بعد تطوير محركات تعمل بمياه البحر، تواصل الولايات المتحدة إبهار العالم. فقد بدأت الآن بتنفيذ ابتكار من شأنه التوصل مستقبلاً إلى امتصاص التلوث من الغلاف الجوي واستخلاص ملياري طن منه عبر عمل يجري على الأرض!
تأتي هذه الأخبار في وقت حرج بالنسبة إلى كوكب الأرض، بالنظر إلى التهديدات المستمرة الناجمة عن الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ. ويعود جزء كبير من أزمة مناخ كوكبنا إلى ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز عديم اللون والرائحة يتكون من الأكسجين والكربون
بعد تطوير محركات تعمل بمياه البحر، تواصل الولايات المتحدة إبهار العالم. فقد بدأت الآن بتنفيذ ابتكار من شأنه التوصل مستقبلاً إلى امتصاص التلوث من الغلاف الجوي واستخلاص ملياري طن منه عبر عمل يجري على الأرض!
تأتي هذه الأخبار في وقت حرج بالنسبة إلى كوكب الأرض، بالنظر إلى التهديدات المستمرة الناجمة عن الاحتباس الحراري وتغيّر المناخ. ويعود جزء كبير من أزمة مناخ كوكبنا إلى ثاني أكسيد الكربون، وهو غاز عديم اللون والرائحة يتكون من الأكسجين والكربون.
تُعدّ انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من الأسباب الرئيسية للاحتباس الحراري؛ وهي تنتج غالباً من الأنشطة البشرية. وتزداد خطورة تأثيره بسبب العمر الطويل لذلك الغاز في الغلاف الجوي حيث يوجد بتركيز متوسط يبلغ 380 جزءاً في المليون.
لا يتصف غاز ثاني أكسيد الكربون بأنه سامّ بحد ذاته، لكن يجب التزام أقصى الحذر عند وجوده في الأماكن المغلقة، لأن ذلك قد يفضي إلى إزاحة الأكسجين، مع ما يرافق ذلك من اختناق وموت، بحسب ما نشره موقع “إيكوتيسياس” ecoticias.
روبوت زراعي قد يغيّر المعادلة
في تفاصيل تلك المشهدية يتبين أن شركة ناشئة أميركية ابتكرت روبوتاً زراعياً يحول النفايات النباتية إلى فحم حيوي “بيوشار” (Biochar)، الذي يعرف عنه أنه يمتص ثاني أكسيد الكربون ويختزنه في ثناياه بشكل آمن لعقود عدّة. واستكمالاً، طورت تلك الشركة التي تحمل اسم “آبلايد كاربون” (Applied Carbon) تقنية فريدة قادرة على تحويل بقايا الكتلة الحيوية إلى فحم حيوي.
في ذلك السياق، تعتبر إزالة الكربون من الغلاف الجوي تحدياً ضخماً. وتعمل شركات ناشئة عدّة حالياً على اختبار أنظمة صناعية ضخمة لاستخراج ذلك الغاز المُلوِّث من الهواء، بتكاليف قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات لبناء المنشآت اللازمة لذلك.
وفي المقابل، حين تعتمد شركة Applied Carbon على ممارسة قديمة تقوم بتحويل الكتلة الحيوية المتبقية إلى مادة شبيهة بالفحم، تُعرف باسم الفحم الحيوي، ويمكنها تخزين الكربون لعقود أو حتى قرون.
تالياً، إذا نُفذت بشكل صحيح، وانتشرت على نطاق واسع، تستطيع هذه التقنية إزالة ما يصل إلى ملياري طن متريّ من الكربون سنوياً، مع تحسين إنتاجية المحاصيل الزراعية. على مدى أكثر من 2000 عام، جرى إنتاج الفحم الحيوي لتحسين التربة في منطقة حوض الأمازون، بطرق متنوعة. وحتى اليوم، يُظهر نحو 10 في المئة من التربة في تلك المنطقة دليلاً على تأثيرات استخدام الفحم الحيوي.
أكبر التحديات؟
تتمثل أكبر التحديات التي تواجه إنتاج الفحم الحيوي بالجوانب اللوجستية، إذ يتطلب جمع كميات كافية من النفايات النباتية، ونقلها إلى منشأة التخزين، ثم إعادة الفحم الحيوي إلى الحقول الزراعية، حيث يُستخدم غالباً كعنصر يعمل على تعديل تركيبة التربة. ومن الواضح أن تلك الطريقة مكلفة وتستهلك كميات كبيرة من الطاقة.
لمعالجة هذه المشكلة، غيّرت شركة Applied Carbon تلك العملية تماماً. وبالتالي، فعوضاً عن نقل النفايات الزراعية إلى منشأة الفحم الحيوي، جلبت الشركة منشأتها المبتكرة إلى المزرعة. وقد تمثل الابتكار بآلة زراعية ذات تصميم مستوحى من ماكينة “ستيم بانك” (Steampunk )، تُسحب بوساطة جرار، وتغذّيها حصّادة تأخذ بقايا المحاصيل النباتية، وتفككها إلى أجزاء صغيرة، تمهيداً لتحويلها إلى “بيوشار” بوساطة حرارة يُوّلَّد معظمها بطرق نظيفة.