إنجاز في علاج الإكزيما باكتشاف دواء غير متوقع ضد الحكة

17

أبحاث شارفت على فك ألغاز حكة الإكزيما تمهيداً لعلاجها (أفريداي هيلث.كوم)

وضع حد للشعور بالحكة والتوصل إلى علاج للحك يكتسيان الأهمية نفسها بالنسبة إلى عدد من العلماء الذين يوشكون على تحقيق اختراق طبي في التصدي للإكزيما فيما يتطلعون إلى التخلص من الحكة التي تتسبب بها هذه الالتهابات الجلدية المزمنة.

توصل باحثون من جامعة “هارفرد” الأميركية إلى تحديد البكتيريا المسؤولة عن الرغبة الملحة في حك البشرة، علماً أن الأخيرة تشعرك بالارتياح بيد أنها تتسبب بمزيد من الالتهابات والضرر لبشرة المصاب بالإكزيما.

ويعتقد الباحثون أنه باللجوء إلى تعديل صغير، ينجح علاج متوفر بسهولة أصلاً ضد تجلطات أو تخثرات الدم في كسر الحلقة المزعجة المتمثلة في الإحساس بالحكة، ثم خدش البشرة، وما يليها من شعور بالارتياح، ثم تكرار الأمر عينه.

فقد تبين أنه في المستطاع تحويل دواء “فوراباكسر” vorapaxar المصنوع على شكل أقراص، والمعتمد في الولايات المتحدة ولكن ليس في المملكة المتحدة، إلى دواء على شكل كريم موضعي يأملون في أن يوقف الإحساس بحكة البشرة التي تصل إلى الدماغ.

ليوين دينغ، زميلة أبحاث في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة “هارفرد” تولت الإشراف على البحث، قالت في هذا الشأن: “نهضنا باختبار كي نرى ما إذا كان في مقدورنا منع المستقبل [العصبي] وتقليل الحكة لدى الفئران. في النتيجة، وجدنا أنها طريقة ناجعة حقاً”.

للأسف، واحد من كل خمسة أطفال وواحد من كل 10 بالغين يعانون الإكزيما، علماً أن هذه الحالة الصحية تسبب بقعاً جافة على البشرة وحكة في الجلد. تكون هذه الحالة متوارثة بين أفراد العائلات، فيما تظهر الأعراض في الطقس الجاف أو عندما يلامس المصابون مادة مهيجة، مثل بعض منظفات الغسيل.

وفي تعقيبه على النتائج، قال إسحاق تشيو، بروفيسور مساعد في علم المناعة في كلية الطب في جامعة “هارفرد”: “وجدنا أن الحكة قد تنجم مباشرة عن أحد مسببات الأمراض البكتيرية، ويسمى ’المكورات العنقودية الذهبية‘ Staphylococcus aureus، وهو ميكروب شائع جداً موجود لدى نحو 30 في المئة من الناس، خصوصاً في الأنف.”

ووجد الباحثون، الذين نشرت أعمالهم في المجلة العلمية “سيل” Cell، أنه عندما يسمح للبكتيريا بالتفاقم، فإنها تؤدي إلى تفاعل متسلسل يطلق الرغبة في حك البشرة.

أولاً، تطلق البكتيريا إنزيماً يلتصق بالأعصاب الموجودة في البشرة. ويسفر عن ذلك تنشيط البروتين الموجود على العصب، والذي ينقل إشارات الحكة من الجلد إلى الدماغ.

وفق تشيو: “ليست الحكة مجرد وهم في رؤوسنا، بل تعزى إلى أعصاب محددة ترسل إشارات إلى الدماغ. في الواقع، يكون الشعور بالحكة ممتعاً عندما تكون قادراً على حكها، ولكن الخدش يسبب مزيداً من الضرر للبشرة، مما يؤدي إلى ظهور الالتهاب”.

وأضاف تشيو أن هذه الفرضية لا تنطبق على بعض أنواع الحكة. فبضعها يعزى إلى الإصابة بميكروبات أو فطريات أو فيروسات أخرى، بينما يرتبط بعضها الآخر بحالات صحية معينة مثل أمراض الكبد. وختم بالقول

“هذا [ما تقدم] يسلط الضوء على الجوانب الغامضة من [أسباب] الحكة”.

التعليقات معطلة.