يبدو أن مصير الأندية الإيطالية الكبيرة أن تبقَ ضحية مشاكل الملّاك وعدم الاستقرار الذي ضربها منذ أن سيطرت الأزمة الاقتصادية على إيطاليا وتسببت بخروج ملّاك العصر الذهبي لقطبي ميلانو بيرلسكوني وموراتي من الناديين ليغيب الاستقرار منذ ذلك الحين عنهما، وحتى حين بدا أن إنتر بات بطريقه لاستعادة بريق الماضي جاءت أزمة جديدة لتتسبب بإدخال النادي بنفق مظلم جديد. ترتبط القضية بحصول رئيس النادي الصيني ستيفن زهانغ، الممثل لمجموعة زونينغ القابضة المالكة للنادي، على قرض من شركة التمويل الأميركية أوكتري ومنذ البداية تم تصنيف القرض على أنه عالي الخطورة، لذا تم منح النادي فترة إضافية للتسديد لكن هذه الفترة ستنتهي في 20 مايو، أي بعد أقل من شهرين، وحين يحين ذلك الموعد سيكون على زهانغ أن يسدد مبلغ 325 مليون يورو، 225 مليون يورو المتبقي من القرض و100 مليون يورو ضرائب، وبحسب الصحف الإيطالية فإن زهانغ غير قادر على إيجاد حل لتأمين هذا المبلغ بالموعد المحدد وحينها ستضع أوكتري يدها على النادي وتسيطر عليه. صحيفة “كوريري ديلو سبورت” قالت قبل أيام أن الشركة الأميركية رفضت طلب إنتر بإعطاء زهانغ مدة إضافية تصل إلى عام لتسديد ما بقي من القرض لذا فإن زهانغ وقع بين خيارين حلوهما مر، إما أن يلجأ لشركة تمويل أخرى ويطلب الحصول على المبلغ أو أن يستسلم للريح ويسمح لأوكتري بأن تسيطر على النادي. موضوع الحصول على قرض بهذا الرقم لن يكون سهلاً فإن كان القرض السابق قد صُنف بأنه عالي الخطورة، فبالتأكيد سيكون من الصعب جداً أن يحصل زهانغ على قرض بقيمة أكبر من القرض الماضي مع احتساب الفائدة التي سيدفعها حالياً، إضافة إلى أن وضعية الصيني حالياً لن تكون موضع ثقة بالنسبة لأي شركة تمويل. الصحف الإيطالية تقول أن زهانغ بدأ بالاختفاء من المشهد، ولم يظهر في إيطاليا طوال الموسم الحالي بصورة قد تحمل مؤشراً أولياً عن أنه بدأ يستعد للرحيل لكن مازال من غير الواضح كيف ممكن أن يكون مصير النادي بحال سيطرة أوكتري عليه وهنا سيقع الحمل على المدير التنفيذي ماروتا والذي يرتبط بعقد مع النادي حتى عام 2027 ولو أن النادي سيسير غالباً بسياسة تقشفية إلى أن يصبح من الواضح ما إذا كانت أوكتري تنوي الاحتفاظ بالنادي أم أنها ستقوم فقط بتجهيزه لعملية البيع. تولى ستيفن زهانغ إدارة إنتر في أكتوبر (تشرين الثاني) 2018 ليصبح أصغر رئيس بتاريخ إنتر بعمر 28 عاماً فقط لكن يبدو أن قلة خبرة ابن الملياردير الصيني زهانغ جيندونغ لم تساعده بالتخطيط لمستقبل النادي ليغرق بدين غير محسوب. الشهران القادمان قد يكونان الأهم بالتاريخ الحديث لإنتر، فرغم قرب الاحتفال بلقب الدوري يبدو أن مستقبل نيراتزوري لن يكون بأمان الصيف المقبل.
التعليقات معطلة.