اجتماع تاريخي لـ”بركشاير” في غياب شريك وارين بافيت

1

كان هذا الاجتماع مهماً جداً إذ يأتي للمرة الأولى، بعد وفاة الذراع اليمنى لبافيت، تشارلي مونغر

مفاجأة بيع 13 في المئة من أسهم “أبل” يرفع “الكاش” في الشركة لمستوى قياسي عند 190 مليار دولار

ملخص

ارتفع سهم “بيركشاير” بنسبة 218 في المئة خلال العقد الماضي مقابل مكاسب “ستاندرد أند بورز” بنسبة 172 في المئة

تطرق الاجتماع السنوي لمساهمي شركة “بيركشاير هاثاواي“، التي يقودها المستثمر العالمي وارين بافيت، إلى ملفات كثيرة تحدث خلاله بافيت عن استثمارات الشركة والسيولة لديها وتوسعاتها المستقبلية.

ويعتبر الاجتماع السنوي لـ”بيركشاير” أحد أهم الأحداث الاقتصادية السنوية في الولايات المتحدة، إذ ينتظره المستثمرون حول العالم لمعرفة اتجاهات الاقتصاد والأسواق والقطاعات المهمة التي تستهدفها “بيركشاير”، التي غالباً ما يتبعها المستثمرون بصورة تلقائية.

اجتماع في غياب مونغر

وكان هذا الاجتماع مهماً جداً إذ يأتي للمرة الأولى، بعد وفاة الذراع اليمنى لبافيت، تشارلي مونغر الذي توفي في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، إذ كان الثنائي بافيت ومونغر يجلسان على المنصة يشرحان نتائج “بيركشاير” ويتلقيان الأسئلة من المساهمين.

وكان لافتاً أنه جلس على المنصة مع خليفته غريغ أبيل الذي عينه بافيت عام 2021 كرئيس تنفيذي ونائب لرئيس مجلس إدارة الشركة، وجلس إلى جانبهما نائب الرئيس لعمليات التأمين في “بيركشاير” أجيت جاين، وقال بافيت إنهما الشخصان المناسبان لقيادة “بيركشاير” بعد رحيله.

بافيت مستمر

ويشرف أبيل وجاين بصورة مباشرة على الشركات التابعة لمجموعة “بيركشاير” منذ عام 2018، ونفى بافيت، 94 سنة، بصورة غير مباشرة أنه سيتقاعد كما تردد أخيراً، بل لمح إلى ذلك مازحاً أنه يتمنى أن يأتي إلى الاجتماع في العام المقبل.

وبنى بافيت ومونغر شركة “بيركشاير” من الصفر تقريباً، إذ بدأت عام 1965 كمصنع نسيج متعثر لتصبح مجموعة عملاقة تجمع تحتها التأمين والطاقة والسكك الحديد وغيرها وحققت أكثر من 11 مليار دولار أرباحاً تشغيلية في الربع الأول، وقيمتها السوقية تتعدى 860 مليار دولار، ولديها نقد لا يوجد في أي شركة في العالم ويقارب 190 مليار دولار.

مفاجأة بيع أسهم “أبل”

كانت المفاجأة في الاجتماع هذا العام هي تخارج “بيركشاير” من شركة “أبل”، إذ تعتبر إحدى أكبر المساهمين فيها، بنسبة 13 في المئة، مما خفض قيمة حصتها إلى 135 مليار دولار من 174 مليار دولار. وكان البيع هو السبب الرئيس لارتفاع النقد بصورة قياسية لدى “بيركشاير”، فيما كانت أسهم شركة” أبل” انخفضت بنسبة 11 في المئة خلال الربع الأول من هذه السنة.

لكن بافيت أكد أهمية الاستثمار في “أبل” ولم يعتبر التخارج مؤشراً إلى ضعف الشركة وإنما لحاجة المجموعة إلى مزيد من النقد في هذه المرحلة، معتبراً أنها أفضل استثمار بعد اثنتين من أقدم وأكبر استثمارات “بيركشاير”، وهما “أميركان إكسبريس”، وشركة “كوكا كولا”

“آيفون” أعظم منتج

وقال بافيت وسط وجود الرئيس التنفيذي لشركة “أبل” تيم كوك بين الحضور إن هاتف “آيفون” كان “واحداً من أعظم المنتجات، وربما يكون أعظم منتج على الإطلاق”.

واستثمرت شركة بافيت في “أبل” عام 2016، وأصبح بافيت، الذي يخاف من التكنولوجيا لعدم معرفته بها، ينظر إلى “أبل” على أنها شركة سلع استهلاكية تتمتع بقوة تسعير قوية وعملاء مخلصين.

وبينما أعرب بعض المستثمرين عن قلقهم من أن شركة “أبل” تشكل جزءًا كبيراً من محفظة أسهم “بيركشاير”، قال بافيت إن “أبل” ستظل أكبر استثمار في أسهم شركته.

أخطار في الأسواق

لكن بافيت قال مستدركاً إن النقد قد ينمو إلى 200 مليار دولار في الربع الثاني، مما يعكس الأخطار التي يراها من ارتفاع التقييمات في سوق الأسهم والصراعات الجيوسياسية.

وسأل المساهمون بافيت عما إذا كانت الشركة ستتخذ أي خطوات استثمارية للاستفادة من هذا النقد الهائل، فأجاب أنه لا يوجد استثمارات مناسبة في هذا الوقت لكي تتحرك الشركة تجاهها. ولدى بافيت نموذج عمل واضح في الدخول للشركات، إذ غالباً ما يتحرك للشركات المقيمة أكثر من قيمتها والتي يمكن أن تخلق قيمة على المدى البعيد، ويستبعد الدخول في الاستثمارات لمدى قصير أو شركات النمو التي لا تفهم نموذج عملها ومن الصعب توقع مستقبلها.

الصين والهند وكندا

وبينما سئل بافيت عن رؤيته الاستثمار في الصين والهند، فإن الإجابة كانت أن “بيركشاير” ستستمر بالنظر إلى الفرص حول العالم لكنها تركز بصورة رئيسة على السوق الأميركية، لأنها تفهم قوانينها وكيفية العمل فيها، كما أن الشركات الأميركية تستثمر في كل دول العالم. وقال المستثمر المخضرم إن الاستثمار في كندا قد يكون ممكناً في الفترة المقبلة.

وارتفع سهم “بيركشاير” بنسبة 218 في المئة خلال العقد الماضي مقابل مكاسب “ستاندرد أند بورز” بنسبة 172 في المئة.

التعليقات معطلة.