إن جاءكم “الفيسبوك” بنبأ فتبينوا

1

 
كامل كامل
 
إذا زاد الأمر عن حده انقلب ضده، ومواقع التواصل الاجتماعى لم تتخط الحد بل تخطت كل الحدود والحواجز، أصبحت منصات تتدخل فى حياة الناس ونواياهم وتشق عن صدورهم.
 
 
الجالسون على السوشيال ميديا نصبوا أنفسهم خبراء فى كل شيء ونقيضه، يصدرون أحكاما نهائية لا تقبل الاستئناف، أحكاما دون أى تحقيقات أو تحريات، يتعاطفون كثيرا مع الجانى ويلومون بطريقتهم الفاضحة المجنى عليه، ينحازون دائما مع أفراد مستهترين على حساب المؤسسات، أيا كان الأفراد وأيا كانت المؤسسات.
 
الجالسون بحساباتهم وعناوينهم فى الفيسبوك وتويتر، يصورون أمامك بطريقتهم الخاصة، البريء مجرما، والمناضل متخاذلا، والمحارب منهزما، والمكافح متكاسلا ومتقاعسا عن أعماله وواجباته، يحاولون إقناعك بطريقتهم المميكنة والممنهجة أن المسئول مريض نفسي لا يعى ما يقول ولا يرينا إلا ما يراه، ويلفقون له التهم دون خوف من حساب أو حتى عتاب بعد ظهور كذبهم.
 
المهوسون بجذب اللايك والشير يتداولون أى كلام، كذبا كان أم خيال لإيهام متابعيهم بأنهم زعماء عبر فضاء السوشيال ميديا، ينشرون أخبارا مزيفة ومعلومات خاطئة وأرقاما غير صحيحة دون التحقق فى سبيل مزيد من اللايك مزيد من الشير.
 
ليس العيب في هؤلاء الذين ملئوا منصات التواصل الاجتماعى بالترندات الساذجة، وحقوا انتصارات فى معارك وهمية، وخلقوا شهرة مجهولة، وبثوا شائعات مستفزة، بل العيب فى هؤلاء المرضى بضغط الـ”لايك والشير” دون معرفة ما يتداولونه أو يضعونه على ميزان العقل والمنطق، العيب فى هؤلاء الذى ينفخون فى النار ويضعون البنزين بجانبها بإعادة نشر “بوستات” ولا يدرون لحساب من يلعبون أو من يضرون، العيب فى هؤلاء الذين يصدقون ما ينشر عبر الإعلام الاجتماعى دون أن يتساءلوا أو يستفسروا عن الحقائق، العيب فى هؤلاء الذين جعلوا أنفسهم أدوات تستخدم من قبل أهل الشر فى أوقات كثيرة وأهل الخير قليلا.
 
لا تصدقوا كل ما يأتيكم من نوافذ التواصل الاجتماعى، ولا تكذبوه واعتبروه غير موثق حتى تأتيكم المعلومة الصحيحة أو الخبر اليقين، ولا تعيدوا نشر أى شيء فى فضاء السوشيال ميديا وتؤذون الناس بالباطل، ويا أيها الناس إن جاءكم “الفيسبوك” بنبأ فتبينوا.

التعليقات معطلة.