسكويت.
معلومة: 2% فقط من الدهون المهدرجة في النظام الغذائي تؤثر في حدوث أمراض القلب بنسبة 23%.
من هنا، يجب قراءة الملصق الغذائي على المنتج لنرى إن كان خالياً من الدهون المهدرجة.
وبناءً على ذلك، لا يمكن الجزم بأنّ الدهون المشبعة ترفع من مستويات الكولسترول في الجسم، ممّا يؤدي إلى مشكلات في القلب. لكنّ المعطيات المؤكّدة أنّ الدهون غير المشبعة جيّدة للحفاظ على مستويات الكولسترول الجيّد.
وفي المحصلة، يُمكننا ترتيب الدهون التالية، وفق تسلسلها من الأقلّ إلى الأشدّ خطورة، وهي: #الدهون الصحية، الدهون المشبعة ثمّ الدهون المهدرجة.