احتمال عودة ترمب يعيد رسم وجه السياسة الدولية

1

كيف يتعامل حلفاء الولايات المتحدة وأعداؤها مع رجوعه إلى البيت الأبيض؟

غراهام أليسون 

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في المحكمة العليا بمدينة نيويورك، يناير 2024 (رويترز)

خلال العقد الذي سبق الأزمة المالية الكبرى عام 2008، غدا رئيس الاحتياط الفيدرالي الأميركي آلان غرينسبان أشبه بإله في واشنطن، إذ وفق المقولة الشهيرة للسيناتور جون ماكين، الجمهوري من ولاية أريزونا، “لا فرق إن كان غرينسبان حياً أو ميتاً، فإن كان ميتاً ليس عليكم سوى رفع جسده وإجلاسه ووضع نظارات قاتمة فوق عينيه”.

إبان ولاية غرينسبان كرئيس للاحتياط الفيدرالي طوال عقدين من 1987 إلى 2006، لعب “الاحتياط الفيدرالي” دوراً مركزياً في فترة شهد فيها الاقتصاد الأميركي نمواً متسارعاً، ومن بين الأشياء التي أدت إلى شهرة غرينسبان ما سمته الأسواق المالية آنذاك بـ “ضمان الاحتياط الفيدرالي” Fed put (“الضمان” في عالم الاقتصاد والمال يمثل عقداً يمنح المالك حق بيع أصل من الأصول بسعر ثابت ولتاريخ ثابت).

وخلال فترة ولاية الأخير راح المستثمرون يعتقدون أنه مهما أحيطت المنتجات الجديدة التي يبتكرها المهندسون الماليون بالأخطار، فإنه عند حصول أي خطأ ما فإن بوسع النظام [المالي القائم] الاعتماد على البنك الفيدرالي بزعامة غرينسبان ليهب لإنقاذ الوضع وتأمين عدم انهيار الأسهم، وقد آتى ذاك الرهان ثماره، فحين قادت الأوراق والمشتقات المالية المدعومة بالرهون العقارية في “وول ستريت” إلى انهيار (مصرف) “ليمان براذرز”، مما تسبب بأزمة 2008 المالية التي أدت إلى ركود كبير، تدخلت الخزانة الأميركية والاحتياط الفيدرالي لوقف انزلاق الاقتصاد نحو “كساد عظيم” ثان مشابه للذي حصل خلال ثلاثينيات القرن الماضي.

التعليقات معطلة.