عندما استقبل الشرق الأوسط الرئيس ترمب، ملأنا العناوين بالسلام والتجارة، وهما مزيج مهم لا نراه كثيراً في الشرق الأوسط. كان من المنعش أن نرى العالم يُولي مثل هذا الاهتمام لجهودنا في تقريب الناس، بعضهم من بعض، والسعي لبدائل سلمية. نحن في الشرق الأوسط تعبنا من الصراع والغضب والكراهية. هناك قول عربي يقول: «من يتلقى السياط ليس كالذي يعدّها». لقد تلقينا ما يكفي. وبفضل دور المملكة العربية السعودية، والملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان اللذين ساعدا في رفع حجاب الظلام، نعرض الأمل الأبيض اللامع في جلب السلام إلى منطقتنا. لقد غمرنا عبق الياسمين الجميل، ولقد ذُهلنا جميعاً.
يجب أن نعبّر عن امتناننا لولي العهد محمد بن سلمان، وللرئيس ترمب، لتعاونهما في هذه الشراكة الجديدة لتحقيق السلام. ومهما كانت آراؤنا حول قيادة أميركا أو أي دولة أخرى، فإن رؤية العالم العربي، مع شركائه العرب، تمهد طريقاً للسلام – كأزهار الياسمين التي تتفتح نحو السماء، مدعومة بأوراق وأغصان قوية – يبعث فينا أملاً عظيماً بأن السلام حقاً قابل للتحقيق إذا قررنا أن نضع عقولنا وقلوبنا في هذا الاتجاه.
هناك لحظات في التاريخ تستحق أن نتراجع فيها عن التفاصيل لرؤية الصورة الأوسع وتصور السلام والرفاهية اللذين يمكن تحقيقهما. يجب أن نشعر بحالة جيدة لتحقيق السلام. منطقتنا تحمل تاريخاً قوياً من الأنبياء الذين عظموا رسالة السلام والتعايش. وهم جزء لا يتجزأ من الديانات التوحيدية الثلاث، وكذلك من حمضنا النووي وطريقة حياتنا. حان الوقت أيضاً لكي تلبس إسرائيل رداء السلام الأبيض، وتفتح نوافذها لتسمح برائحة الياسمين الطيبة التي ستجلب موجة جديدة من السلام إلى منطقة عانت كثيراً وطويلاً.
لقد ارتكبنا جميعاً أخطاء، ولكن لا يخدم أي منا التركيز على الماضي، وتراكم المزيد من التظلمات وبناء بركان من الكراهية من شأنه أن يسممنا أو يدفننا جميعاً. نحن نختار عوضاً عن ذلك أن نرنو للمستقبل، وأن نتخيل فرحة المصالحة، وأن نزرع جبلاً من الياسمين الذي سيمطرنا جميعاً برائحة السلام والصداقة. يجب على كل منا أن يساهم في زرع وري ياسميننا لنعيد الحياة والأمل إلى منطقتنا.
يوجد فرصة اليوم للتركيز، ليس على المظالم، وإنما على الآمال التي يمكن أن تأخذنا إلى بُعد جديد. من خلال جهود المملكة العربية السعودية، يمكن لتركيزنا على جمع الأطراف المتنازعة والسعي إلى حلول وسط نبيلة أن يمتدا إلى جميع أنحاء العالم. نريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، وضمان أن تظل الهند وباكستان في سلام، وإنهاء الحرب الأهلية السودانية. نحن العرب نعلم أن الصحراء التي تبدو جافة يمكن أن تحتضن ازدهاراً مدهشاً من الزهور. الماء ثمين وإعجازي، يمكننا جميعاً أن نضيف قطرتنا لنرى ازدهار ياسمين السلام.
لقد عانى الشرق الأوسط أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك نظل متفائلين بأن السلام يمكن أن يتحقق. نحن نختار ألا نؤجج اللهيب الذي خلق الكثير من الصراع والكراهية في الماضي؛ بدلاً من الموت والدمار، نختار نشر الأمل، وجلب أمطار السلام على أشجار ياسميننا، نستنشق رائحته الجميلة وننضم معاً في نزهة من السلام الدائم في ظلاله. بتكاتف الأيدي، يمكننا الوصول إلى أرض السلام الموعودة.