ندد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أمس (الثلثاء) بقرار خلفه دونالد ترامب إلغاء برنامج «الاجراء المؤجل للوافدين في مرحلة الطفولة» (داكا) الذي كانت طرحته إدارة أوباما، ويمنع ترحيل مهاجرين دخلوا البلاد في شكل غير قانوني عندما كانوا أطفالاً، لكنه أرجأ تنفيذه حتى آذار (مارس) المقبل.
ودعا أوباما الكونغرس الذي منحه ترامب ستة أشهر لتحديد مصير نحو 800 ألف شخص سيتأثرون بالقرار، إلى حماية «الحالمين»، وهي التسمية التي تطلق على المستفيدين من البرنامج.
ووصف أوباما قراه ترامب بأنه سياسي، مدافعاً عن قانونية برنامج «داكا». وقال في بيان: «هذا القرار عن شباب ترعرعوا في أميركا. هؤلاء الحالمون أميركيون بقلوبهم وعقولهم وبكل شكل باستثناء أمر واحد، على الورق»، مضيفاً أن قرار ترامب«هزيمة للذات- لانهم يريدون تأسيس شركات والعمل في مختبراتنا والخدمة في جيشنا وبشكل أعم الاسهام في البلد الذي نحب. هذا قاس».
كما دان رجال أعمال ورجال دين ورؤساء بلديات وحكام ولايات ونواب ديموقراطيون ونقابات ومدافعون عن الحقوق المدنية الإجراء الذي أثار الغموض حول مصير «الحالمين».
ودانت المكسيك قرار ترامب. وقال الرئيس المكسيكي بينيا نيتو على «تويتر» إن «المكسيك تأسف بشدة لإلغاء برنامج داكا»، مضيفاً ان «الحكومة المكسيكية تحض السلطات الاميركية على إيجاد حل دائم وسريع يعطي وضعاً قانونياً واضحاً للشباب المدرجين على برنامج داكا».
ووفقاً لوزارة الخارجية المكسيكية، يستفيد حوالى 625 الف مكسيكي من الوضع الحمائي للبرنامج.
وأوضح نيتو ان «الشبان المكسيكيين سيستقبلون بالترحيب في المكسيك، إذا ما تم ترحيلهم الى البلد الذي ولدوا فيه».
وأفادت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان بإن «تحديد سياسة الهجرة في الولايات المتحدة دور يقتصر على الشعب الاميركي ومؤسساته. إلا أن بلادنا لا يمكن أن تتجاهل حقيقة أن آلاف من الشباب المولودين في المكسيك سيتأثرون على الارجح بالقرار».
غير أن وزير العدل جيف سيشنز الذي أعلن القرار نيابة عن ترامب، وصف برنامج «داكا» بأنه تجاوز غير دستوري من قبل أوباما، وقال: «سيتم وقفه بشكل منظم وقانوني».
وكان ترامب أصدر بيانا مكتوباً قال فيه: «لا أؤيد معاقبة الأطفال وأغلبهم الآن بالغون، على تصرفات آبائهم. لكن ينبغي أن نقر بأننا بلد الفرص لأننا بلد القوانين». وندد بـ «داكا»، ووصفه بأنه «نهج العفو أولا» مع المهاجرين غير القانونيين، مدافعاً عن قرار إدارته بالقول إن «العمال الأميركيين» يأتون في المرتبة الأولى. وأضاف أن «أولويتنا الأولى والقصوى في تقديم اصلاحات الهجرة ينبغي أن تكون لتحسين الوظائف والأجور والأمان للعمال الأميركيين وعائلاتهم».
ونقل ترامب المسؤولية إلى الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وقال إن الأمر متروك الآن للنواب لإقرار تشريع للهجرة يتناول مصير المشمولين بحماية «داكا» ويواجهون خطر الترحيل.
ولم يقدم ترامب ولا سيشنز تفاصيل عن طبيعة التشريع الذي يرغبان في إقراره. وكان اوباما أمر قبل خمس سنوات بتطبيق برنامج «داكا» من اجل السماح لاطفال مهاجرين لا يملكون اقامة في الولايات المتحدة بتخطي عوائق وضعهم غير القانوني والسماح لهم بالدراسة والعمل بعيدا من الخوف من تعرضهم للتوقيف والملاحقة.