اتصالات دبلوماسية أردنية – قطرية لاحتواء توترات نهائي كأس آسيا

1

مشجعات أردنيات في عمّان خلال احتفال يوم أمس بالمنتخب الوطني الذي حلّ وصيفاً في بطولة كأس آسيا لكرة القدم. (أ ف ب)


لا تزال تداعيات مباراة الأردن وقطر في نهائي كأس آسيا، التي انتهت بتتويج العنابي باللقب للمرة الثانية يوم السبت الماضي، مستمرة ولم تنته بعد، وخصوصاً بعدما أفردت صحيفة “الوطن” القطرية في عددها الصادر اليوم الثلثاء صفحة هاجمت فيها الأردنيين بقولها إنهم “خلعوا ثوب الأخلاق والروح الرياضية بجدارة”، وطال الهجوم المنتخب ونجومه ورئيس اتحاد الكرة الأمير علي بن الحسين.

وفي أعقاب المباراة، سادت حالة من الغضب في الأردن وسط اتهامات لحكم المباراة بالتحيز لمنتخب قطر باحتسابه 3 ضربات جزاء، ما أثار تباعاً مشاحنات وتوترات بين مشجعي المنتخبين عبر منصات التواصل الاجتماعي، تخللها تراشق مناكفات وإساءات.

وبالعودة إلى “صفحة الوطن”، فقد أثارت موجة استياء واسعة بين الأردنيين الذين تداولوها على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، مرفقة بتعليقات عبروا فيها عن صدمتهم مما جاء فيها، وهاجموا في المقابل القائمين على الصحيفة.

اتصالات دبلوماسية لاحتواء الاحتقان
في أجواء كهذه، أكد مصدر دبلوماسي أردني لـ”النهار العربي”، أن ثمة اتصالات جرت ولا تزال بين شخصيات دبلوماسية أردنية وقطرية، لاحتواء حالة الاحتقان التي تصاعدت وتيرتها منذ انتهاء المباراة حتى اليوم.

وشدد المصدر على أن علاقة الأردن وقطر “أسمى وأمتن من أن تهزها مباراة أو لقب”، مضيفاً أن الطرفين لا يقبلا أن يجر البعض الأمر إلى ما هو أكبر من حجمه”.

ولفت إلى أن “الأردن وعلى أعلى المستويات، بارك لقطر ومنتخبها بالفوز فور انتهاء اللقاء. حالة الغضب من التحكيم تحدث لدى مشجعي أي فريق أو منتخب وهذا أمر طبيعي، لكن المؤسف أن ينتقل إلى مؤسسات إعلامية يفترض أنها وازنة ولا تنجر إلى خطاب تحريضي أو ما شابه”.

السفير القطري يرفع قبعته للنشامى
ولا يمكن فصل تصريحات السفير القطري في الأردن اليوم سعود بن ناصر آل ثاني، وكذلك تصريحات وزير الاتصال الحكومي الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين، عن تداعيات ما حدث.

آل ثاني رفع قبعته “تحية لنشامى الأردن” خلال احتفالية سفارة بلاده بعمان باليوم الرياضي لدولة قطر، مشددا أمام شخصيات أردنية وسفراء عرب وأجانب على “عمق علاقات البلدين المتجسدة في كل المجالات، لا سيما المجال الرياضي”.

 أما المبيضين، فقال خلال لقاء إعلامي مع ممثلي وسائل الإعلام، إن “كأس آسيا أينما يكون في عمّان أو الدوحة فهو سيّان”، مقدماً في الوقت ذاته شكره لقطر على تنظيم البطولة والفعالية، ومعتبراً كذلك أن “أكبر المكاسب هو أن البطولة كانت عربية بشكلها الآسيوي”.

“سقطة إعلامية تُوجب الاعتذار”
ومن وجهة نظر الصحافي الأردني المتخصص بالشأن الرياضي مصطفى بالو، فإن “ما نشرته صحيفة الوطن القطرية يعد سقطة إعلامية لا تعبر بالتأكيد عن موقف قطري رسمي، إنما موقف يمثل الصحيفة نفسها والقائمين عليها”.

وأضاف بالو لـ”النهار العربي” أن “الصحيفة لم تلتزم بالمسؤولية المهنية والأخلاقية، وعبرت عن موقفها بطريقة انفعالية مبالغ فيها”، مؤكداً أن “الاعتذار في حالة مثل هذه يكون واجباً، خصوصاً أن صفحتها أثارت فتنة وحرضت على تبادل اتهامات وإساءات بين مشجعي المنتخبين، فضلاً عن أنها مست وأساءت لعديدين في منتخب النشامى والأسرة الرياضية والأردنيين عموماً”.

وقال إن “كرة القدم في النهاية هي فوز وخسارة، ولا يجب أن تفسد للود قضية، لا سيما بين بلدين وقيادتين وشعبين تربطهما علاقات وطيدة وطيبة على مختلف المستويات”.

التعليقات معطلة.