اخبار سياسية عالمية

إهانة تليرسون .. ومجيء صقر التيار المواجه لروسيا وإيران

تغريدة ترامب المهينة

عبر تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب – وكما هو معتاد – علم وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تليرسون بإقالته، وهي طريقة وصفتها الصحف الأجنبية بالمهينة، والتي جاءت بعد اربع ساعات فقط من عودته من جولته الأفريقية.

أجمعت الصحف الأميركية والبريطانية على أن إبعاد وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون من منصبه كان متوقعا منذ أكتوبر/تشرين الماضي بسبب الخلافات الكبيرة بينه والرئيس ترامب وعدم التوافق الشخصي بينهما.

وأقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير الخارجية ريكس تيلرسون ورشّح مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بامبيو لخلافته، كما اختار نائبة الأخير جينا هاسبل لتصبح أول امرأة تدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

وقال ترامب عبر حسابه على موقع تويتر إن “مدير الاستخبارات مايك بامبيو سيكون وزير خارجية أميركا المقبل وسيقوم بعمل رائع”.

ومن على موقع تويتر أيضا، قال ترامب إن جينا هاسبل ستصبح أول امرأة تدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية خلفا لمايك بامبيو.

ويأتي قرار الرئيس الأميركي في وقت يتوقع فيه البعض أن يتم الكشف عن تفاصيل صفقة القرن خلال أسابيع قليلة، بالإضافة إلى محادثات تتعلق بالأزمة الخليجية.

أسباب عزل تليرسون

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن ترامب كان تواقا لطرد تيلرسون منذ أن وصفه بـ “الأحمق” في أكتوبر/تشرين الماضي وأنه كان يرغب في إعلان ذلك يوم الجمعة الماضي، غير أن كبير الموظفين جون كيلي أقنعه بالانتظار لحين عودته من جولته الأفريقية وفق ما ذكره مصدران على اطلاع بالمناقشات.

وذكرت واشنطن بوست نقلاً عن مسؤول في وزارة الخارجية أن كيلي نبه تيلرسون خلال اتصال بينهما الجمعة الماضي إلى أن يتوقع “تغريدة مهينة” من ترمب بحلول نهاية الأسبوع.

كذلك أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى الخلاف بين تيلرسون وترامب في الصراع بين السعودية وحلفائها من جانب ودولة قطر من جانب آخر.

وقالت إن بعض قادة دول الخليج، الذين سيزور عدد منهم أميركا خلال الأسابيع المقبلة ضغطوا على البيت الأبيض كثيرا لاستبدال تيلرسون بـ بومبيو.

فيما قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن تصريح تيلرسون الأخير حول محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا سيرغي سكريبال كان أحد الأسباب المباشرة لعزل تيلرسون فقد كان هو الأقوى بين كل تصريحات قادة العالم بمن فيهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي نفسها في إدانته لموسكو.

وذكرت الإندبندنت أن ترامب الذي درج على إصدار التغريدات الغاضبة ضد المسلمين في الغرب كلما وقع هجوم حتى وإن لم يكن للمسلمين ضلع فيه، لم يصدر تصريحا يدين ما جرى من موسكو ببريطانيا إلا بعد أن جُر إلى ذلك جرا.

وداع تليرسون

وفي بيان المغادرة الذي ألقاه تيلرسون بمقر الخارجية الأميركية قال إنه سيغادر منصبه نهاية الشهر الجاري بعد نقل مهامه إلى نائبه، مؤكدا أنه سيسعى إلى تأمين انتقال سلس لسلطاته إلى خلفه مايك بامبيو.

وقال تيلرسون إنه يتعين على أميركا الرد على التصرفات المثيرة للقلق من قبل روسيا، مؤكدا أنه إذا واصلت موسكو سياستها الحالية فإن عزلتها ستزداد.

وذكرت فايننشيال تايمز البريطانية إنه يتردد داخل البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ووزير شؤون قدامى المحاربين ديفد شولكين سيلحقان بتيلرسون قريبا.

من هو بومبيو؟

هو خريج كلية الحقوق بجامعة هارفارد، والأول على دفعته في الأكاديمية العسكرية، وتم انتخابه لعضوية مجلس النواب عام 2010 بدعم من أقطاب جمهوريين مثل الأخوين تشارلز وديفيد كوخ. وصار عضواً في لجنة الاستخبارات في المجلس، وقبل انضمامه للكونغرس أسسّ شركة لقطع غيار الطائرات وأخرى للإمدادات النفطية.

وكان مايك بومبيو، المرشح المرجح لتولي حقيبة الخارجية في أميركا خلفاً لريكس تيلرسون منذ فترة، عضواً جمهورياً متشدداً في الكونغرس الأميركي قبل أن يعيّنه الرئيس دونالد ترامب مديراً لوكالة المخابارت المركزية الأميركية “السي آي إيه”.

ويعتبر بومبيو من الموالين لترامب، وقد قللّ من شأن المعلومات التي تشير إلى تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016.

كما يعد من صقور التيّار المواجه لموسكو، وقد حذر في السابق من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “زعيم خطر”.

وكان بومبيو الذي دخل الكونغرس 3 مرات عن ولاية كنساس معارضاً شرساً للاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كما أنه من معارضي إغلاق معتقل غوانتانامو.

وبعد زيارته للمعتقل عام 2013 قال “إن بعض المساجين الذين أعلنوا إضراباً عن الطعام قد زاد وزنهم”.

كما دافع الوزير الجديد عن الاستخبارات الأميركية بعد صدور تقرير لمجلس الشيوخ حول التعذيب، وقال: “إن القائمين على المعتقل من رجل ونساء ليسوا جلادين وإنما وطنيين، ويتصرفون في إطار القانون والدستور”.

ويبقى التساؤل عن وقع هذه الخطوة على مواقف مسؤولين آخرين في الإدارة الأميركية جرى الحديث عن خلافاتهم مع الرئيس ترامب والمقربين منه، وإمكانية مغادرتهم مواقعهم.