حذر خبراء من انتشار سلالة جديدة متحورة من فيروس الإنفلونزا تتصدر عناوين الأخبار بوصفها «إنفلونزا خارقة»، واصفين هذا الموسم «بأنه سيكون صعباً للغاية».
ووفقاً للمجلة الطبية البريطانية (BMJ)، يُعزى موسم الإنفلونزا المبكر والحاد في المملكة المتحدة إلى سلالة متحورة من فيروس الإنفلونزا (A H3N2) تُعرف باسم السلالة الفرعية K.
وقد عبرت هذه السلالة المحيط الأطلسي، وهي الآن السلالة السائدة في الولايات المتحدة، حيث تسببت في مستويات عالية جداً من الإنفلونزا في نيويورك، ورود آيلاند، وكولورادو، ولويزيانا، وولايات أخرى، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة.
قال نيل مانيار، مدير برنامج ماجستير الصحة العامة في جامعة نورث إيسترن الأميركية: «لقد تضررت المملكة المتحدة بشدة من هذا الفيروس»، كما هو الحال في أوروبا وأستراليا. وأضاف في بيان، الثلاثاء: «أعتقد أن هذا يعد مؤشراً قوياً لما يُحتمل أن نشهده هنا. سيكون موسم إنفلونزا صعباً للغاية»، مشدداً على أن سلالة الإنفلونزا السائدة حالياً قد تؤدي إلى «أمراض خطيرة للغاية».
وتابع: «أما القلق الآخر فهو عدم توافق اللقاح الحالي بشكل جيد مع لقاح هذا العام، مما يعني احتمال وجود نسبة أكبر من السكان عرضة للإصابة بالإنفلونزا».
ووفقاً لـ«مايو كلينك»، تشمل أعراض الإنفلونزا السعال والصداع وآلام العضلات والإرهاق والتعرق والقشعريرة.
وتشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى تسجيل 4.6 مليون حالة إصابة بالإنفلونزا هذا الموسم، بما في ذلك 49 ألف حالة استدعت دخول المستشفى و1900 حالة وفاة، من بينها حالتا وفاة بين الأطفال.
وقالت الدكتورة إليزابيث هدسون، المديرة الطبية الإقليمية للأمراض المعدية في كايزر بيرماننت جنوب كاليفورنيا: «نحن الآن في مرحلة نشهد فيها ارتفاعاً حاداً في حالات الإنفلونزا. هذا يحدث قبل بضعة أسابيع من المعتاد».
وقالت إدارة الصحة العامة في كاليفورنيا إن هذه السلالة «تتسبب في موسم إنفلونزا نشط ومبكر، مع تسجيل المزيد من الحالات في بعض دول نصف الكرة الشمالي».
وقال براندون ديون، الأستاذ المساعد في الصيدلة وعلوم النظم الصحية بجامعة نورث إيسترن، إن المشكلة تكمن في أن سلالة الإنفلونزا قد مرت بطفرات متعددة في بروتينات الهيماغلوتينين السطحية، وهي البروتينات المستخدمة لتحفيز استجابة الأجسام المضادة في إنتاج اللقاح.
وأضاف: «لهذا السبب، فإن اللقاح ليس متطابقاً تماماً مع الفيروس كما هو الحال مع سلالة (H3N2) التي استُخدمت في تطويره».
وعادةً ما تتراوح فعالية لقاحات الإنفلونزا بين 40 و60 في المائة. لكن تقريراً مبكراً خرج من المملكة المتحدة يُقدّر فعالية اللقاح بنسبة تتراوح بين 32 و39 في المائة لدى البالغين، وبين 72 و75 في المائة لدى الأطفال، وفق ديون.
وعلى الرغم من هذا التباين، أكد مانيار أهمية الحصول على لقاح الإنفلونزا، «من أهم أهداف لقاح الإنفلونزا تخفيف حدة المرض في حال الإصابة به».
وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة بتلقي لقاح الإنفلونزا للأشخاص من عمر 6 أشهر فما فوق. وبينما أوصت الوكالة الصحية الفيدرالية بإعطائه في سبتمبر (أيلول) أو أكتوبر (تشرين الأول)، قال مانيار إنه لم يفت الأوان بعد للتطعيم الآن.
وأضاف: «إذا لم تتلقوا اللقاح بعد، فاحصلوا عليه. من الضروري الحصول عليه مع اقتراب موسم الأعياد، ورأس السنة الجديدة».

