اتهامات جديدة تفجّر جدلاً حول الضربات الأمريكية في الكاريبي

2

 

 

24 – أبوظبي

 

 

يرى مشرعون أمريكيون، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الأحد، أن ضربة القارب الثانية التي نُفّذت ضمن الحملة العسكرية التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضد قوارب يُشتبه بأنها تُهرّب المخدرات في منطقة الكاريبي، قد ترقى إلى مستوى جريمة حرب، وذلك بعد تقرير صحفي كشف أن الضربة الثانية استهدفت ناجين من الهجوم الأول.

 

وجاءت هذه المواقف بعد تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” يوم الجمعة، أفاد بأن وزير الدفاع بيت هيغسيث أصدر أمراً شفهياً يقضي بـ”قتل كل من على متن القوارب” المشتبه بتهريب المخدرات، وأن ذلك الأمر دفع أحد القادة العسكريين إلى تنفيذ ضربة متابعة لقتل من نجا من الهجوم الأول مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”

 

وقال النائب الجمهوري مايك تيرنر، الرئيس السابق للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، في برنامج “فيس ذا نيشن” على شبكة “سي بي إس”: “إذا حدث ذلك بالفعل، فسيكون أمراً بالغ الخطورة، وأتفق أنه عمل غير قانوني”.

 

شاهد| ترامب: غارة أمريكية ثانية على تجار مخدرات من فنزويلا – موقع 24

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استهداف مركب يقل تجار مخدرات في بحر الكارييب الإثنين، مؤكداً مقتل 3 “إرهابيي مخدرات” من فنزويلا.

 

وفي السياق نفسه، قال السيناتور الديمقراطي تيم كاين، من ولاية فيرجينيا، عبر “سي بي إس”، إنه إذا تبيّن أن ما نُشر صحيح، فإن الهجوم “يرقى إلى جريمة حرب”. وعندما سُئل السيناتور الديمقراطي مارك كيلي على “سي إن إن” عمّا إذا كان يعتقد أن الضربة الثانية، التي استهدفت الناجين، تُعد جريمة حرب، أجاب: “يبدو أنها كذلك”.

 

وتأتي هذه التصريحات بعد أن تعهّد كبار الجمهوريين والديمقراطيين في اللجان المشرفة على وزارة الدفاع بتكثيف رقابتهم على الضربات البحرية الأمريكية في الكاريبي. وأشار تيرنر إلى أن التقرير الأخير زاد من قلق المشرّعين بشأن العملية.

 

وقال: “هناك مخاوف جدية للغاية داخل الكونغرس بشأن الهجمات على ما يُسمّى قوارب المخدرات في الكاريبي والمحيط الهادئ، والأساس القانوني الذي تستند إليه. لكن ما كشف عنه التقرير يقع خارج نطاق أي شيء جرى إبلاغ الكونغرس به، وهناك تحقيق جارٍ”.

 

وتمثل التحقيقات التي يجريها مجلسا النواب والشيوخ، عبر لجنتي القوات المسلحة، أوسع تدقيق يقوم به الكونغرس حتى الآن بشأن تصعيد ترامب العسكري، الذي يتم من دون استشارة الكونغرس أو الحصول على موافقته، بزعم استهداف شبكات تهريب المخدرات.

 

وقد شكّلت هذه الخطوات تحوّلاً ملحوظاً لدى الجمهوريين الذين أمضوا معظم العام في تفادي ممارسة الضغوط على الإدارة.

 

وقال السيناتور الجمهوري روجر ويكر، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وعضو اللجنة الديمقراطي جاك ريد، في بيان مشترك يوم الجمعة، إنهما وجّها استفسارات إلى وزارة الدفاع، مضيفين: “سنُجري رقابة صارمة لتحديد الحقائق المرتبطة بهذه الظروف”.

 

وفي مجلس النواب، أصدر رئيس لجنة القوات المسلحة مايك روجرز، الجمهوري من ألاباما، والديمقراطي آدم سميث، بياناً مشتركاً السبت قالا فيه إنهما “ملتزمان بإجراء رقابة دقيقة” وإنهما يتخذان خطوات ثنائية لجمع الصورة الكاملة عن العملية المذكورة.

 

وتقول الإدارة الأمريكية إنها كثّفت وجودها العسكري في الكاريبي للضغط على فنزويلا، مشيرة إلى أن ضربات القوارب، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصاً منذ أوائل سبتمبر (أيلول) تأتي ضمن “نزاع مسلح رسمي” ضد كارتلات المخدرات. لكن أعضاء في الكونغرس أعربوا مراراً عن تشككهم في الأساس القانوني الذي تستند إليه هذه العمليات.

 

وكشفت “واشنطن بوست” أن الهجوم الأول وقع في 2 سبتمبر (أيلول)، وأن ناجين بقوا في المياه بعد الضربة الأولى، ثم استُهدِفوا بضربة ثانية “تنفيذاً لتوجيهات هيغسيث”، وكانت صحيفة “ذي إنترسبت” قد نشرت في سبتمبر تقريراً مماثلاً عن ضربة متابعة استهدفت الناجين.

 

وهاجم هيغسيث تقرير “واشنطن بوست” في بيان يوم الجمعة، قائلاً إن جميع العمليات كانت “ضربات مميتة وحركية” حسب ما أُبلغ به.

 

ترامب يرفع التوتر في سماء فنزويلا بإغلاق مجالها الجوي بالكامل – موقع 24

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم السبت، إنه سيتم إغلاق المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها بالكامل.

 

ورداً على ذلك، دعا زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى نشر “التسجيلات الكاملة وغير المحرّفة للهجمات كي يراها الشعب الأمريكي”.

 

وعلّق الديمقراطيون مراراً على الضربات بوصفها غير قانونية، معتبرين أنها أشبه بـ”عمليات قتل خارج نطاق القانون”. وكان السيناتور كيلي أحد ستة مشرعين شاركوا هذا الشهر في تسجيل فيديو يذكّر الجنود بأن عليهم رفض الأوامر غير القانونية، من دون الإشارة إلى أوامر محددة.

 

وقال كيلي، الذي يخضع لتحقيق في البنتاغون بسبب تصريحاته في الفيديو، الأحد: “لدي مخاوف جدية للغاية بشأن أي شخص في سلسلة القيادة يتجاوز الخط المسموح به”.

 

وتشير مواقف تيرنر وويكر وروجرز إلى أن القلق يتنامى أيضاً لدى الجمهوريين بشأن نطاق العمليات وشرعيتها.

 

وتأتي هذه الدعوات لتشديد المراقبة في وقت أعرب فيه بعض النواب اليمينيين المتشددين، مثل مارجوري تايلور غرين، عن استيائهم من “التورط الخارجي” الذي اعتبروا أنه يتعارض مع نهج ترامب “أمريكا أولاً”.

 

ورغم ذلك، يواصل كثير من الجمهوريين دعم العمليات العسكرية في فنزويلا.

 

ودافع السيناتور ماركواين مولين، الأحد، عن الإدارة، معتبراً تقرير “واشنطن بوست” غير دقيق، وقال إن ترامب “يحمي الولايات المتحدة من خلال اتخاذ خطوات استباقية للغاية”.

 

الولايات المتحدة فنزويلا

 

اقرأ أيضاً:

معاريف تتحدث عن رسالة مقلقة من إيران وتركيا بعد تصريحات دبلوماسية

معاريف تتحدث عن رسالة مقلقة من إيران وتركيا بعد تصريحات دبلوماسية

تنظيم الإخوان الإرهابي والحرب السودانية.. جذور الصراع ومسارات الخروج

تنظيم الإخوان الإرهابي والحرب السودانية.. جذور الصراع ومسارات الخروج

 

الحرس الوطني قرب البيت الأبيض مع الجنديين المستهدفين ومطلق النار عليهما يساراً (أرشيف)

الحرس الوطني قرب البيت الأبيض مع الجنديين المستهدفين ومطلق النار عليهما يساراً (أرشيف)

الأحد 30 نوفمبر 2025 / 13:58

غير مستقر نفسياً ومهووس..تقرير يكشف خلفية مطلق النار على الحرس الوطني قرب البيت الأبيض

24 ـ شادية سرحان

 

كشفت وكالة أسوشيتد برس، في تقرير اليوم الأحد، تحذيرات مبكرة من التدهور النفسي والسلوكي لطالب اللجوء الأفغاني رحمن الله لكنوال، المتهم بقتل مجندة وإصابة آخر من الحرس الوطني الأمريكي، في هجوم دموي قرب البيت الأبيض، في الأسبوع الماضي.

 

وأظهرت رسائل إلكترونية حصلت عليها الوكالة أن “لكنوال الذي وصل إلى الولايات المتحدة في 2021 ضمن برنامج “ترحيب الحلفاء”، كان يعيش تدهوراً نفسياً وسلوكياً منذ سنوات.

 

اضطربات حادة

وحسب التقرير، تشير الرسائل، التي أرسلها أحد العاملين مع العائلات الأفغانية في ولاية واشنطن، إلى أن لكنوال كان يعاني من صعوبة في الاندماج، وتدهورت قدرته على العمل، ورعاية أسرته المكونة من زوجته و5 أطفال، منذ مارس (آذار) 2023، حيث ترك عمله، وبدأ يقضي أسابيع في العزلة داخل غرفة مظلمة، لا يتحدث لزوجته ولا لأطفاله سوى نادراً، بينما دخلت أسرته في أزمة معيشة متكررة مثل الإيجار المتأخر وإهمال الأطفال.

 

ووفق الشهادات، مرّ لكنوال بفترات متقطعة بدا فيها وكأنه يحاول استعادة السيطرة على حياته، عبر التواصل مع السلطات الاجتماعية في الولاية، والوفاء بالتزاماته ضمن ملفه باعتباره طالب لجوء. غير أن هذه الفترات كانت تتحول سريعاً إلى نوبات “هوس” تمتد أسبوعاً أو اثنين، يقود خلالها بشكل متهور عبر الولايات، فوصل مرةً إلى شيكاغو، وأخرى إلى أريزونا.

 

وفي رسالة في يناير (كانون الثاني) 2024، وصف المرسل حالته قائلاً: “لم يعد رحمن الله قادراً على أداء دوره أباً أو معيلاً منذ مارس (آذار) الماضي. تغيّر سلوكه بشكل كبير، وهو يعيش فترات من العزلة المظلمة تليها أسابيع من السفر العشوائي، بلا توقف”، مضيفاً أن “زوجته كانت تتركه أحياناً مع أطفالهما الخمسة مدة أسبوع، ليظل الأطفال دون استحمام أو تغيير ملابس، وهو ما أثار قلق المدرسة”.

 

ورغم التحذيرات، يقول مرسل الرسائل إنه “لم يتوقع مطلقاً أن يلجأ لكنوال للعنف، بل كان يخشى فقط أن يؤذي نفسه”.وحسب الوكالة تواصل صاحب الرسائل، مع “لجنة اللاجئين والمهاجرين الأمريكية” التي زارت بيلينغهام في مارس (آذار) 2024، لمحاولة تقديم الدعم، لكن لم يتضح إذا تمكنت من الوصول إلى الأسرة.

 

ولكنوال، 29 عاماً، كان ضابطاً سابقاً في وحدة أفغانية خاصة مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وهو أيضاً واحد من بين أكثر من 190 ألف أفغاني نقلوا إلى الولايات المتحدة منذ انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان في أغسطس (آب) 2021، وفق وزارة الخارجية الأمريكية.

 

وتقول السلطات الأمريكية إن “لكنوال قاد سيارته من ولاية واشنطن إلى العاصمة قبل تنفيذ هجوم الأربعاء الماضي”.

 

وفي محاولة لرسم صورة كاملة لحادثة أعادت تسليط الضوء على مسارات الهجرة، والخلفيات النفسية التي قد ترافق بعض الخارجين من ساحات الصراع، لايزال المحققون يعملون على تحديد الدافع الحقيقي للهجوم، بينما وُجّهت إلى لكنوال تهمة القتل، من الدرجة الأول. وعندما سُئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا كان يخطط لترحيل زوجة لاكانوال وأطفاله، قال: “ندرس الأمر حالياً. ندرس الوضع برمته مع العائلة”.

 

ترامب يعلن أول قرار بشأن منفذ إطلاق النار في واشنطن – موقع 24

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أن إدارته تدرس ترحيل عائلة رحمن الله لاكانوال، المتهم بإطلاق النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني في واشنطن.

 

وأسفر الهجوم قرب البيت الأبيض، عن مقتل المجندة في الحرس الوطني، سارة بيكستروم، 20 عاماً، فيما لا يزال الرقيب في سلاح الجو الأمريكي أندرو وولف،24 عاماً، والذي أُصيب أيضاً في إطلاق النار، في المستشفى في حالةٍ حرجةٍ بعد عمليةٍ جراحية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

واشنطن الولايات المتحدة أمريكا أفغانستان البيت الأبيض

 

اقرأ أيضاً:

مناورة نتانياهو لإغلاق محاكمته.. عرض غير مُعلن مقابل إنهاء أزمة “الإصلاح القضائي”

مناورة نتانياهو لإغلاق محاكمته.. عرض غير مُعلن مقابل إنهاء أزمة “الإصلاح …

على حافة الحرب.. خفض التصعيد بين إثيوبيا وإريتريا ضرورة في القرن الأفريقي

على حافة الحرب.. خفض التصعيد بين إثيوبيا وإريتريا ضرورة في القرن الأفريقي

فلسطينيون وسط أنقاض غزة (أرشيف)

التعليقات معطلة.