مقالات

{أيران لم تعد صادقة بقيادتها لمحور المقاومة}

حسن فليح / محلل سياسي

قليل منا من كان يظن ان عملية طوفان الاقصى ستقضي على ماتبقى من المقاومة الفلسطينية واضعاف قضيتهم للحد الذي ما آلت اليه الان !! والتي اضحت الى أن تتقاذفها الحلول من هنا وهناك لتلعب بمصير شعب سلبت ارادته بتباين الارادات والمواقف والتدخلات الدولية والاقليمية ذات الاغراض والاهداف البعيدة عن اصل القضية الفلسطينية وهموم الشعب الفلسطيني الذي اصبح ضحية الخذلان والوعود الكاذبة والمؤامرات التي تستهدف قضيته ووجودة ، الجميع خذل الفلسطينيين عربا ومسلمين واولهم محور “المقاولة” وزعيمتهم ايران، التي حولت الصراع من بعده القومي واطاره الاسلامي الاشمل الى اطاره الطائفي الضيق بتشكيل محور المقاومة الشيعي ، الامر الذي لم يشجع الاخرين من العرب حكاما وجمهور من دعم عملية طوفان الاقصى بالشكل المطلوب بعد ان استطاعت ايران من تجريد العملية من بعدها القومي والاسلامي وكما اسلفنا ، ان المؤامرة على القضية الفلسطينية تم تنفيذها من يوم 7 اكتوبر يوم بدء عملية طوفان الاقصى ذلك الطوفان الذي دمر غزة واضعف القضية الفلسطينية وهدد وجودها واعطى المبرر للكيان الصهيوني ان يفعل مايشاء وسط خذلان الحكام العرب ومهزلة محور المقاومة وزيف وكذب ايران على الشعوب العربية وخاصة على الشيعة منهم ، حماس اليوم اصبحت خارج المعادلة امام اسرائيل ولم تعد ذات قيمة بالحسابات العسكرية وقد دمرت الشعب الفلسطيني بخيارها غير المدروس وتنقصه الكثير من الحكمة والتعقل وقد ذهبت غزة ضحية ذلك الخيار الاجوف ،
وحتى نكون اكثر منصفين ربما ضحية الخدعة وعملية التوريط التي قامت بها اطراف اقليمية تنصلت وتخلت عنها في لحظات الحسم التاريخية فوقعت حماس ومن معها ضحية تلك المؤامرة المشؤومة ،
عكست تصريحات موسى أبومرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عن دور حزب الله في حرب غزة، حجم الصدمة لدى قادة الحركة من محدودية مشاركة الحزب، ومن ورائه إيران، في المعركة. وهو ما جعل حماس تواجه إسرائيل بمفردها رغم أنها تخوض المواجهة ضمن “محور المقاومة”
قادة حماس قد انتظروا خلال الأسابيع الثلاثة الاولى من المعركة مشاركة فعلية لحزب الله في الاشتباك مع إسرائيل لتخفيف الضغط عنهم، لكن الحزب اكتفي بضوابط واضحة في الاشتباك تقوم على تسجيل الموقف وتبرئة الذمة واسقاط الفرض، في الوقت الذي كانت فيه حماس تنتظر دخول الحزب بكل قوته في المواجهة وتفعيل فكرة “وحدة الجبهات” أو “تعدد الساحات” التي طالما تحدث عنها الحزب وأمينه العام حسن نصرالله !!!

أن الولايات المتحدة لا تريد تحميل إيران مسؤولية قرار “حماس” لأن من مصلحتها التكتيكية إبعاد إيران عن دائرة المسؤولية في هذا القرار ، لأن ربط طهران بالهجوم على إسرائيل يعني إسدال الستار على موضوع إحياء الاتفاق النووي الإيراني بشكل نهائي، ويقوض ادارة بايدن من المراهنة عليه والنجاح من خلاله قبل خوض الانتخابات الامريكية المقبلة فضلاً عن تعرض الإدارة الأمريكية الحالية لضغوط من الداخل (الجمهوريين) وإسرائيل للانتقام من إيران أو على الأقل التعامل معها بشكل أكثر صرامة، أو منح إسرائيل ضوء أخضر لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران رداً على دعمها للميلشيات والتنظيمات التي تهدد أمن إسرائيل ،
بالنتيجة ان الشعب الفلسطيني تعرض لا كبر ضربة خلال تاريخ صراعة مع الكيان الاسرائيلي وربما ينتهي الامر بتلاشي دولتة الموعودة بحل الدولتين او اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح ، كما ان المؤشرات تشير ان الجنوب اللبناني سيلاقي نفس مصير غزة ويكون منطقة امنة بالنسبة لاسرائيل ، هكذا حققت ايران وستحقق مستقبلا ماتريدة امريكا واسرائيل بالجانب العربي عسى ان يكون هناك من يدرك تلك الحقيقة ، خاصةً التي غررت بهم ايران من شيعة العراق والمنطقة لا نتمنى لهم ان يكونوا ضحية مشروع لاناقة لنا به والا جمل وان يكونوا اكثر تماسكا بوحدتهم الوطنية وتفعيل عوامله العابرة للطائفية وخدمة قضايانا العراقية التي بحاجة لتضافر الجهود وتخطي المؤامرات وعدم السماح بالتسلل والهيمنة على عقولنا وتعطيل حراكنا السياسي الوطني كونه السبيل الوحيد لبناء العراق ومستقبله المنتظر من قبل شعبنا بشغف وامل كبير بعد ان فاتنا الشيء الكثير .