انطلاقة البحث التوليدي الصغير وتطويرات لحماية البيئة
ما الذي سيحمل أهمية حقيقية على المدى البعيد؟ يتوقف خبراء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الأميركي أمام هذا السؤال، أثناء تجميع عناصر القائمة السنوية لأهم الاختراقات العلمية والتقنية كل عام. وإليك بعضاً منها نشرت في دورية «تكنولوجي ريفيو».
رصد فلكي وتطورات الذكاء الاصطناعي
• مرصد فيرا سي روبين Vera C. Rubin Observatory: من المقرر هذا العام تشغيل تلسكوب جديد قوي في منطقة نائية من تشيلي، الذي سيبدأ في إجراء مسح لمدة عقد للسماء الجنوبية. وتوجد في داخل التلسكوب أكبر كاميرا رقمية جرى تصنيعها على الإطلاق بمجال علم الفلك، التي من المقرَّر أن تلتقط الصور بشكل مستمر لسنوات، بهدف مساعدة علماء الفلك على دراسة المادة المظلمة، واستكشاف مجرة درب التبانة وسبر أغوار المجهولات الكونية الأخرى.
• صعود البحث التوليدي باستخدام الذكاء الاصطناعي. للبحث التوليدي آفاق عظيمة في إضفاء البساطة والسرعة على مساعي العثور على ما تبحث عنه.
وعندما تكتب استعلاماً ما، يسارع نموذج الذكاء الاصطناعي إلى تلخيص المعلومات من الكثير من المصادر عبر الإنترنت للعودة إليك بإجابة فريدة. وعبر جهازك، يمكن للذكاء الاصطناعي تمشيط المستندات والصور ومقاطع الفيديو، والتعرف على الأشياء والأشخاص لمساعدتك في العثور عليهم بشكل أسرع. وربما يحمل هذا الأمر في طياته إشارة على نهاية محركات البحث التقليدية، وصعود مساعدي الذكاء الاصطناعي ذوي الطابع الشخصي.
• النماذج اللغوية الصغيرة: يمكن للنماذج اللغوية الكبيرة للذكاء الاصطناعي أن تنجز أشياء مذهلة، بالنظر إلى أنها تزخر بمئات المليارات – بل وحتى تريليونات – من العوامل المتغيرة (القيم التي تحدد سلوكها)، إضافة إلى تدريبها على معظم بيانات الإنترنت.
ومع ذلك، أصبح باستطاعة النماذج اللغوية الصغيرة الأرخص والأقل استهلاكاً للطاقة، الآن، الوقوف مع قدم المساواة مع النماذج الأكبر فيما يخص مجموعة من المهام المحددة. واليوم، أصبح بمقدورنا أن نقول بثقة: تنحي جانباً أيتها الديناصورات، فالمستقبل ينتمي إلى وحوش أصغر وأكثر رشاقة!
سيارات آلية وروبوتات
• سيارات الأجرة الآلية: أتمَّت سيارات الأجرة الآلية سنوات من الاختبارات التجريبية. واليوم، أصبحت متاحة أخيراً للجمهور. داخل أكثر من 12 مدينة حول العالم، يمكن للركاب استدعاء واحدة متى أرادوا. والآن، يستعد أكبر اللاعبين في هذا المجال للدخول في منافسة شديدة، في خضم توسعهم داخل مدن جديدة، تحت أعين الجهات التنظيمية اليقظة.
• الروبوتات سريعة التعلم: بفضل الطفرة التي تحققت بمجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. اليوم، أصبح بإمكان الروبوتات الاضطلاع بمهام جديدة على نحو أسرع من أي وقت مضى. ولم تعد مهارات الروبوتات الآلية، اليوم، تقتصر على إنجاز مهمة واحدة، فنحن نقترب من الروبوتات ذات الأغراض العامة التي يمكن الدفع بها إلى داخل بيئات جديدة؛ حيث تتولى معالجة مجموعة متنوَّعة من المهام نيابة عنا، على الفور تقريباً.
تطويرات بيئية
• علاج تجشؤ الأبقار: يُعد تجشؤ الأبقار أحد أكبر مصادر الانبعاثات الضارة الناتجة عن النشاطات الزراعية – وأحد أكثرها صعوبة في الحل. لكن الآن، أصبح متاحاً تطوير مكمل غذائي يقلل بشكل كبير من كمية الميثان التي تتجشؤها الماشية، في عشرات البلدان. ومن المحتمَل أن يستقبل العالم المزيد من مثل هذه المنتجات الأخرى، التي ربما تثبت فعالية أكبر.
• وقود طائرات أنظف: يمكن أن يساعد الوقود الجديد المصنوع من زيت الطهي المستعمل، أو النفايات الصناعية، أو حتى الغازات في الهواء، في تشغيل الطائرات دون وقود أحفوري. يُذكر أن هذه الأنماط من الوقود البديل للطائرات كانت قيد التطوير لسنوات، لكنها تحولت في الوقت الحاضر إلى تجارة كبيرة، مع ظهور مصانع لإنتاجها، وتفويضات حكومية جديدة تتطلب استخدامها.
• «الصلب الأخضر»: تأتي صناعة الصلب بالمركز الثاني من بين أكبر المصادر الصناعية لثاني أكسيد الكربون، وتنبعث منها كميات من الكربون تفوق ما ينبعث من الهند بأكملها (ثالث أكبر مصدر للانبعاثات في العالم)، وأكثر بكثير مما تطلقه صناعة السفر الجوي.
ويجري بناء أول مصنع للصلب الأخضر الصناعي، الذي يعتمد على الهيدروجين المصنوع بالطاقة المتجددة، بواسطة شركة «ستيغرا» – شركة ناشئة تبلغ قيمتها 7 مليارات دولار، ومن المقرر أن تبدأ عملياتها العام المقبل، في شمال السويد.
علاجات واعدة
• أدوية طويلة المفعول للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري: كشفت تجربة دواء جديد للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية أن 100 في المائة من النساء والفتيات المعالجات تمتعن بحماية من الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري. ولا يحتاج الدواء إلا إلى الحقن مرة كل ستة أشهر. ويمكن أن يساعدنا الدواء في القضاء على الإيدز مرة واحدة وإلى الأبد؛ إذا تمكنا من ضمان وصوله إلى أولئك الذين يحتاجون إليه.
• علاجات الخلايا الجذعية الفعّالة: من المنتظر أن تعالج الخلايا الجذعية من الأجنة البشرية، الأمراض ـ هذا الوعد الكبير الذي قطعه العلماء على أنفسهم منذ عقود. والآن، يتحقق هذا الوعد أخيراً. يبدو أن عمليات زرع الخلايا المصنعة في المختبرات تسهم بالفعل في علاج حالتين مختلفتين تماماً؛ الصرع ومرض السكري من النوع الأول.