أحمد بودستور
قال أمير الشعراء أحمد شوقي : إنما الامم الاخلاق مابقيت. فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا الفيلسوف سقراط له عبارة تقول ( التربية الخلقية أهم للانسان من خبزه وثوبه ) فهناك خطورة على أخلاق الجيل الحالي والاجيال القادمة من ظاهرة جديدة بدأت تنتشر كما تنتشر النار في الهشيم وهي ظاهرة ( الفاشينستات ) والدليل على انتشارها هي اللوحات الضخمة التي ملات الشوارع والطرق وتعرض صورا لأشخاص سواء رجال أو نساء مع كلمة كبيرة بارزة هي ( جايينكم ).
انا شخصيا ارحب بهذه الكائنات التي هبطت علينا من السماء وكان السماء تمطر فاشينستات وهذا الشعار هو اعلان عن زمن اغبر سوف نعيشه في الأيام القادمة وهو زمن الفاشينستات وعلينا أن نكون جاهزين لهذا الزمن بسلاح الاخلاق والتربية ونحن نقول لهم أهلا بكم ونحن بعد جايينكم.
ان أي ظاهرة جديدة اذا لم تحدد ملامحها وابعادها وتاثيرها علينا فهي لاشك خطيرة على المجتمع ولذلك ينبغي على الجهات المعنية سواء مجلس الأمة او وزارة الإعلام تقنين هذه الظاهرة ووضع ضوابط لها حتى لاتجتاح ماتبقى لنا من عادات و تقاليد .
انا لا اتابع شخصيا ماتعرضه الفاشينستات ولكن اسمع أن مصدر رزق وطريقة سهلة للثراء السريع فقد وصل الإعلان الواحد لبعض الفاشينستات 3 آلاف دينار ومدته فقط عدة دقائق واصبح هناك متابعين لبعض الفاشينستات وصل إلى 5 ملايين متابع اغلبهم من المراهقين والمراهقات الذي من السهل التأثير عليهم وتشكيل فكرهم.
الملاحظ على الفاشينستا أنها تعرض حياتها او حياته الشخصية للراي العام فهي تصور وهي في غرفة الجلوس او المطبخ وحتى غرفة النوم وتستعرض ملابسها وكذلك الاكسسوارات التي تلبسها وطبعا في السفر يحلو التصوير من بداية ركوب الطائرة حتى الرجوع إلى البلد يعني حياة الفاشينستا هي مكشوفة بالعلن وهذه السلوك حتما يخدش خصوصية الشخص ولذلك أول تأثير لهذه الظاهرة هو انتهاك خصوصية المجتمع فالمتابعين أيضا يقومون في نفس الشيء والحديث الشريف يقول ( اذا بليتم فاستتروا ) فالبيت له حرمة لا ينبغي أن تهتك ويعرض كل ما يدور فيه على الملا وهو ماينتهك خصوصية الأشخاص.
هناك أيضا أمور تافهة لهؤلاء الفاشينستات ينشغل فيها المجتمع فهناك تحدث خلافات بين الفاشينستات وطبعا كل واحد او واحدة تنشر غسيل الآخر وهناك مستوى متدن من الالفاظ والاخلاق والشتائم التي يعف اللسان عن ذكرها والدليل كثرة القضايا المرفوعة في المحاكم بسبب الفاشينستات.
الحرية الشخصية شيء ونشر فكر يشجع على انتهاك الخصوصية ونشر غسيل أسرار الاخرين وكذلك تشجيع النشء على تقليد الفاشينستات فنجد أن حلم الكثير من المراهقين هو أن يكون فاشينستا حتى يكون مشهورا ويكون لديه مال كثير يستطيع أن يعيش كما يعيش الملوك .
لاشك أن هذه الظاهرة وهذا الفكر يشجع على البحث عن مصدر دخل جيد بطريقة سهلة مما يؤثر علي التحصيل العلمي للطلبة والطالبات وتصبح الدراسة عبا ثقيل عليهم ولذلك البعض يفكر بترك الدراسة حتى يكون فاشينستا لانها اسهل بكثير من الدراسة ولهذا يتحول الجبل الحالي إلى جيل الفاشينستات.
نعتقد أن لو كان هناك قانون ينظم هذه الظاهرة ويحولها من ظاهرة سلبية إلى ظاهرة إيجابية ونأمل من أصحاب شركة بوتيك التي يملكها تاجر من عائلة الشايجي والاعلامي عبدالوهاب العيسى وتملك حصة منها شركة بوبيان للبتروكيماويات أن تكون للفاشينيستا رسالة اجتماعية مثل الإعلان عن السلع والمواد المفيدة للمجتمع ولبس السيئة مثل الترويج للوجبات السريعة الضارة وان يكون هناك ترخيص للدعاية وايضا أن تكون الفاشينيستا مهنة لها شروط ليس كل من هب ودب يدخل هذا المجال وأخيرا أن تساهم الفاشينيستا في الأعمال الخيرية والانسانية حتى تكون قدوة حسنة للاخرين.
هناك نقابة للفنانين يراسها الفنان المبدع الدكتور طارق العلي وهي تضم الكثير من المهن والانشطة ويمكن أن ينضم هؤلاء الفاشينستات لنقابة الفنانين فهم أيضا مايقدمونه من عرض للأزياء والاعلان عن السلع هو نوع من الفن وطبعا الهدف من ذلك هو وضع إطار عام لهذه الظاهرة حتى يمكن التحكم بها.
الجدير بالذكر أن نقابة للفنانين بحاجة إلى دعم من وزارة الإعلام وايضا مجلس الأمة فهناك قانون لتنظيم المهن الفنية يحتاج إلى تشريع من مجلس الأمة وكذلك إشراف من وزارة الإعلام حتى يرتقي الفن بكل صورة وليس الفاشينستات فقط فهناك تدهور في المسلسلات وكذلك الاغاني والمسرحيات ووجود نقابة قوية كفيل في انتشال الحركة الفنية من الوضع الصعب الذي تعاني منه وكذلك الارتقاء بالذوق العام.
وختاما نقول للفاشينستات وكذلك شركة بوتيك حرام عليكم خدش الذوق العام فهذه الصور المنتشرة في الشوارع لاشخاص يطلق عليهم فاشينستات بعضهم معروف والبعض الآخر جديد على الساحة مما تسبب بتلوث بصري وقد يتسبب في حوادث مرورية لأن بعض السائقين ينشغل بالنظر إلى لوحات الفاشينيستات الذين يرفعون شعار ( جايينكم ) ونقول لهم أهلا بكم وعسى أن تقدموا ماهو مفيد للمجتمع لأن المجتمع الكويتي اللي فيه كافيه من صراعات وازمات وهذه الظاهرة الجديدة أن لم يكون هناك تقنين لها فهي حتما ستكون أزمة جديدة لن يسكت عنها التيار الديني وحتى الغيورين على أخلاق وسمعة هذا البلد الطيب.