فريق راديو صوت العرب من أمريكا
قام مسؤلو البيت الأبيض، أمس الجمعة، بتعليق لوحة للرئيس دونالد ترامب تصور مشهدًا له بعد محاولة اغتياله في الصيف الماضي، لتحل محل الصورة الرسمية لأحد أسلافه، وهو الرئيس باراك أوباما.
ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” فإن تعليق صورة رئاسية جديدة دون إشعار مسبق أمرٌ غير مألوف، وقد يُنظر إلى وضع ترامب نفسه في هذا المكان على أنه يُخالف الأعراف مُجددًا.
فقد جرت العادة على عرض صور الرئيسين السابقين الأخيرين في بهو البيت الأبيض، وكان ترامب يتمتع بمكانة فريدة في هذا البهو كونه رئيسًا سابقًا أيضًا.
وكان قد تم عرض صورة أوباما في بهو الطابق الحكومي، بالقرب من الدرج المؤدي إلى مقر إقامة الرئيس، بعد الكشف عنها في عام 2022. وقال البيت الأبيض إنها لا تزال في البهو، ولكن تم نقلها إلى الحائط المقابل، حيث كانت صورة الرئيس السابق جورج دبليو بوش معلقة.
وتتضمن الخطط نقل صورة بوش إلى مكان أقرب إلى صورة والده الرئيس السابق جورج بوش الأب، الموجودة على الدرج المؤدي إلى مقر إقامته.
وأعلن البيت الأبيض عن هذا التغيير غير المتوقع في منشور على حسابه الرسمي على منصة X، مرفقًا بمقطع فيديو لأشخاص يمرون أمام صورة ترامب الجديدة في المكان المجاور للدرج الرئيسي حيث كانت صورة أوباما معلقة سابقا، وعلق عليها قائلًا: “بعض الأعمال الفنية الجديدة في البيت الأبيض”.
وتُصوّر اللوحة آثار محاولة اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي في يوليو الماضي في بتلر، بنسلفانيا. حيث أُصيب ترامب في أذنه، وعندما نهض رفع قبضته عاليًا وهو يهتف: “قاتل، قاتل، قاتل!”، وأصبحت هذه الكلمات بمثابة صرخة حشد رئيسية لحملته الانتخابية الناجحة التي أوصلته إلى البيت الأبيض.
ونشر عدد من مسؤولي البيت الأبيض لاحقا صورا للوحة ترامب الجديدة، مع عرض صورة أوباما في مكان قريب.
وقال مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونغ في منشور على إكس: «نقلت صورة أوباما بضعة أقدام فقط».
خطوة غير مألوفة
تعد هذه الخطوة غير مألوفة للغاية بالنسبة لرئيس في السلطة، إذ ينتظر معظم الرؤساء حتى مغادرة مناصبهم قبل تعليق صورهم في المبنى التاريخي الذي شيد قبل 200 عام.
وغادر بايدن منصبه منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، ومن المرجح أن يستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن يتم تكليف أحد بإكمال صورته هو والسيدة الأولى السابقة وتعليقها في البيت الأبيض.
وبغض النظر عن الانتماء الحزبي، فمن المعتاد أن يقوم الرئيس الحالي باستضافة سلفه المباشر بكل لطف في حفل الكشف عن صورته، لكن ترامب لم يقم بهذا الدور تجاه أوباما.
وتُرِك الأمر للرئيس آنذاك جو بايدن وزوجته جيل للترحيب بالرئيس السابق باراك أوباما وزوجته السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما في البيت الأبيض للكشف عن صورهما في عام 2022، كما فعل الديمقراطي بيل كلينتون للجمهوري جورج دبليو بوش، والرئيس بوش الابن لكلينتون.
واستضاف أوباما الرئيس جورج دبليو بوش وزوجته لورا في البيت الأبيض للكشف عن صورتهما في عام 2012. وكان هناك توقف غير مبرر لهذا التقليد عندما لم يستضف ترامب أوباما خلال فترة ولايته الأولى.
وفي الشهر الماضي، تم إزالة لوحة لترامب كانت معلقة مع صور رؤساء آخرين في مبنى الكابيتول بولاية كولورادو، بعد أن اشتكى هو نفسه من أن هذه الصورة “مشوهة عمداً”.
وتبدأ مجموعة صور البيت الأبيض بجورج واشنطن، أول رئيس أمريكي، الذي اشترى الكونغرس صورته. وغالبًا ما كانت تُهدى لوحات أخرى للرؤساء الأوائل والسيدات الأوائل إلى البيت الأبيض.
ومنذ ستينيات القرن الماضي، تكفلت جمعية البيت الأبيض التاريخية بدفع ثمن معظم اللوحات. وقال ستيوارت ماكلورين، رئيس المنظمة الخاصة غير الربحية التي أسستها السيدة الأولى كينيدي، إن أولى اللوحات التي موّلتها الجمعية كانت لليندون جونسون وليدي بيرد جونسون، وجون إف كينيدي وجاكلين كينيدي.
ويتم مشاهدة صور الرئيس والسيدة الأولى من قبل ملايين زوار البيت الأبيض، وإن لم تكن جميعها معروضة، حيث أن بعضها قيد الصيانة أو تم تخزينه.
وتنتشر تلك المعروضات في الممرات والغرف في المناطق العامة في البيت الأبيض، مثل الطابق الأرضي وغرفه المطلية بالذهب والصيني، والطابق الحكومي الذي يقع في مستوى أعلى، والذي يحتوي على الغرف الخضراء والزرقاء والحمراء الشهيرة، والغرفة الشرقية وغرفة الطعام الحكومية.
انتقادات أوباما
وكان كلًا من الرئيس الأسبق باراك أوباما ونائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، قد أدليا بتصريحات مؤخرًا انتقدا فيها حالة البلاد في ظل ولاية ترامب الثانية، كما انتقدا تصرفات ترامب وقراراته الأخيرة.
ووفقًا لشبكة CNN فقد انتقد أوباما بشدة جهود ترامب لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية، وقمع الهجرة والمعارضة، وترهيب وسائل الإعلام والمؤسسة القضائية.
وقال أوباما خلال لقاء في كلية هاميلتون: “هذه هي المرة الأولى التي أتحدث فيها علنًا منذ فترة، لقد كنت أراقب الوضع لبعض الوقت”.
وأضاف: “تخيلوا لو أنني فعلت أيًا من هذا، من غير المعقول أن الأطراف نفسها التي تلتزم الصمت الآن كانت ستتسامح مع سلوك كهذا مني، أو من مجموعةٍ كبيرة من أسلافي”.
وأضاف أوباما أنه لا يعتقد أن إعلان ترامب الجديد عن الرسوم الجمركية “سيكون مفيدًا لأمريكا”، ومع ذلك، قال إنه “قلق أكثر” مما وصفه بـ”انتهاك البيت الأبيض للحقوق”.
وقال أوباما أمام حشد من الطلاب: “أنا قلق للغاية بشأن الحكومة الفيدرالية التي تهدد الجامعات إذا لم تتخلَّ عن الطلاب الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير”.
وأضاف: “فكرة أن البيت الأبيض يمكن أن يقول لشركات المحاماة: إذا كنتم تمثلون أطرافا لا نحبها، فسنسحب جميع أعمالنا أو نمنعكم من تمثيل الناس بفعالية، هذا النوع من السلوك يتعارض مع الميثاق الأساسي الذي نتمسك به كأمريكيين”.
وكان أوباما حذر سابقًا من المخاطر التي تواجه أمريكا إذا أُعيد انتخاب ترامب، أثناء حملته الانتخابية لصالح هاريس خلال المرحلة الأخيرة من السباق الرئاسي لعام 2024. وقال الرئيس السابق آنذاك: “مجرد أن ترامب يتصرف بحماقة، لا يعني أن رئاسته لن تكون خطيرة”.
انتقادات هاريس
وفي تصريحات منفصلة، قالت هاريس إن تحركات ترامب منذ عودته إلى منصبه “كانت متوقعة إلى حد كبير”. وأضافت في مقطع فيديو لتصريحاتها في قمة “تعريف النساء الرائدات”: “كنا نعلم أن أمورًا كثيرة ستحدث”، وتابعت قبل أن تضحك: “لستُ هنا لأقول إنني أخبرتكم بذلك”.
وأضافت هاريس أنها تُدرك أن عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي “قد خلقت شعورًا كبيرًا بالخوف”. وأضافت: “نرى منظمات تلتزم الصمت. نرى من يستسلمون لتهديدات غير دستورية واضحة، وهذه هي الأمور التي نشهدها يوميًا في بلدنا خلال الأشهر القليلة الماضية، وهذا أمر مفهوم، ويخلق شعورًا كبيرًا بالخوف”.
وتُعدّ تصريحات هاريس، والتي بثت قناة MSNBC مقطع فيديو لها لأول مرة، أكثر تعليقاتها مباشرة منذ بداية ولاية ترامب الثانية.
وأضاف نائبة الرئيس السابق، التي خسرت أمام ترامب في انتخابات نوفمبر الماضي، أن “الخوف معد، وكذلك الشجاعة”.
وتابعت: “للخوف طريقةٌ في العدوى، وعندما يشعر شخصٌ ما بالخوف، فإنه ينتقل إلى من حوله وينتشر، ونحن نشهد ذلك بلا شك”، وأضافت: “لكنني أقول هذا أيضًا، يا أصدقائي الأعزاء، الشجاعة معدية أيضا”.
أوباما ينتقد قرارات ترامب.. وقبضة الرئيس تطيح به من البيت الأبيض

التعليقات معطلة.