إحذروا نقص الفيتامينات

1

 
 
نعاني أحياناً من تعب غير مبرر، أو هفوات في الذاكرة، أو صعوبة في التركيز… ماذا لو كان الجسم مفتقداً إلى بعض الفيتامينات؟
 
تسهم الفيتامينات في التفاعلات الكيميائية الأحيائية الحاصلة في الجسم. ويؤدي كل فيتامين دوراً خاصاً، لكن تأثيرات الفيتامينات تكمل بعضها البعض. يشيع لسوء الحظ نقص الفيتامينات في الجسم، بسبب الحميات الغذائية الصارمة، والتلوث، والتوتر، والتدخين…
غير أنه يمكن سدّ هذا النقص بسهولة عبر تناول الغذاء السليم والمتوازن، إضافة إلى المكملات الغذائية الموجودة في الصيدليات، شرط عدم الإفراط في ذلك، وإلا أخرج جسمنا الفائض منها بسرعة.
بالفعل، لا يقبل الجسم إلا الجرعات الصغيرة جداً، ويجدد احتياطاته من خلال نظام تعبئة وتفريغ مميز. لذا، فإن أي فائض في الفيتامينات يتم التخلص منه عبر الكليتين.
 
الفيتامين A وضعف الرؤية الليلية
يعتبر الفيتامين A أحد المكونات الأساسية للخلايا المستقبلة للصور في شبكية العين، أي تلك التي تنظم إدراك الضوء. يؤدي الفيتامين A دوراً في رؤية الألوان والأشكال، ويتيح لنا التكيف مع العتمة. وفي حال نقص هذا الفيتامين، تتضاءل بعض الأصباغ البصرية، ونجد بالتالي صعوبة في الرؤية خلال العتمة.
يجب التركيز إذاً على الأطعمة المشتملة على الفيتامين A، علماً أن المصادر الحيوانية هي الأفضل على الإطلاق إذ يستخدمها الجسم على الفور. تجدر الإشارة إلى أن الفيتامين A موجود في مشتقات الحليب الكاملة الدسم، والزبدة، والأجبان الدسمة، والكبد، وصفار البيض.
وبالنسبة إلى المصادر النباتية للفيتامين A فهي الجزر، والسبانخ، والبقدونس، والصعتر، والفليفلة الحمراء، والبقلة، والبندورة (المطهوة)، والفاكهة الصفراء أو البرتقالية اللون (مثل المانغا، والشمام، والمشمش…). ويوصى عموماً بدمج المصادر الحيوانية مع المصادر النباتية كل يوم.
 
الفيتامينات B وتساقط الشعر
يعتبر الفيتامين B6 مسؤولاً عن قوة الشعر لأنه يعزز تكوّن مادة السيستين، الحمض الأميني الكبريتي الموجود في كيراتين الشعر. أما الفيتامينان B5 و B8 فيعززان قوة الشعر من خلال تسهيل تجدد الخلايا في فروة الرأس. وأخيراً، يعزز الفيتامين C نمو الشعر ويحسن حيويته. وفي حال المعاناة من نقص في هذه الفيتامينات، يضعف الشعر ويبدأ بالتساقط.
يوصى عموماً بتناول المكملات الغذائية المشتملة على جرعات ملائمة من هذه الفيتامينات، كي يتجدد الشعر ويصبح أقوى. لكن تبرز الحاجة إلى علاج لمدة ثلاثة أشهر لملاحظة الفرق.
 
الفيتامينان B2 وB3 وتشقق الشفاه
تشقق الشفاه هو التهاب جلدي ناجم عن جفاف دائم في زاوية الفم، مما يؤدي إلى تشققها. يؤدي الفيتامينان B2 وB3 دوراً أساسياً في أيض بروتينات البشرة، إذ يسهم الفيتامين B2 في مرونة البشرة، ويعزز الفيتامين B3 إنتاج الكيراتين. ويمكن لأي نقص في هذين الفيتامينين أن يحدث خللاً في توازن البشرة وقدرتها الطبيعية على ترميم نفسها.
لا يستطيع الجسم إنتاج الفيتامينين B2 وB3 لوحده، ولذلك يجب تناول الأطعمة الغنية بهما بشكل يومي. وأبرز الأطعمة المشتملة على هذين الفيتامينين هي كبدة الدجاج والعجل، وخميرة البيرة، ورشيم القمح، والخضار ذات الأوراق الخضراء، ومشتقات الحليب، والتونة.
وإذا استمر تشقق الشفة لوقت طويل، لا بد من مراجعة الطبيب إذ تعزى المشكلة ربما إلى التهاب فطري أو بكتيري يستلزم علاجاً محدداً.
 
الفيتامين D وهشاشة العظام والأسنان
يتيح الفيتامين D تثبيت الكلسيوم في الأسنان والعظام، بعد تسهيل امتصاصه في الجهاز الهضمي. ويمكن لنقص الفيتامين D أن يؤدي إلى ترقق العظام وتكسر الأسنان، علماً أن عدداً كبيراً من الأشخاص يعانون لسوء الحظ من نقص في الفيتامين D.
يوصى بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامين D، مثل زيت السمك، والسمك الدهني، والمرغرين، والزبدة، والبيض. لكن لا بد أن يترافق الفيتامين D مع الكلسيوم ولذلك يوصى بتناول حصة من مشتقات الحليب في كل وجبة طعام. ولا ننسى طبعاً أهمية التعرض لأشعة الشمس لأن 70 إلى 80 في المئة من الفيتامين D تنتجه البشرة بفعل تأثير الأشعة فوق البنفسجية.
 
الفيتامينات B وC وE ومشكلات الذاكرة
يعمل الفيتامين E بالتزامن مع الفيتامين C لحماية الخلايا العصبية من الجذور الحرة، المسؤولة عن شيخوختها المبكرة. أما فيتامينات المجموعة B فتحسن عمل بعض الناقلات العصبية. وفي حال وجود نقص في هذه الفيتامينات، تتضاءل الذاكرة والقدرات الإدراكية.
لهذا السبب، يوصى بتناول المكملات الغذائية المشتملة على كل هذه الفيتامينات، مع ضرورة التركيز على استهلاك أحماض أوميغا 3، المكونات الأساسية في أغشية الخلايا العصبية.
 
الفيتامينان C وK ونزيف اللثة
يؤدي الفيتامين C دوراً أساسياً في تجدد أنسجة اللثة، من خلال التدخل في إنتاج الكولاجين وضمان استقراره. أما الفيتامين K فهو ضروري لتخثر الدم. وفي حال وجود نقص في هذين الفيتامينين، تعجز اللثة عن مقاومة الجروح العادية وتجد صعوبة في الاندمال.
لا بد إذاً من تحفيز البكيتريا الجيدة في الأمعاء لأنها تنتج الفيتامين K. يمكن تناول الألبان ثلاث مرات يومياً، أو تناول المكملات الغذائية الخاصة. كما يتواجد الفيتامين K في الصعتر اليابس، والبقدونس الطازج، والحبق الطازج، والسبانخ المطهو، وزيت الصويا.
أما الفيتامين C فيمكن الحصول عليه من خلال تناول الفاكهة الحمضية، والكيوي، والبقدونس، والفراولة، والفليفلة الحمراء….
 
الفيتامينان C وB والتعب المزمن
يعتبر المدخنون أكثر عرضة لنقص الفيتامين C، علماً أن هذا الفيتامين يحفز الغدد الكظرية التي تحافظ على النشاط الجسدي وتعزز دفاعات الجسم. أما مجموعة الفيتامين B فتحارب التعب النفسي والفكري.
يمكن تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين C (التي ذكرناها قبلاً) أو تناول المكملات الغذائية. أما الفيتامينات B1 وB6 وB9 فهي موجودة في الخميرة، ورشيم القمح، وكبدة العجل.

التعليقات معطلة.