إنجاز طبي لبناني جديد في الاغتراب يعيد الأمل بالإنجاب لمريضة سرطان

1

تعبيرية


مرّة جديدة تبرز قدرات اللبناني في مجال الطب، كما في مجالات أخرى عديدة. إذ تمكن الطبيب اللبناني الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد والمتخصص في جراحة سرطانات المرأة في الأعضاء التناسلية الدكتور جان-ماري اسطفان، أن يعيد الأمل بالإنجاب إلى مريضة شابة أُصيبت بالسرطان في سن مبكرة، وكانت مهدّدة بفقدان القدرة على تأسيس عائلة والإنجاب بسبب علاج المرض. 

بعد تخصصه في الجراحة النسائية والتوليد، تخصص اسطفان في الجراحة الخاصة بالأورام السرطانية للمرأة في الأعضاء التناسلية في الولايات المتحدة حيث يعمل منذ سنوات عديدة. وعندما قصدته مريضة بعمر 29 سنة مصابة بسرطان القولون، ومهدّدة بفقدان القدرة على الإنجاب بسبب العلاج بالأشعة الذي لا بدّ لها من الخضوع له، حرص على توفير الحل لها لتتابع حياتها بشكل طبيعي بعد تعافيها من المرض، بدلاً من أن تخضع لفقدان الطمث في سن مبكرة كما قد يحصل عادةً. فإذا كانت آثار العلاج الكيميائي في هذا المجال موقتة ومن الممكن استعادة وظائف الجهاز التناسلي بعد وقفه، كما يوضح، تُعتبر الأضرار الناتجة من العلاج بالأشعة نهائية ولا سبيل للرجوع عنها في حال فقدان هذه الوظائف، وهو ما يحصل بطبيعة الحال لدى الخضوع للعلاج بالأشعة. وكانت المريضة المصابة بورم سرطاني في القولون، وتحديداً في موضع في القولون قريب من الحوض، مضطرة للخضوع إلى العلاج بالأشعة بالدرجة الأولى، يليه العلاج الكيميائي، قبل أن تخضع لجراحة استئصال الورم. اتخذ اسطفان قراراً بإجراء جراحة تنقذ وظائف الأعضاء التناسلية للمريضة في فترة العلاج، وهي جراحة تجري للمرّة الأولى في الولاية وللمرّة الثانية في الأراضي الأميركية. وتقضي العملية التي أُجريت بالمنظار بفصل بيت الرحم عن المهبل والمبايض ونقلها إلى مستوى أعلى، في إجراء يمتاز بدقة عالية. وبتمّ إيصال بيت الرحم بالبطن بشكل يحافظ على وظائف كافة الأعضاء التناسلية ويسمح باستمرار الدورة الشهرية من الصرّة. بهذه الطريقة كان من المكن حماية هذه الوظائف من الأضرار الناتجة من العلاج بالأشعة، والإبقاء على فرص الإنجاب للمريضة التي لا تزال في مقتبل العمر. هذا، على أن يعيد اسطفان الأعضاء إلى موضعها الأساسي بعد 6 أشهر، حين يحين موعد إجراء جراحة استئصال الورم السرطاني وبعد خضوع المريضة للعلاجين بالأشعة والكيميائي. وفق ما يوضحه اسطفان، أُجريت كل الفحوص اللازمة خلال العملية للتأكّد من صحة الوظائف، إضافة إلى الفحوص التي أُجريت بعدها مع الفحوص الخاصة بالهرمونات. وتمّ التأكّد من أنّ كلها مستمرة بشكل طبيعي. من خلال هذه الجراحة التي أجراها الطبيب اللبناني، قدّم فرصة جديدة للمريضة عينها، ولكل مريضة يمكن أن تصاب بالسرطان في سن مبكرة، لمتابعة الحياة بشكل طبيعي وتأسيس عائلة والإنجاب بعد التعافي من المرض. ولهذا الإجراء الذي يمكن اللجوء إليه في أي حالة سرطانية في موضع قريب من الحوض وليس في بيت الرحم والمبيض، أهمية قصوى، خصوصاً حالياً مع ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون وغيره من أنواع السرطان في سن مبكرة. 

التعليقات معطلة.