إيران تستهدف إسرائيل بـ200 مسيّرة وصاروخ… وواشنطن دعمها “ثابت”

1

صواريخ في سماء اسرائيل

أعلن الجيش الإسرائيلي إن إيران أطلقت أكثر من 200 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل منذ أمس السبت، مشيرا إلى أنه تسنى اعتراض العديد منها بعيدا عن حدود إسرائيل لكنه أضاف أن إطلاق النار مستمر.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الأميرال دانيال هاغاري في وقت مبكر من اليوم الأحد، إن عدداً محدوداً من عشرات الصواريخ أرض-أرض الإيرانية سقطت في إسرائيل، مما أدى إلى إصابة فتاة وإلحاق أضرار طفيفة بمنشأة عسكرية في الجنوب. وأضاف أنه لا ينصح السكان في أي منطقة بإسرائيل بالاستعداد للاحتماء، في مراجعة لتحذير سابق تشير على ما يبدو إلى نهاية التهديد الذي تشكله الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين اثنين أن حجم الأضرار في إسرائيل “محدود” قياساً إلى حجم الهجوم. وأعلن مسؤول دفاعي أميركي السبت أنّ القوات الأميركية في الشرق الأوسط تُواصل إسقاط المسيّرات التي أطلقتها إيران على إسرائيل، فيما تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن توفير دعم “ثابت” لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني.

وقال المسؤول الدفاعي إن “القوات الأميركية في المنطقة تواصل إسقاط المسيّرات التي اطلقتها إيران والتي تستهدف إسرائيل”، مضيفا: “لا تزال قواتنا في وضع يمكّنها من تقديم دعم دفاعي إضافي وحماية القوات الأميركية العاملة في المنطقة”. وأفادت مصادر أمنية لرويترز بأن الجيش الأميركي أسقط عددا من الطائرات المسيرة الإيرانية في محافظتي السويداء ودرعا بجنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية وذلك انطلاقا من قواعد لم يُكشف عنها في المنطقة. وقال الحرس الثوري الإيراني إنه أطلق عشرات المُسيرات والصواريخ على إسرائيل في هجوم قد يؤدي إلى تصعيد كبير بين البلدين.

كذلك، ذكرت “القناة 12” التلفزيونية الإسرائيلية في وقت متأخر مساء اليوم السبت (صباح الأحد بالتوقيت المحلي) أن طائرات حربية أميركية – وبريطانية أسقطت بعض الطائرات المسيرة الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل فوق منطقة الحدود بين العراق وسوريا.

ولم تذكر القناة مصادر للخبر.

وذكر مصدران أمنيان إقليميان أن مقاتلات أردنية أسقطت عشرات الطائرات المسيرة الإيرانية فوق شمال ووسط الأردن في أثناء توجهها صوب إسرائيل.

وقال المصدران إن الطائرات المسيرة أُسقطت في الجو على الجانب الأردني من غور الأردن وكانت متجهة نحو القدس. وتسنى اعتراض أخرى بالقرب من الحدود العراقية السورية. ولم يقدم المصدران مزيدا من التفاصيل.
بدورها، قالت وزارة الدفاع البريطانية في وقت متأخر السبت إن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني في الشرق الأوسط “ستعترض أي هجمات جوية ضمن نطاق مهامنا الحالية، إذا اقتضت الضرورة”.

وأضاف البيان: “ردا على التهديدات الإيرانية المتزايدة وتنامي خطر التصعيد في الشرق الأوسط، تعمل حكومة المملكة المتحدة مع الشركاء في أنحاء المنطقة للحث على وقف التصعيد ومنع المزيد من الهجمات”. 

اسرائيل المتأهبة تتوعّد بالردمن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أطلق صفارات الإنذار في مواقع في أنحاء إسرائيل في وقت مبكر اليوم الأحد (بالتوقيت المحلي). وسمع دوي خمسة انفجارات على الأقل في أجواء المدينة نحو الساعة 1,45 صباحا بالتوقيت المحلي (22,45 ت غ). وتم إطلاق صفارات الإنذار أيضا في منطقة النقب بجنوب إسرائيل وفي الشمال، بحسب ما أفاد الجيش.

وأعلنت “القناة 14” العبرية أنّ صواريخ سقطت في عراد وأنباء أولية عن وجود إصابات بالمكان. أما خدمة إسعاف نجمة داود الحمراء الإسرائيلية فقالت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد إنها لم تتلق أي أنباء عن خسائر بشرية جراء الطائرات المسيرة التي أطلقتها إيران على إسرائيل، والتي ذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم اعتراض الكثير منها. 

وأظهر تطبيق تحذيري أن الجيش الإسرائيلي أطلق صفارات الإنذار في مواقع متعددة بجنوب إسرائيل وكذلك في أجزاء من الضفة الغربية في وقت متأخر مساء السبت (وقت مبكر من الأحد) محذرا من تهديدات جوية قادمة.

وسمع شاهد من رويترز في القدس دوي انفجارات ناجمة عن عمليات اعتراض جوي لطائرات مسيرة أطلقتها إيران عرضتها محطة تلفزيونية محلية. 


وذكرت “القناة 12” التلفزيونية الإسرائيلية نقلا عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تذكر اسمه في وقت متأخر اليوم أن إسرائيل تعتزم توجيه “رد قوي” على الهجمات الإيرانية غير المسبوقة بطائرات مسيرة.

ووضع الجيش الجزء الشمالي من هضبة الجولان المحتلة وكذلك نفاطيم وديمونة وإيلات في حالة تأهب تحسبا لاحتمال تعرضها لهجمات بطائرات مسيرة إيرانية، وأمر السكان بالبقاء بالقرب من الملاجئ.

واحتلت إسرائيل الجولان من سوريا في حرب عام 1967. ونفاطيم هي موقع قاعدة جوية إسرائيلية. وتملك إسرائيل مفاعلا نوويا في ضواحي ديمونة. وإيلات هي ميناء جنوب إسرائيل على البحر الأحمر، وقد تعرضت لهجمات متكررة شنتها جماعة الحوثي اليمنية. قاعدة جوّية في النقبوأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأنّ أهمّ قاعدة جوّية في النقب في جنوب إسرائيل تعرّضت “لأضرار جسيمة” بعدما أصابتها صواريخ إيرانية ليل السبت الأحد.

وذكرت إرنا أنّ “أهمّ قاعدة جوّية في النقب أصابها صاروخ خيبر… وتشير الصور والبيانات إلى وقوع أضرار جسيمة في هذه القاعدة”. من جهته أفاد التلفزيون الرسمي بأنّه “وفقاً للمعلومات الواردة، فإنّ نصف الصواريخ التي أُطلِقت قد أصابت هدفها بنجاح”. سماع دوي انفجارات عدة في دمشق
إلى ذلك، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس بسماع دوي انفجارات قوية ليل السبت الأحد في دمشق.

وقال المراسلون إن انفجارات عدة سمعت في العاصمة السورية قرابة الساعة 1,45 (22,45 ت غ) من دون تفاصيل اضافية. ولم تشر وسائل الاعلام الرسمية الى هذه الانفجارات حتى الآن. ايران تهدد وأميركا تؤكد التزامها “الدفاع” عن إسرائيلوفي هذا الصدد، نقل التلفزيون الإيراني عن الحرس الثوري قوله إن طهران سترد على أي تهديد من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال الحرس الثوري في بيان: “أي تهديد من الولايات المتحدة والنظام الصهيوني صادر من أي دولة سيؤدي إلى رد متناسب ومتبادل من إيران تجاه مصدر التهديد”. وأعلنت إيران أنها لن تتردد في اتخاذ المزيد من “الإجراءات الدفاعية” لحماية مصالحها في مواجهة أي عدوان عسكري.

وذكر التلفزيون الرسمي نقلا عن وزارة الخارجية: “لن تتردد إيران، إذا اقتضى الأمر، في اتخاذ المزيد من الإجراءات الدفاعية لحماية مصالحها المشروعة من أي عدوان عسكري وأي استخدام غير قانوني للقوة، وتؤكد في الوقت نفسه التزامها بميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”. في المقابل، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن توفير دعم “ثابت” لإسرائيل في مواجهة الهجوم الإيراني السبت، وذلك بعدما عقد اجتماعا طارئا مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث التصعيد المتنامي في الشرق الأوسط.

وقال بايدن عبر منصة “إكس” ناشراً صورة للاجتماع الذي عقد في البيت الابيض: “التقيت للتو فريقي للأمن القومي لمناقشة هجمات ايران ضد اسرائيل. إن التزامنا ثابت (دفاعا عن) أمن اسرائيل في وجه تهديدات ايران ووكلائها”. وكان بايدن قطع عطلة نهاية الأسبوع في ولاية ديلاوير البعيدة أكثر من 150 كيلومترا عن العاصمة واشنطن، قبل الإعلان عن الهجوم الإيراني ردّا على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق قبل حوالى أسبوعين والذي نسب الى إسرائيل.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي ادريان واتسون في بيان “إن الرئيس بايدن كان واضحا: دعمنا لأمن إسرائيل راسخ”.

وأكدت أن “الولايات المتحدة ستقف إلى جانب شعب إسرائيل وتدعم دفاعه ضد التهديدات الايرانية”.

وأضافت واتسون أن فريق الرئيس الأميركي على “اتصال مستمر” مع الإسرائيليين وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين.

ولدى عودته إلى البيت الأبيض، توجه بايدن على الفور إلى المكتب البيضاوي، ثم انضمّ  إلى اجتماع أزمة في غرفة تحظى بحماية مشدّدة، يضمّ مسؤولين بارزين، بينهم وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، بحسب البيت الأبيض.

التعليقات معطلة.