الحكومة الألمانية تسمح للمصنعين بإرسال دبابات “ليوبارد 1” وكييف تكشف عن قضية جنائية ضد رئيس “فاغنر”
قال وزير الدفاع الأوكراني، اليوم الجمعة، إن الدبابات الجديدة المقدمة من دول حلف شمال الأطلسي ستكون بمثابة “قبضة من حديد” في هجوم مضاد تشنه كييف لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية.
وأضاف أوليكسي ريزنيكوف، في مؤتمر صحافي مع نظيره البولندي، أن الإمدادات الغربية من المدفعية عيار 155 على درجة بالغة من الأهمية لأوكرانيا لمواجهة الهجمات الروسية في الجنوب والشرق.
وقال، “نحتاج إلى دبابات الحلف الجديدة، مع الدبابات المهمة من دول الأطلسي، من أجل الهجوم المضاد، وسنستخدمها كقبضة حديدية لاختراق خطوطهم الدفاعية”.
وقال وزير الدفاع البولندي، ماريوس بلاشتشاك، الذي يزور كييف اليوم الجمعة، لإجراء محادثات مع ريزنيكوف إن وارسو تساعد في تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام الدبابات الغربية. مضيفاً أن التدريب سيستغرق “أسابيع وليس أياماً أو شهوراً”.
وحصلت كييف على تعهدات من الغرب الشهر الماضي بتزويدها بدبابات قتالية لمساعدتها على صد الغزو الروسي، مع تكثيف موسكو جهودها لإحراز تقدم في الشرق.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن الحكومة تتوقع تسلم 120 إلى 140 دبابة غربية من تحالف يضم 12 دولة في المرحلة الأولى من التسليم، بما في ذلك دبابات ليوبارد 2 الألمانية ودبابات تشالنغر 2 البريطانية ودبابات إم 1 أبرامز الأميركية.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اليوم الجمعة، في ختام قمة أوروبية – أوكرانية عقدت في كييف، وتمحورت حول مسألة انضمام أوكرانيا إلى التكتل، إن “أوكرانيا هي الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأوروبي هو أوكرانيا”.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع كل من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، شدد ميشال على أن “مستقبل أوكرانيا هو مع الاتحاد الأوروبي”.
وأشاد الاتحاد الأوروبي بـ”الجهود الكبيرة” التي بذلتها أوكرانيا في سبيل الانضمام إليه من دون الكشف عن جدول زمني. وقال ميشال وفون دير لاين في بيان عقب قمة كييف، إن “الاتحاد الأوروبي أقر بالجهود الكبيرة التي بذلتها أوكرانيا في الأشهر الأخيرة” لتحقيق هدف الانضمام إلى الاتحاد.
وجاء في البيان أن الاتحاد الأوروبي يعتزم تكثيف جهوده الرامية لإيجاد طريقة تتيح له استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل “إعادة إعمار أوكرانيا ولدفع تعويضات، وفقاً للقانونين الأوروبي والدولي”، وهو مطلب مزمن لكييف، لكن تحقيقه دونه معوقات قانونية كثيرة.
كييف “لن تضيع يوماً واحداً”
الرئيس الأوكراني تعهد من جهته ألا تضيع بلاده “يوماً واحداً” للمضي نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال في رسالة عبر “تيليغرام” مرفقة بمقطع فيديو يظهر وصول المسؤولين الأوروبيين إلى القمة، “هدفنا واضح تماماً: بدء مفاوضات لانضمام أوكرانيا”. وأضاف “لن نضيع يوماً واحداً في عملنا لتحقيق تقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي”.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع ميشال وفون دير لاين، قال زيلينسكي إن عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا يجب أن تستهدف ضمان عدم تمكن موسكو من إعادة بناء قدراتها العسكرية.
دخان يتصاعد إثر القصف على باخموت في شرق أوكرانيا (أ ف ب)
روسيا “تؤمم” أصولاً أوكرانية في القرم
وفيما يعزز الغرب دعمه لكييف، أعلنت روسيا، الجمعة، أنها “أممت” في شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا، 500 من الممتلكات والأصول المملوكة خصوصاً لأثرياء قريبين من السلطة والبنوك الأوكرانية، على أن يتم استخدام جزء من أموالها لتمويل الحرب.
وقال برلمان المنطقة الذي أنشأته موسكو بعد ضم شبه الجزيرة الأوكرانية في 2014، إن “نواب القرم أيدوا (مشروع قانون في شأن) تأميم ممتلكات الأثرياء الأوكرانيين، وأصول البنوك والمصانع العاملة في الجمهورية”. وأشار البيان الصادر عن البرلمان، إلى أنه تمت الموافقة على مشروع القانون بالإجماع.
من جهته، أشار رئيس برلمان المنطقة فلاديمير كونستانتينوف، عبر “تيليغرام”، إلى أن القائمة المحددة “تشمل نحو 500 من الممتلكات والأصول المرتبطة بشركات ومصارف مختلفة، وبنى تحتية سياحية ورياضية”.
وأوضحت وكالتا الأنباء “ريا نوفوستي” و”تاس”، أن من الممتلكات التي جرى تأميمها أصولاً لرينات أحمدوف أغنى رجل في أوكرانيا، والملياردير إيغور كولومويسكي، وأصول نحو 10 مصارف وعدد من المصانع، وأخرى تابعة لنادي “دينمامو كييف” لكرة القدم. ولم يتم الكشف على الفور عن المبلغ الإجمالي للممتلكات والأصول “المؤممة”.
ولكن كونستاتينوف قال إن “جزءاً من الأرباح سيخصص لدعم المشاركين في “العملية الخاصة” في أوكرانيا، خصوصاً عبر “منحهم أراضي”، وفقاً للتوضيح المذكور في البيان الصادر عن البرلمان الإقليمي.
ويأتي هذا الإعلان في خضم نقاش بين النخب الحاكمة الروسية في شأن احتمال مصادرة أصول أخرى، عقارات وأصول مالية، مملوكة لروس غادروا البلاد وانتقدوا حملة الكرملين العسكرية على أوكرانيا من الخارج.
ألمانيا تسمح بإرسال “ليوبارد 1” لأوكرانيا
في غضون ذلك، سمحت ألمانيا الجمعة للمصنعين لديها بإرسال دبابات “ليوبارد 1” القتالية لأوكرانيا، في وقت تسعى فيه كييف للحصول على أسلحة أكثر تقدماً للتصدي للقوات الروسية، بحسب ما قال الناطق باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبيشترايت.
وكانت برلين قد ذكرت أنها ستزود أوكرانيا بـ14 دبابة “ليوبارد 2” من مخزون جيشها، لكن بعض المصنعين يريدون هم أيضاً إرسال دبابات من مخزونهم.
ولدى سؤاله في مؤتمر صحافي عن دبابات “ليوبارد 1″، قال هيبيشترايت، “يمكنني أن أؤكد أنه تم إصدار رخصة تصدير”، رافضاً تقديم مزيد من التفاصيل.
ودخلت دبابات “ليوبارد 1” الخدمة للمرة الأولى في الستينيات، وسبقت دبابات “ليوبارد 2” الأكثر تقدماً، والتي تستخدمها جيوش على نطاق واسع في جميع أنحاء أوروبا.
وأشارت صحيفة “دير شبيغل” إلى أن القرار الألماني يشمل 29 دبابة “ليوبارد 1” مخزنة في مصنع عسكري.
في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة “سودويتشه تسايتونغ” أن مصنعين يريدان تجديد العشرات من دبابات “ليوبارد 1” لإرسالها إلى أوكرانيا على رغم أنهما واجها مشكلات في شراء الذخيرة.
وبموجب القانون الألماني يتعين على برلين الموافقة على تصدير الدبابات حتى في الحالات التي ترغب فيها الدول الأخرى التي اشترتها في إعادة تصديرها.
جندي أوكراني في آلية عسكرية في باخموت (أ ف ب)
مساعدات ألمانية أخرى
وفي السياق نفسه، نقلت مجلة “شبيغل” عن مصادر قولها إن ألمانيا تتحدث إلى الحكومة السويدية في شأن شراء منصات إطلاق محمولة من شأنها تعزيز قدرات أنظمة الدفاع الجوي “أيريس-تي” التي تخطط برلين لإرسالها إلى أوكرانيا.
وأرسلت ألمانيا واحداً من أنظمة “أيريس-تي” إلى أوكرانيا وتعتزم إرسال مزيد استجابة لنداءات كييف للحصول على أنظمة دفاع جوي لصد الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة التي دمرت مدناً منذ بدء الهجوم الروسي قبل عام تقريباً.
وستساعد منصات الإطلاق السويدية القوات الأوكرانية على حماية منطقة أكبر من الهجمات الروسية. وقالت الصحيفة إن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أثار هذه المسألة خلال زيارته للسويد في الأسبوع الحالي، لكن الحكومة السويدية ترفض حتى الآن توفير هذه المنصات.
وامتنعت القوات المسلحة السويدية عن التعليق، كما لم ترد وزارة الدفاع السويدية على طلب للتعليق.
ونقلت الصحيفة الألمانية عن متحدث باسم وزارة الدفاع السويدية قوله إن المناقشات في شأن إمداد أوكرانيا بأسلحة بحاجة إلى أن تراعي أن السويد قريبة من روسيا من الناحية الجغرافية، لكنها ليست عضواً بعد في حلف شمال الأطلسي.
وتعترض تركيا حالياً على محاولة السويد وجارتها فنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأقامت شركة “ديل” الألمانية الخاصة لتصنيع الأسلحة نظام “أيريس-تي” الذي يعد من بين الأنظمة الأكثر تقدماً في العالم. وتستطيع الوحدات إطلاق صواريخ على مسافة 40 كيلومتراً لإسقاط طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة وصواريخ وصواريخ “كروز”.
قضية جنائية ضد رئيس “فاغنر”
كشفت أوكرانيا النقاب، الجمعة، عن قضية جنائية ضد رئيس شركة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، وتوعدت بتعقب عناصر الشركة الذين يحاولون الفرار إلى الخارج ومقاضاتهم.
وجندت “فاغنر” آلاف العناصر، بينهم مدانون من سجون روسية، للمشاركة في المعارك في أوكرانيا. ويقول رئيس الشركة يفجيني بريجوجين، وهو رجل أعمال متحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن “فاغنر” تلعب دوراً محورياً في المعارك في شرق أوكرانيا، وهي من بين أكثر المعارك دموية في الحرب.
وقال المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين في بيان على “فيسبوك”، “مكتب المدعي العام أرسل إخطاراً بالاشتباه في رئيس شركة (فاغنر) العسكرية الخاصة”. ولم يذكر البيان اسم بريجوجين بالتحديد.
وأضاف البيان “رئيس هذه المجموعة مسؤول مسؤولية مباشرة عن الآلاف من جرائم الحرب. ويعترف صراحة بدوره في الحرب ضد أوكرانيا واضطلاعه، بموافقة من الكرملين، بحل مشكلات عدد القوات من خلال تجنيد عشرات الآلاف من السجناء”.
ولم يصدر تعليق فوري من بريجوجين، الذي نفى الشهر الماضي اتهامات أميركية ضد شركته. وقال الكرملين إن واشنطن تلطخ سمعة الشركة منذ سنوات من دون مبرر.
وبموجب القانون الجنائي الأوكراني، يتعين إبلاغ المشتبه فيهم في قضايا جنائية من خلال “أخطار بالاشتباه”. ولم يذكر البيان كيف يمكن إرسال مثل هذا الأخطار إلى بريجوجين.
وسرد كوستين الاتهامات الموجهة لـ”فاغنر”، والتي شملت انتهاك وحدة الأراضي الأوكرانية وشن حرب عدوانية. وقال إن مرتزقة الشركة من جميع الرتب ستجري ملاحقتهم بمن فيهم أولئك الذين فروا إلى الخارج.
وأوضح كوستين أن أوكرانيا سترسل إلى أوسلو “طلباً لإجراء تحقيق” مع قائد سابق في “فاغنر” اعتقلته السلطات النرويجية الشهر الماضي. وأضاف “أنا على يقين أننا سنضمن مع الشركاء الدوليين تحقيق مساءلة شاملة لكل مجرم جاء إلى أرضنا حاملاً أسلحة في يديه، وكذلك من يقومون برعايتهم ممن يتاجرون في إراقة الدماء”.