إليكِ الطريقة الأكثر فاعلية لمواجهة خطر سرطان المبيض

1

تعبيرية

قد لا يكون سهلاً على مريضة سرطان المبيض أن تكتشف إصابتها بالمرض، خصوصاً أن أعراضه قد تتشابه مع تلك المرافقة لمشكلات صحية بسيطة أخرى. هذا ما أكّدته 4 مصابات بسرطان المبيض في شهاداتهن ضمن ندوة أقامتها جمعية بربارة نصار لمساعدة مرضى السرطان، بدعم من شركة استرازينيكا. تلك الأعراض البسيطة التي يمكن أن تلاحظها الأم ولا تعيرها أهمية، كالشعور بالشبع والنحول والنفخة والتي قد لا تدعو للقلق ترتبط في الواقع بالإصابة بسرطان المبيض. هذا ما يستدعي عدم إهمال أيّ عارض يمكن أن يظهر لدى المرأة واستشارة الطبيب تجنباً لتطور الحالة بشكل يصبح أكثر صعوبة التدخل فيه. من المعلوم أنّ سرطان المبيض الذي غالباً ما تتمُّ الاستهانة به، في ظل التركيز على التوعية حول سرطان الثدي، هو بشكل عام من السرطانات التي غالباً ما يتأخر تشخيصها، نظراً لأنه لا تظهر له أعراضٌ واضحة دائماً.
ما مدى انتشار سرطان المبيض؟يعتبر سرطان الثدي السرطان النسائي الأكثر شيوعاً بحسب رئيس قسم أمراض الدم والأورام في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية-مستشفى رزق الدكتور هادي غانم. إلا أن سرطان المبيض يعتبر أيضاً من السرطانات النسائية الشائعة ويحتلُّ المرتبة السابعة بين مختلف أنواع السرطان التي تصيب المرأة. والأهم أنّه يحتل المرتبة الثامنة بين السرطانات الفتاكة التي تسبب الوفاة. علماً أن أكثر من 300 ألف امرأة تصاب بسرطان المبيض في العالم سنوياً، فيما تحصل 200 ألف حالة وفاة سنوية بسببه، ما يستدعي الحرص على نشر الوعي حول أهمية التشخيص المبكر والمعالجة الفعالة لمواجهة المرض.وتجدر الإشارة إلى أن الأرقام تظهر ارتفاع نسب الإصابة بسرطان المبيض في لبنان التي تعتبر من الأعلى في العالم، بعكس المناطق المحيطة. لكن وفق ما يوضحه غانم إنّ هذه الأرقام قد لا تدل حكماً على ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض، بل يمكن أن يرتبط ذلك بتراجع معدلات تشخيص المرض في مناطق أخرى تظهر الأرقام انخفاض مع معدلات الإصابة بالمرض فيها.    

في أي عمر يزيد خطر الإصابة بسرطان المبيض؟

ثمة فكرة شائعة بأن سرطان المبيض لا يصيب المرأة إلا لدى من هي في سن متقدمة. في الواقع العمر الوسطي للإصابة بالمرض هو 50 أو 60 سنة. كما أنه يمكن أن يصيب سيدات دون سن 50 سنة، وبنسبة تزيد عن 10 في المئة لمن هم دون سن 45 سنة. حتى أنه قد يصيب البعض دون سن 20 سنة. كما تشير الأرقام إلى أن معدلات الإصابة بالمرض دون سن الخمسين في لبنان تعتبر مرتفعة بالمقارنة مع دول أخرى لأسباب جينية وربما لأسباب أخرى غير معروفة بعد. هذا ما يستدعي الحرص على التشخيص في سن مبكرة بما أن المرأة يمكن أن تكون عرضة في أي عمر كان للإصابة.وبقدر ما تكون مرحلة التشخيص مبكرة، تزيد فرص التعافي من المرض الذي له نتائج خطيرة لا يمكن الاستهانة بها. والجدير بالذّكر أنّ نسبة 20 في المئة فقط من الإصابات تشخص في مرحلة مبكرة، هذا ما يخفض فرص التعافي من المرض إلى 50 في المئة فقط.

ما الأعراض التي تشير إلى الإصابة بسرطان المبيض؟

للأسف، ما من مؤشرات واضحة يمكن أن تُنذِر المرأة بإصابتها بسرطان المبيض. فمعظم الأعراض المرافقة لها يمكن أن ترتبط بمشكلات صحية أخرى قد لا تعيرها أهمية، بعكس ما يحصل مع سرطان الثدي، ومنها: – التعب- آلام الظهر- ضيق النفس- تراجع الشهية- انخفاض الوزن- غثيان-تقيؤ- إحساس بالشبع- تشنجات في المعدة هذا مع الإشارة إلى أن الكثير من هذه الأعراض يمكن أن يظهر بشكل متقطع وليس بشكل متواصل. لكن يشدّد غانم على أهمية التركيز على أي عارض يحصل بشكل متكرر ومن دون سبب واضح، وضرورة استشارة الطبيب مباشرة للتأكد من سببه وما إذا كان مرتبطاً بالإصابة بالسرطان، خصوصاً أن الكشف المبكر هو السلاح الأكثر فاعلية في مواجهة المرض. لكن المشكلة في أنه ما من وسائل للكشف المبكر لسرطان المبيض، كما في أنواع أخرى من السرطان. هذا ما يؤكد على أهمية الوعي والتدقيق في أي عارض متكرر يمكن أن تلاحظه المرأة. فهذا ما قد يساعد على كشف المرض في أولى مراحله.
ما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان المبيض؟في معظم الأحيان لا تحصل الإصابة بسرطان المبيض بسبب وجود حالات في العائلات. نسبة 10 أو 15 في المئة من المصابات بسرطان المبيض يحملن الطفرة الجينية المرتبطة بالإصابة بالمرض، هذا لا يعني أنه ثمة حالات في العائلة حكماً. لكن يشير غانم إلى وجود عوامل عديدة يمكن أن تساهم في الإصابة بالمرض بغياب العامل الوراثي وقد لا تكون هناك حالات في العائلة، وإن كان ذلك يزيد من الخطر أيضاً ومن احتمال الإصابة.أما العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى ذلك فهي: – تعرُّض المرأة للهرمونات كما في حال البلوغ المبكر والتأخير في موعد انقطاع الطمث – اللجوء إلى العلاج البديل للهرمونات في مرحلة انقطاع الطمث بهدف الحد من الأعراض المرافقة. أما العوامل التي تساهم في الحماية من سرطان المبيض فهي: – الرضاعة- الحمل- الخضوع لجراحة استئصال الرحم- تناول حبوب منع الحمل.
ما أهمية الفحص الجيني لمواجهة سرطان المبيض؟

تعتبر المرأة التي تحمل الطفرات الجينية BRACA1 وbraca2 أكثر عرضة للإصابة بسرطان المبيض بمعدلات مرتفعة. وبالتالي يمكن أن يساعد الفحص الجيني على اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية الممكنة للحد من الخطر ويجب عدم التهرب من هذا الواقع لتكون المواجهة أكثر فاعلية.أما من يحتجن أكثر إلى إجراء هذا الفحص: – من لديهن حالات سرطان ثدي أو مبيض في العائلة- في حال الإصابة بسرطان الثدي. عندها قد لا يتوافر فحص الكشف المبكر إنما يمكن للمرأة أن تحمي نفسها من سرطان المبيض بطريقة جذرية عبر الاستئصال التام للمبيض. أما في حال كشف الطفرة الجينية في سن مبكرة لدى شابة في سن الإنجاب، فيمكن اللجوء إلى الفحوص المنتظمة علّ ذلك يساعد على الكشف المبكر.

التعليقات معطلة.