إحذفها من قاموسك.. أسوأ عبارات يمكن قولها لشخص مكتئب!

2

في عالمٍ يزداد فيه الوعي بأهمية الصحة النفسية، ما زلنا نقع في فخ العبارات الجارحة التي قد نوجهها، دون قصد، للأشخاص حين يعانون من الاكتئاب. فكثيرًا ما نلجأ إلى كلمات نعتقد أنها مشجعة، لكنها في الواقع تُشعر الشخص المكتئب بعدم الفهم، أو حتى بالذنب لكونه غير قادر على التخلص من هذا الشعور.

ولأنّ الكلمات لها قوة، إمّا أن تُنهك النفس أو تُشفيها، إليكم كيف نحول ردود الفعل التلقائية إلى إجابات واعية تُظهر لأحبائنا أننا بجانبهم حقًا؟

لم يتوصل الباحثون، إلى حدّ الآن، إلى فهم ما الذي يسبب الاكتئاب. ولكن ما هو واضح أن لا علاقة له بالاستيقاظ واختيار عدم تقدير كل الأشياء الجيدة في الحياة.
لهذا السبب تشعر كلوديا جيوليتي-رايت، معالجة نفسية في نيويورك، بالضيق عندما يخبرها مرضى الاكتئاب بما يقوله أصدقاؤهم أو أفراد أسرتهم حتمًا لهم مثل:” لديك الكثير ممّا يدعو للامتنان!”.
إذ تعتقد أنّ هذه هي أسوأ طريقة على الإطلاق للرّد عندما يفتح شخص ما قلبه بشأن معاناته مع الصحة العقلية.
وتقول رايت: “هذا يوحي بأن الامتنان يجب أن يلغي الاكتئاب ويقمعَه، بينما هذا ببساطة ليس كيف يعمل الدماغ أو الجهاز العصبي. يمكنك أن تشعر بالتخدير التام وتكون ممتنًا في نفس الوقت. يمكنك أن تكون ناجحًا وتفكر بإيجابية في بعض الأشياء وما زلت مكتئبًا. هذه الحقائق تتواجد معًا، وعندما نفشل في تقبل كليهما، فإننا نخاطر بإسكات الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم أكثر من غيرهم”.
هذه العبارة هي واحدة من سلسلة عبارات مزعجة يُفضل عدم ذكرها لشخص يعاني من الاكتئاب ويفضل استبدالها بعبارات ألطف، إليك بعضًا منها:
“كان من الممكن أن يكون الامر أسوأ من ذلك”

ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” ما تمرّ به يبدو مؤلمًا جدًا. أريد أن أفهمه أكثر”.

إذا أخبرت شخصًا أنّ وضعه يمكن أن يكون أسوأ، فأنت تقول له إنّ “ألمه ليس شرعيًا إلا إذا تجاوز عتبةً عشوائية”، كما تقول جيوليتي-رايت. ومن المحتمل أن يجعله ذلك يعتقد أنه لا يستحق المساعدة — مما يزيد من الشعور بالذنب ولوم الذات المرتبط عادةً بالاكتئاب.

بدلاً من ذلك، ردّ بفضول بطريقة تثبت صحة تجربته. تقول جيوليتي-رايت إن هذه واحدة من أقوى الطرق لبناء شعور بالأمان في العلاقة، لأنها تظهر أنك موجود وتعاطفي.

“اخرج من هذا المزاج”!

ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” لا أعرف بالضبط ما أقول، لكني هنا”.

الصراخ على شخص ما ليخرج من اكتئابه غير مفيد لأسباب كثيرة لا تحصى كما يمكن أن يؤدي إلى الخجل الداخلي.

إذا لم تكن متأكدًا مما تقوله عندما يعاني صديقك من الاكتئاب، فلا بأس أن تخبره بذلك. لا تحتاج إلى كلمات مثالية. الأهم، كما تقول جيوليتي-رايت، هو أن تكون دافئًا ومنفتحًا وحاضرًا.
“أنت تبالغ في رد فعلك”

ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” هل ترغب في التحدث عن مشاعرك”؟

تقول جيوليتي-رايت إنّ اتهام شخص مكتئب بالمبالغة هو رد فعل “كلاسيكي”. كما أنّه يُبطل مشاعرهم، ويمكن أن يكون ضارًا بشكل خاص للنساء، اللواتي يواجهن بالفعل رسالة ثقافية تساوي بين العاطفة والعقلانية. وهذا يُعلمّ الاشخاص كبت مشاعرهم بدلاً من استكشافها. وهذا أكثر ما يحتاجه الانسان المكتئب.

“حسنًا، الجميع يشعر بهذا أحيانًا”

ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” يبدو هذا ثقيلًا حقًا. أنا هنا لدعمك بأي طريقة أستطيع”.

هذا رد فعل حسن النية غالبًا ما ينبع من الرغبة في جعل موقف غير مريح يبدو طبيعيًا. ولكن بدلًا من ذلك، فهو يقلّل من شأنه. بالإضافة إلى ذلك، الاكتئاب ليس مجرد شعور بالحزن؛ يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل التعب وضبابية الدماغ والعزلة الاجتماعية والأفكار الانتحارية وزيادة الوزن أو فقدانه.

لذا ، لا بدّ أن تتفهم أنّ ما يمرّ به صديقك يبدو صعبًا، ممّا يثبت الثقل العاطفي ويفتح الباب لمحادثة أعمق.
“ولكنك تبدو بخير”

ما يمكن قوله بدلاً من ذلك:” أنا سعيد جدًا أنك شاركتني هذا. لا داعي للتظاهر أمامي”.

غالبًا ما يلاحظ الناس أنّ أصدقاءهم الذين يعملون بكفاءة يبدون بخير، لكن هذا يعكس “نظرة مشوهة للاكتئاب، حيث لا يأكل الناس ولا ينامون ولا يذهبون إلى العمل ويبدون في حالة لا يرثى لها. والكثير من الناس يعملون بجد لإخفاء أعراضهم بسبب الخجل أوخوفًا من أن يكونوا عبئًا على غيرهم.

لهذا السبب من الأفضل أن تخبر صديقك أنّ بإمكانه أن يكون صادقًا معك. إذ إنّ الاعتراف هو مكون رئيسي للشفاء. وعندما نستقبل اكتئاب شخص ما بفضول بدلاً من التصحيح، وبالتعاطف بدلاً من التقييم أو النصيحة، فإننا نصبح جزءًا من بيئته الشافية.

التعليقات معطلة.