أوكرانيا: الدفاعات الجوية تتصدى لهجوم جوي روسي على كييف

1

قد تكون صورة ‏نص‏

زيلينسكي يقول إن التوغل في كورسك هدفه إنشاء منطقة عازلة وبوتين يصل إلى أذربيجان بزيارة دولة
وكالات
الاثنين 19 أغسطس 2024 4:26

جنود أوكرانيون في منطقة سومي بالقرب من الحدود الروسية الأوكرانية (أ ب)

ملخص

تساؤلات كثيرة تطرح حول نيات كييف من التوغل العسكري في منطقة كورسك. وتشدد السلطات الأوكرانية على أن الهدف من الهجوم ليس “احتلال” جزء من الأراضي الروسية، بل الضغط على الجيش الروسي ودفع موسكو للانخراط في مفاوضات “عادلة”.

أعلنت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية كييف على تطبيق “تلغرام” أن الدفاعات الجوية كانت تتصدى في وقت مبكر اليوم الإثنين لهجوم جوي روسي على ضواحي المدينة.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، إن الهدف من التوغل العسكري إلى منطقة كورسك الروسية هو “إنشاء منطقة عازلة”، لمنع المزيد من هجمات موسكو عبر الحدود.

وأوضح زيلينسكي في خطاب مساء الأحد، أن “مهمتنا الأساسية حالياً من العمليات الدفاعية بشكل عام هي تدمير أكبر قدر ممكن من القدرات الحربية الروسية، والقيام بأكبر كم من الإجراءات المضادة، وهذا يشمل إنشاء منطقة عازلة على أراضي العدو في منطقة كورسك”.

وأعلنت كييف الأحد أنها دمرت جسراً استراتيجياً ثانياً في منطقة كورسك الروسية حيث تشن قواتها منذ السادس من أغسطس (آب) هجوماً غير مسبوق، فيما يؤكد الجيش الروسي مواصلة تقدمه في الشرق الأوكراني باتجاه مدينة بوكروفسك.

وفي الأيام الأخيرة، أعلن الجيش الأوكراني تعزيز مواقعه في المنطقة الروسية محققاً تقدماً تدريجاً “وفق ما خططنا له بالضبط”، بحسب تعبير زيلينسكي.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية يظهر إطلاق النار باتجاه مواقع أوكرانية في مكان غير معلوم بمنطقة كورسك (أ ب)

“صد” هجمات أوكرانية

من جهتها جددت موسكو الأحد التأكيد على “صد” هجمات أوكرانية بفضل تعزيزات أرسلت للمنطقة وتكبيد “العدو” خسائر فادحة.

لكن تساؤلات كثيرة تطرح حول نيات كييف في المدى القصير والمتوسط. وتشدد السلطات الأوكرانية على أن الهدف من الهجوم ليس “احتلال” جزء من الأراضي الروسية، بل الضغط على الجيش الروسي ودفع موسكو للانخراط في مفاوضات “عادلة”، في وقت تسيطر روسيا على نحو 20 في المئة من أوكرانيا.

رجال الإنقاذ يتفقدون الأضرار في أعقاب غارة بالقرب من الحدود الروسية (أ ف ب)​​​​​​​

لذا يبدو أن هذه العملية غير المسبوقة مستمرة راهناً. والأحد، رحب قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليشتشوك بتدمير جسر ثان ذي أهمية استراتيجية للجيش الروسي، وذلك بعد يومين على إعلان مماثل.

وقال على “تلغرام” إن “سلاح الجو يواصل حرمان العدو من قدراته اللوجستية بفضل ضربات جوية دقيقة”. ولم يوضح أوليشتشوك متى نفذت الضربة التي أصابت على ما يبدو جسراً على نهر سيم، على بعد نحو 15 كيلومتراً شمال الحدود الأوكرانية.

اقرأ المزيد

قرارات بوتين القادمة ستكشف مدى الأزمة التي خلفها التوغل الأوكراني

أوكرانيا تسيطر على 82 قرية في كورسك الروسية

ألمانيا تشتبه في تورط غواص أوكراني بتفجير “نورد ستريم”

أوكرانيا تعمل على فتح ممرات إجلاء في كورسك الروسية
ونشرت مدونات روسية تتابع المعارك، صوراً مؤرخة السبت تظهر على ما يبدو جسراً أصيب بضربة، معتبرة أن هذا التدمير سيقيد قدرات القوات الروسية على المناورة في المنطقة.

بوتين يصل إلى أذربيجان

جاء ذلك في وقت وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى العاصمة الأذربيجانية باكو الأحد في زيارة دولة تستمر يومين يلتقي خلالها نظيره إلهام علييف، وفق ما أعلن الكرملين.

وتأتي الزيارة إلى هذه الدولة الواقعة في القوقاز، الشريك الوثيق لموسكو وكذلك المورد المهم للطاقة إلى الدول الغربية، على خلفية الهجوم العسكري الأوكراني غير المسبوق على الأراضي الروسية.

الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف وزوجته مهربان علييفا يلتقيان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنزلهما في باكو (أ ف ب)​​​​​​​

وبث التلفزيون الروسي لقطات لطائرة الرئيس لدى وصولها إلى باكو مساء الأحد. وذكرت وكالة الأنباء الأذربيجانية الرسمية “أذيرتاغ” أن بوتين وعلييف يتناولان العشاء في مقر الرئيس الأذربيجاني.

وأعلن الكرملين أن بوتين سيلتقي اليوم الإثنين على ضفاف بحر قزوين مع إلهام علييف للبحث في “القضايا المتعلقة بتنمية علاقات الشراكة الاستراتيجية والتحالف بين روسيا وأذربيجان، فضلاً عن قضايا دولية وإقليمية راهنة”. ومن المقرر أن يحضر الرئيس الروسي أيضاً مراسم وضع إكليل من الزهر على قبر حيدر علييف، والد الزعيم الأذربيجاني الحالي والرئيس السابق للدولة القوقازية بين عامي 1993 و2003، بحسب وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء.

يشمل البرنامج كذلك مناقشات بصيغ مختصرة وموسعة، وتوقيع إعلانات مشتركة وتصريحات للصحافة يدلي بها بوتين وعلييف، بحسب “ريا نوفوستي”.وتعود آخر زيارة قام بها بوتين إلى أذربيجان إلى سبتمبر (أيلول) 2018.

أذربيجان التي ستستضيف مؤتمر المناخ “كوب29” في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، هي منتج كبير للغاز الطبيعي لجأ إليه الاتحاد الأوروبي للتعويض عن الخفض الحاد للإمدادات الروسية منذ بداية النزاع في أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وتُتهم روسيا بأنها أدت دوراً ملتبساً في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان على إقليم ناغورنو قره باغ، وقد ظلت الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان لفترة طويلة في دائرة النفوذ الروسي. وتأخذ أرمينيا على موسكو عدم دعمها بما يكفي في وجه أذربيجان التي استعادت بالقوة السيطرة الكاملة في سبتمبر 2023 على هذه المنطقة الجبلية التي حكمها على مدى ثلاثة عقود انفصاليون أرمن.

ومنذ انتهاء الحرب، سعت يريفان إلى تعزيز علاقاتها مع الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار استياء الكرملين بشدة.

كذلك، تأتي زيارة الرئيس الروسي إلى أذربيجان فيما تسعى موسكو إلى صد الهجوم العسكري الذي شنته القوات الأوكرانية على أراضيها في 6 أغسطس. وأمر بوتين جيشه بـ”طرد” القوات الأوكرانية التي باتت تسيطر، بحسب كييف، على 82 بلدة و1150 كيلومتراً مربعا من الأراضي الروسية.

وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في مارس (آذار) 2023 مذكرة توقيف في حق الرئيس الروسي بتهمة “ترحيل” أطفال أوكرانيين إلى روسيا، ما يجعل تنقلاته الخارجية أكثر تعقيدا. ويرفض الكرملين اتهامات المحكمة بشكل قاطع.

التعليقات معطلة.