إيران فقدت تأثيرها الإقليمي.. والعراق الرهان الأخير بين ترامب وطهران

3

 

إيران تواجه تراجعًا ملحوظًا في تأثيرها الإقليمي. بعد عقود من النفوذ المتصاعد، خاصة منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003، تجد طهران نفسها الان في موقف دفاعي أمام ضغوط دولية وإقليمية متزايدة، تجعل العراق رهانها الأخير للحفاظ على موقعها في المنطقة.

تراجع النفوذ الإقليمي
كان لإيران دور بارز في بناء شبكة من الحلفاء في المنطقة، بدءًا من حزب الله في لبنان، إلى الحوثيين في اليمن، وصولاً إلى الميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا. ولكن السنوات الأخيرة شهدت تآكلًا لهذا النفوذ .
العراق اليوم يقف على مفترق طرق بين النفوذ الإيراني المتراجع والطموحات الأمريكية المتجددة بقيادة إدارة ترامب، ليصبح بذلك ساحة صراع إقليمي ودولي. الرهان الآن ليس فقط على قدرة العراق على استعادة سيادته، بل أيضًا على كيفية تعامل المجتمع الدولي مع طهران في ظل التحديات المتزايدة. هل يكون العراق نهاية الطموح الإيراني أم بداية مرحلة جديدة للصراع؟

العراق.. الرهان الأخير
يشكّل العراق اليوم ساحة الصراع الأهم بالنسبة لإيران. فرغم نفوذها الواسع في العراق عبر الحشد الشعبي والأحزاب السياسية الموالية لها، إلا أن هذا النفوذ بدأ يتعرض لضغوط هائلة.
الضغط الشعبي: التظاهرات التي شهدها العراق منذ عام 2019 عبّرت عن رفض شعبي متزايد للنفوذ الإيراني، وشددت على ضرورة بناء دولة عراقية ذات سيادة مستقلة.

السياسة الأمريكية: إدارة ترامب، التي عادت إلى الحكم في انتخابات 2024، تسعى إلى تقويض النفوذ الإيراني في العراق من خلال فرض عقوبات على الشخصيات المرتبطة بإيران واستهداف قيادات بارزة في الفصائل المسلحة التابعة لها .

الدور الإقليمي: الدول العربية، لا سيما الخليجية منها، باتت تسعى لإعادة العراق إلى محيطه العربي وتقليص هيمنة طهران عليه.

ترامب وطهران.. الرهان على العراق
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو أن العراق سيكون ملفًا حساسًا في العلاقة بين واشنطن وطهران. إدارة ترامب تسعى إلى تصعيد الضغط على إيران من بوابة العراق، مستغلة النقمة الشعبية العراقية على النفوذ الإيراني وتوظيف التحالفات الإقليمية الجديدة.
في المقابل، تحاول إيران الحفاظ على وجودها في العراق كأداة للتأثير على السياسة الأمريكية، ولإظهار أنها لا تزال قادرة على لعب دور في المنطقة، رغم الضغوط المتزايدة.

سيناريوهات المستقبل
في ظل هذا المشهد، يبدو أن العراق أمام عدة سيناريوهات:
تعزيز السيادة العراقية: إذا تمكنت القوى الوطنية العراقية من تنظيم صفوفها، فقد يتمكن العراق من تقليص النفوذ الإيراني وبناء شراكات دولية وإقليمية تخدم مصالحه.

تصاعد الصراع الأمريكي-الإيراني: إذا اختارت إيران تصعيد المواجهة في العراق، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التوترات الأمنية، وربما إعادة العراق إلى مربع الصراع.
ان مواجهة طهران من الداخل والخارج أصبحت ضرورة ملحة بالنسبة لدول المنطقة والعالم، خاصة مع تعقيد الملف الإيراني الذي لم يعد يقتصر على نفوذها الإقليمي، بل يشمل أيضًا برنامجها النووي الذي يثير قلقًا دوليًا واسع النطاق .

البرنامج النووي:
البرنامج النووي الإيراني يثير قلقًا عالميًا، خاصة في ظل تعنت طهران في التفاوض بشفافية.
دول المنطقة، مثل السعودية وإسرائيل، تعتبر أن امتلاك إيران لأسلحة نووية سيؤدي إلى سباق تسلح خطير وزعزعة أمن المنطقة.
مواجهة طهران ليست مجرد خيار بل أصبحت ضرورة إستراتيجية للحفاظ على استقرار المنطقة ومنع تهديدات أكبر في المستقبل. النجاح في هذه المواجهة يعتمد على إستراتيجية شاملة تجمع بين تقويض النفوذ الإقليمي ووقف التهديد النووي، مع ضمان دعم شعوب المنطقة التي تطمح للاستقرار بعيدًا عن التدخلات الإيرانية.

التعليقات معطلة.