في عالمٍ يزداد فيه الوعي بأهمية الصحة النفسية، ما زلنا نقع في فخ العبارات الجارحة التي قد نوجهها، دون قصد، للأشخاص حين يعانون من الاكتئاب. فكثيرًا ما نلجأ إلى كلمات نعتقد أنها مشجعة، لكنها في الواقع تُشعر الشخص المكتئب بعدم الفهم، أو حتى بالذنب لكونه غير قادر على التخلص من هذا الشعور.
ولأنّ الكلمات لها قوة، إمّا أن تُنهك النفس أو تُشفيها، إليكم كيف نحول ردود الفعل التلقائية إلى إجابات واعية تُظهر لأحبائنا أننا بجانبهم حقًا؟
ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” ما تمرّ به يبدو مؤلمًا جدًا. أريد أن أفهمه أكثر”.
إذا أخبرت شخصًا أنّ وضعه يمكن أن يكون أسوأ، فأنت تقول له إنّ “ألمه ليس شرعيًا إلا إذا تجاوز عتبةً عشوائية”، كما تقول جيوليتي-رايت. ومن المحتمل أن يجعله ذلك يعتقد أنه لا يستحق المساعدة — مما يزيد من الشعور بالذنب ولوم الذات المرتبط عادةً بالاكتئاب.
“اخرج من هذا المزاج”!
ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” لا أعرف بالضبط ما أقول، لكني هنا”.
الصراخ على شخص ما ليخرج من اكتئابه غير مفيد لأسباب كثيرة لا تحصى كما يمكن أن يؤدي إلى الخجل الداخلي.
ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” هل ترغب في التحدث عن مشاعرك”؟
تقول جيوليتي-رايت إنّ اتهام شخص مكتئب بالمبالغة هو رد فعل “كلاسيكي”. كما أنّه يُبطل مشاعرهم، ويمكن أن يكون ضارًا بشكل خاص للنساء، اللواتي يواجهن بالفعل رسالة ثقافية تساوي بين العاطفة والعقلانية. وهذا يُعلمّ الاشخاص كبت مشاعرهم بدلاً من استكشافها. وهذا أكثر ما يحتاجه الانسان المكتئب.
ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” يبدو هذا ثقيلًا حقًا. أنا هنا لدعمك بأي طريقة أستطيع”.
هذا رد فعل حسن النية غالبًا ما ينبع من الرغبة في جعل موقف غير مريح يبدو طبيعيًا. ولكن بدلًا من ذلك، فهو يقلّل من شأنه. بالإضافة إلى ذلك، الاكتئاب ليس مجرد شعور بالحزن؛ يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل التعب وضبابية الدماغ والعزلة الاجتماعية والأفكار الانتحارية وزيادة الوزن أو فقدانه.
ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” أنا سعيد جدًا أنك شاركتني هذا. لا داعي للتظاهر أمامي”.
غالبًا ما يلاحظ الناس أنّ أصدقاءهم الذين يعملون بكفاءة يبدون بخير، لكن هذا يعكس “نظرة مشوهة للاكتئاب، حيث لا يأكل الناس ولا ينامون ولا يذهبون إلى العمل ويبدون في حالة لا يرثى لها. والكثير من الناس يعملون بجد لإخفاء أعراضهم بسبب الخجل أوخوفًا من أن يكونوا عبئًا على غيرهم.