في وقت لم يصدر فيه رد رسمي من القاهرة بشأن الإعلان الإسرائيلي عن «إسقاط مسيَّرة اخترقت الأجواء من مصر»، عدَّ خبراء وبرلمانيون مصريون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، المزاعم الإسرائيلية بمثابة «محاولة للضغط على القاهرة من جانب حكومة نتنياهو وإشغالها بملف تهديد أمنها من جانب الحدود المصرية، بعد موقف مصر الرافض والمناهض لخطة تهجير سكان غزة».
وصباح الأربعاء، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الأخير أحبط تهريب 13 قطعة سلاح بعد إسقاطه مسيَّرة اخترقت الأجواء من الأراضي المصرية.
وحتى كتابة التقرير لم تعلق القاهرة على الإعلان الإسرائيلي، وسعت «الشرق الأوسط» للحصول على رد مصر، عبر الشؤون المعنوية للقوات المسلحة المصرية، لكن لم يتسنَ الحصول على ذلك.
وعلَّق وكيل المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد على الإعلان الإسرائيلي قائلاً: «إسرائيل تحاول إلقاء فشلها على الجميع وخصوصاً مصر»، حسب وصفه.
رشاد الذي كان يشغل رئيس ملف الشؤون العسكرية الإسرائيلية بالمخابرات المصرية، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر نجحت في تحقيق (هدنة غزة)، وهذه الهدنة لها رد فعل عنيف مضاد لدى قطاع كبير من المتطرفين الإسرائيليين، كما أن طوابير عودة الفلسطينيين من جنوب غزة إلى وسطها وشمالها تمثل أكبر صفعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته، وما حدث يمكن أن يؤدي إلى تمزق في الشعب الإسرائيلي المنقسم حول أحداث غزة».
وتابع: «لذلك؛ فإن حكومة إسرائيل تحاول أن تتلكك بأي شيء لتعليق فشلها عليه»، مشيراً إلى أن «ما تقوله إسرائيل لا يستحق التعليق عليه، ففرضاً أن مسيَّرة اخترقت الحدود من مصر كما تزعم تل أبيب فماذا ستحمل؟… لن تحمل أسلحة ثقيلة بالقطع، وما تحمله لا يمثل أي تهديد لقرية وليس دولة تدعي أنها قوية».
وشدد على أن «تلك المحاولات مستمرة ومتكررة من إسرائيل مع كل فشل تتعرض له، وبالقطع هي تفعل ذلك حالياً بسبب رفض مصر القاطع لمسألة تهجير الفلسطينيين من غزة».
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بشكل قاطع رفض مقترح التهجير الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب قائلاً إن «تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لن تشارك فيه مصر التي لديها موقف ثابت وتاريخي من تلك القضية».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان له «رصد وإسقاط مسيَّرة عبرت من الأراضي المصرية» موضحاً أنها «كانت تحمل أربع بنادق وخمسة خراطيش والمئات من الرصاصات»، وأنه «تم نقل الأسلحة والذخيرة إلى قوات الأمن لمزيد من التحقيق».
أيضاً، في فبراير (شباط) الماضي قال الجيش الإسرائيلي، إنه أسقط طائرة مسيَّرة تهرّب أسلحة من الأراضي المصرية إلى إسرائيل، وإنه عثر على 4 بنادق ومسدس بعد إسقاط المسيَّرة.
ولم تعلق القاهرة كذلك على تلك البيانات من الجيش الإسرائيلي. في حين قال عضو مجلس الشيوخ المصري أسامة الهواري، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه محاولات التفاف خبيثة من الجانب الإسرائيلي، وتأتي في إطار سلسلة الشائعات والأكاذيب الممنهجة التي تطلقها إسرائيل دوماً ضد مصر في محاولة للتأثير على القرار المصري الرافض للتهجير والداعم للقضية الفلسطينية دوماً».
وأكد أن هذه «الشائعات لن تؤثر في القرار المصري، وما تفعله إسرائيل في مجمله معروف ومفهوم، وهذه الأمور ليست غريبة على إسرائيل وننتظر منها الفترة المقبلة شائعات أكثر».
وشدد على أن «الشعب المصري كله يقف خلف القيادة المصرية في قرارها برفض التهجير، وهذا ظهر خلال الأيام الماضية من حجم التفاعل الضخم الرافض للمقترح الأميركي بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن».