اخبار رياضية

إنكلترا… الكعكة التي زينتها الأتربة

منتخب إنكلترا. (أ ف ب)

علاء علي
للوهلة الأولى يمكن لجميع عشاق الساحرة المستديرة وضع اسم منتخب إنكلترا ضمن قائمة أبرز المرشحين لتحقيق لقب كأس أمم أوروبا 2024، بجانب منتخبات مثل إسبانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وحامل اللقب المنتخب الإيطالي.

جماهير منتخب الأسود الثلاثة لا تطالب فقط الفريق الإنكليزي بالمنافسة على اللقب، بل ترغب في الاستمتاع بكرة قدم جميلة تُقدّم في ظل تواجد نخبة من النجوم أمثال هاري كين وجود بيلينغهام وفيل فودين وكيفين بالمر وبوكايو ساكا وإيفان توني وأولي واتكينز.

يمتلك المنتخب الإنكليزي نخبة من النجوم تألّقت مع أندية كبيرة أوروبياً في الموسم الماضي، على غرار جود بيلينغهام المرشح بقوة للتتويج بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لعام 2024، والذي حقق في موسمه الأول مع ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني والسوبر الإسباني، كما هناك كيفين بالمر أحد أبرز نجوم تشيلسي في الموسم المنقضي في البريمرليغ.

ومن يشجع آرسنال استمتع كثيراً بما قدّمه الجناح بوكايو ساكا، بينما يُعدّ فيل فودين من الأسباب الرئيسية في تتويج بيب غوارديولا بلقب الدوري الإنكليزي مع مانشستر سيتي، وعلى المستوى الدفاعي هناك كايل وولكر وكيران تريبير وجون ستونز وإزري كونسا وأحد أبرز نجوم كريستال بالاس مارك جويهي.

أداء باهت
رغم امتلاك المنتخب الإنكليزي قائمة وصفت بالرائعة، والتي دفعت الجماهير لانتظار كرة قدم جميلة ونتائج رائعة وأداء يخطف الانظار، لكن الوضع كان مختلفاً تماماً في النسخة الحالية من يورو 2024 المقامة في ألمانيا.

نعم، تصدّر المنتخب الإنكليزي مجموعته برصيد 5 نقاط لكنه تعادل في مباراتين سلبياً أمام سلوفينيا وبهدف لهدف أمام الدنمارك، وحقق فوزاً وحيداً أمام صربيا الضعيفة، ليكتفي بتسجيل هدفين فقط من 3 مباريات رغم ضعف المجموعة، حيث لم يواجه منتخبات ضمن المرشحين للفوز باللقب حتى الآن.

لماذا يجب أن يكون المدرب إنكليزياً؟
الأمر المستغرب في الفترة الماضية هو تركيز الإتحاد الإنكليزي لكرة القدم على أن يكون مدرب منتخب إنكلترا إنكليزياً، وهو أمر كذلك تؤكّده الصحافة الإنكليزية بأن البحث دائماً ما يكون عن مدرب إنكليزي لتدريب منتخب الأسود الثلاثة.

ورغم تألّق الكثير من المدربين في الأندية الأوروبية بجنسيات أخرى مثل الإيطالي كارلو أنشيلوتي في ريال مدريد والإسباني بيب غوارديولا في مانشستر سيتي، ولكن الإتحاد الإنكليزي يرفض التقليل من قيمة المدرب الوطني ويُصرّ على قرار تعيينه كمدرباً لمنتخب بلاده.

وتشير الأرقام، أن آخر مدرب إنكليزي حقق لقب الدوري المحلي هو “هوارد ويلنكسون”، وكان ذلك في موسم 1991-1992 مع ليدز يونايتد أي منذ قرابة 33 عاماً. وكذلك تؤكّد الإحصائيات أن المدربين الإنكليز لم ينجحوا في تحقيق لقب الدوري الإنكليزي بمسماه الجديد قبل حوالى عقدين ونصف من الزمن، حيث سيطر المدرب الاسكتلندي الشهير السير أليكس فيرغسون على منصب المدرب في أيام مجد مانشستر يونايتد مع تألق كبير آخر لمواطنه كينى داغليتش والفرنسي أرسين فينغر والبرتغالي جوزيه مورينيو والتشيلى مانويل بلغريني.

الحقيقة أن المدربين الطليان على سبيل المثال على غرار كارلو انشيلوتي وروبيرتو مانشيني وكلاوديو رانييري وأنطونيو كونتي، حققوا لقب المسمّى الجديد من الدوري الإنكليزي، وهو أمر لم يتحقق من قِبل أي مدرب إنكليزي منذ التسعينات، وذلك يؤكّد أن المدرب الوطني يعاني من مشاكل فنية وتكتيكية.

ساوثغيت وكرة القدم المملة
نال المدرب الحالي لمنتخب إنكلترا غاريث ساوثغيت انتقادات قاسية بسبب كرة القدم المملة التي تُقدّم من قبل المنتخب الإنكليزي، والتي افتقدت إلى المتعة واعتمدت فقط على تمريرات في الوسط من دون الذهاب للتقدّم للأمام وخلق الخطورة على مرمى المنافس، لتبدي الجماهير تذمّرها من مستوى منتخب بلادها.

الأمر لم يتوقف فقط عند انتقاد ساوثغيت، بل وصل الأمر للتقليل من قدرات لاعبيه أمثال هاري كين وكيفين بالمر وجود بيلينغهام وباكايو ساكا، في الوقت الذي يجب أن يدرك الجميع أنه آن الأوان لأن يفكر الاتحاد الإنكليزي في التخلّي عن فكرة المدرب الوطني ومنح التجربة لمدرب قدير بجنسية أخرى بتولّي المهمّة مثلما تفعل بالفعل الأندية الإنكليزية الكبرى.

وبالنظر إلى كبار أندية البريميرليغ في الوقت الحالي، فإن الإسباني بيب غوارديولا يتولّى تدريب مانشستر سيتي ومواطنه ميكيل آرتيتا مدرب آرسنال والهولندي إريك تن هاغ هو مدرب مانشستر يونايتد بينما مدرب تشيلسي هو الإيطالي إنزو ماريسكا ويتولّى الاسترالي انجي بوستيكوجلو تدريب توتنهام.

انجي بوستيكوجلو بنفسه انتقد أداء ساوثغيت في يورو 2024، حيث قال عبر قناة “ITV” بأنه مندهش من تغيير المدرب لمراكز اللاعبين، وأنّ هناك حالة من عدم الاستقرار الفني في أداء اللاعبين بسبب تغيير مراكزهم.

أخيراً… يجب على الإتحاد الإنكليزي أن يدرك أن المنتخب الإنكليزي ليس حقلاً للتجارب، وأن عليه التفكير في الأمر برؤية مختلفة عندما يختار مدرب الأسود الثلاثة، إذا أرادوا بالفعل المنافسة على تحقيق الألقاب في البطولات الكبرى، لاسيما في ظل معاناة المدرب الإنكليزي على مستوى كرة القدم الأوروبية في السنوات الماضية.