حسن فليح / محلل سياسي
هذا مانقلته محطة الحدث الفضائية نقلا عن صحيفة نيويورك تايمز ، لسنا بصدد مادار بالاجتماع ، الذي افضى الى طلب امريكي من ايران بالعمل على ايقاف هجمات الحوثيين والفصائل الاخرى في العراق وسوريا على القوات الامريكية بالمنطقة ، بالمقابل طلبت ايران بأيقاف الهجوم العسكري الامريكي على غزة ، هذا الخبر هو مفتاح مقالتنا ، لما نقلته وسائل الاعلام المشار اليها ، الامر الذي يثير الجدل والتساؤلات الكثيرة ، منها ان الاثنين معنيين بما يجري بالمنطقة ومايحصل لها من مآسي ونزيف دموي لايتوقف ، وكلاهما يتفاهمان على ضبط ايقاعات تلك اللعبة القذرة ضد الشعوب العربية وبمساعدة عملائهم المخدوعين والمغرر بهم ، وهذا يدلل ايظا ان ايران مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الفصائل بكل عناوينها ومسمياتها ويوضح بشكل جلي ووضوح عن ضلوعها بكل مايجري بالمنطقة وبعلم الولايات المتحدة، وعلى العكس تماما عن ماتدعي من انها ليست لديها القدرة على قرار الفصائل المستقلة بقراراتها عن ايران كما تزعم !!! وألا بماذا نفسر الطلب المقدم من امريكا لايران بخصوص الفصائل؟ وكيف نتفهم الطلب الايراني من امريكا بوقف الهجوم الاسرائيلي البري على غزة ؟ والسؤال الاهم هل مانقلته وسائل الاعلام التي ذكرت الخبر للجمهور فعلا هذا هو الذي دار في ءلك الاجتماع السري كما اسموه ، ام انه عنوان وغطاء لابد منه للتستر على مادار فعلا بذلك الاجتماع الذي جاء بأوقات وظروف عصيبة وتنذر بمخاطر جسيمة ؟
أن تاريخ امريكا معروف انها دائما مع القوي وليست مع الضعيف ، وجل عملها يتركز على اضعاف الشعوب لاجل اخضاعها والقبول بالامر الواقع ، اليوم نجد ان كل من امريكا وايران الذان يدعيان العداوة بينهما يتفاهمان على جملة قضايا بخصوص المنطقة ، وذلك كله من اجل تحقيق اي نجاح امريكي لادارة بايدن قبل الانتخابات الامريكية ، مهما تكن تداعيات هذا النجاح على شعوب المنطقة ومنح ايران مزيدا من الهيمنة بشكل اكبر وأعطائها دور اقليمي متميز يجعلها ان تتعاون اكثر مع ادارة بايدن الديمقراطية لخشيتها هي ايظا من مجيء الجمهوريين بادارة ترامب غير المرغوب به ايرانيا والمرحب به من دول المنطقة عدى النظام الايراني ، الذي يشعر أن ترامب سيقلب المعادلة راسا على عقب ، وعندها سيكون الحديث مختلف كليا عن مايدور الان ، وضياع الجهود التي بذلت في مهب الريح بالعقدين الماضية التي بذلتها ادارة الديمقراطين من عهد اوباما مرورا ببايدن مع النظام في طهران وخصوصا فيما يتعلق بالعراق الذي يعتبر مفتاح المنطقة ، في حالة اعادة رسمها من جديد ، اذا تأملنا هذه التطورات وغيرها فسوف ندرك بسهولة اننا إزاء لعبة كبرى تجري حاليا بين أمريكا وايران لا احد يعلم تماما ابعادها بالضبط. لكن الأمر المؤكد انها على حساب العرب وقضاياهم المصيرية ، بايدن وهو مقبل على انتخابات رئاسية خلال اشهر لا يريد نشوب أي ازمة مع ايران او أي تصعيد في العلاقات ،
وايران من مصلحتها دعم بايدن والديمقراطيين في الانتخابات القادمة اذ تخشى ان يفوز ترامب ويعود الى البيت الأبيض بكل مواقفه المتشددة المعروفة تجاه النظام الايراني
هناك اذن مصلحة أمريكية إيرانية مشتركة في التهدئة وفي محاولة التوصل الى توافق ، ولا نستغرب اذا فوجئنا قبل اجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية بصفقة ما بين أمريكا وايران يقدمها بايدن على اعتبار انها انجاز كبير له يساعدة على الفوز على خصمه القوي ترامب العائد بقوة الى البيث الابيض والذي يحمل في جعبته الشيء الكثير ليس بصدد العراق وفك ارتباطة بايران وما يحصل بمنطقة الشرق الاوسط فحسب وانما بالعالم ، هل سينفعهم اجتماعهم السري هذا لمواجهة ماينتظرهم من دواعي واستحقاقات لابد لها ان تعيد توازنات ومعادلات المنطقة التي انهارت في غزو العراق عام 2003 وأنشأت تعاون مريب بين طهران وواشنطن ؟!!